سبب وضع علم النحو و تعريفه
سبب وضع علم النحو
أول من وضع علم النحو هو العالم النحوي البابعي أبو الأسود الدؤلي ، حين اضطر كلام العرب ،حيث سمع يوما {أن الله بريء من المشركين ورسول}
بجر اللام في كلمه {رسوله} أي أن الله بريء من المشركين وبريء من المشركين وبريء من رسوله، وهذا لحن {خطأ} كبير ، فقال لا تطمئن نفسي
الا أن أضع شيئا أصلح به لحن هذا ، فقال لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين ذهبت لغة العرب لما خالطت العجم و
أوشك ان تطاول عليها الزمن أن تضمحل ، فأمره سيدنا علي رضي الله عنه بوضوع وكتابة أصول اللغة العربية ، فأراه أبو الأسود الدؤلي ما وضع
من قواعد وضبط ،فقال له أمير المؤمنين سيدنا علي رضي الله عنه عندما رأي ذلك : ما أحسن هذا النحو الذي نحوت ، فمن ثم سمي النحو نحوا .
تعريف علم النحو
النحو هو علم يستخرج من استقراء و تتبع كلام العرب الأوائل ،ويبحث في أصول وتكوين الجملة ومعرفة القواعد وتغيير أواخر الكلام ،فيحدد
الكلملة وموقعها الاعرابي ،كالرفع أو النصب أو الجر ، أو تقديم أو التأخير ،أو الاعراب أو البناء : بمعني أن علم النحو يبحث في أحوال أواخر الكلمات
في الجملة ،
فائدة علم النحو
النحو من أهم علوم اللغة العربية وهذه بعض الفوائد من تعلمه :
سلامة حسن اللسان من الوقوع في اللحن وأحطاء التأليف .
يحفظ اللغة العربية من الاندثار والضياع .
وسيلة لفهم كلام الله والحديث النبوي وكلام العرب الفصيح .
واليك بعض الأمثلة علي ذلك :
في الأية : { وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن}
لن تفهم معني الأية الكريمة اذا لم تعلم أن “ ابراهيم ” هنا مفعول به منصوب ،لانه منصوب وهو مقم عن فاعل الفعل “ابتلي ”
والفاعل هو “ رب” لأنها كلمة مرفوعة والمبتلي “ابراهيم ” وفي الأية { يا أيها الذين امنوا اذا قمتم الي الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم
الي المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم الي الكعبين } لن تعرف حكم الأرجل ان لم تعلم أن أرجلكم : تقرأ بالنصب ، وهي معطوفة علي الوجوه
والأيدي ،فتأخذ حكم الوجوه والأيدي في الغسل ، أي فاغسلوا وجوهكم وأيديكم وأرجلكم وهكذا كل الكلام العربي .
فمن كل هذا هذا نري بأن علم النحو ليس فقط هام وضروري بل حتمية وضعه كانت صمام الأمان للغة العربية ولا سيام لحفظ كتاب الله
من اختلاط العجم واللغات الأخري و التداخلات بسبب انتشار الاسلام وانتشار وتوسع التجارة ودخول كثير من المسلمين الغير ناطقين
بلسان عربي فصيح فكان الخوف بأن يتم تمييع و تبديل المخارج و الحروف والنطق في بطن اللغة العربية و صلبها اللغوي ،فكان هنا
علم النحو الاطار العام الضابط للغة العربية ككل في الشكل والنطق واللحن والموضوع والتفصيل . رحم الله سيدنا علي بن أبي طالب
ورحم الله أبو الأسود الدؤلي .