الصديق وقت الضيق : قصتان للصغار.
الصديق وقت الضيق.
قصتان للصغار.
مقدمة
الصديق الحقيقي هو من يساعدك في السراء والضراء ،يفرخ لفرحك ويحزن لحزنك،يحفظ أسرارك،يخفف عنك هموم الحياة، يرشدك إلى الصواب فينصحك دون خداع ، ويدلك على دروب الخير.
واليوم لدينا قصتان ستتعلم منهما كيف يكون الصديق الحقيقي.
القصة الأولى : قصة سامية و مريم.
مريم تلميذة في الصف الخامس الابتدائي، كانت معروفة بين زمليلاتها بحبها الكبير للمرح والتواصل،تساعدهن وتتباهى بصداقتهن.
لكن الحياة،تحمل لنا دروسًا في الوقت الذي لا نتوقعه.
مرضت مريم فجأة واضطرت لدخول المستشفى والمكوث به شهرين كاملين
في الأيام الأولى من دخولها المستشفى، كانت تتوقع أن ترى صديقاتها تتوافدن لزيارتها، لكنها تفاجأت بعدم اكتراثهن بشأنها فلا زيارة ولا حتى مكالمة في الهاتف.
أحست مريم بغصة في خلقها وألم يمزق قلبها الصغير ولحسن الحظ ظهرت سامية : التلميذ الخلوقة التي لم تكن ضمن مجموعة الصديقات وإنما كانت مهتمة فقط بدراستها .
ظهرت في اليوم الثالث من دخول مريم المستشفى ،حاملة لها بطاقة ورد ودفتر مكتوب عليها الدروس التي لم تحضرها مريم .
كانت سامية البلسم الذي شفى جراح مريم : تخفف عنها ،تسليها وتشرح لها الدروس كلما عادتها من حين إلى حين.
شفيت مريم وعادت إلى مدرستها والغريب في الأمر أن صديقاتها التففن حولها يسألنها عن حالها ،ولكن مريم لم تعاتبهن حتى ،بل اكتفت بالنظر إليهن والرد عليهن بابتسامة متواضعة،قائلة : الحمد لله فقد تعلمت درسا عن الصداقة الحقيقية وأشكر سامية أمام الجميع فهي الأخت التي لم تلدها أمي .
ماذا تعلمت مريم :
تعلمت مريم من محنتها وتخلي صديقاتها عنها في وقت الشدة أن تكون حذرة في المستقبل فيما يخص اختيار الأصدقاء وأن الأصدقاء ليس بكثرتهم وإنما بنوعيتهم.
القصة الثانية : قصةعلي وسامر
كان عليّ وسامر صديقين منذ الطفولة، يجمعهما اللعب والضحك وتقاسم الحلوى. لكن في أحد الأيام، لاحظ سامر أن عليّا تغير. أصبح صامتًا، يبتعد عن الأصدقاء ويبدو عليه الحزن.
قرر سامر أن يقترب من صديقه ليعرف السبب.
جلس معه تحت شجرة المدرسة بعد انتهاء الحصص وسأله: "عليّ، ماذا يحدث معك؟ لست كما عهدتك. أنا صديقك، وأريد أن أساعدك."
تنهد عليّ بعمق وقال: "الحقيقة أن والدي فقد عمله.
الأمور في البيت صعبة جدًا. بالكاد نستطيع توفير الطعام. أشعر بالعجز، ولا أعرف ماذا أفعل."
تأثر سامر كثيرًا بكلام عليّ، لكنه قرر أن يتصرف بحكمة. قال له بحزم: "لا تقلق، سنجد حلاً معًا. لن أدعك تواجه هذا بمفردك."
المساعدة تبدأ
بدأ سامر بالتفكير في طريقة لمساعدة عائلة عليّ دون أن يشعره بالإحراج.
في إحدى الليالي، تحدث مع والده، الذي كان يدير محلًا لبيع الأدوات الكهربائية.
قال سامر: "أبي، لدي صديق يمر بوقت صعب. والد صديقي بحاجة لعمل. هل يمكننا مساعدته بأي طريقة؟"
تفاجأ الأب من جدية سامر وقال: "يمكنني فأنا أحتاج مساعدًا في المحل. إذا كان والد صديقك مهتمًا، يمكنه العمل معي."
في اليوم التالي، أخبر سامر عليّا بما فعله. شعر عليّ بمزيج من الامتنان والخجل، لكنه وافق في النهاية بعد إصرار سامر.
عمل والد عليّ بجد في المحل، وكان سامر دائمًا موجودًا لدعمه.
بفضل هذا العمل، تمكنت عائلة عليّ من تجاوز محنتها.
الصداقة تستمر حتى الكبر
مرت السنوات، وكبر عليّ وسامر، لكن صداقتهما ظلت قوية. أنهى عليّ دراسته الجامعية بتفوق، وبدأ العمل كمهندس.
في أحد الأيام، تلقى سامر اتصالاً من عليّ. قال عليّ بحماس: "سامر، أريد أن أراك. لدي خبر مهم!"
عندما التقيا، قال عليّ: "سامر، أتذكر كيف ساعدتني أنت ووالدك عندما كنا صغارًا؟
لقد حصلت على فرصة لفتح شركة هندسية، وأريدك أن تكون شريكي فيها. لن أنسى أبدًا وقوفك بجانبي. حان دوري الآن لرد الجميل."
شعر سامر بالفخر والتأثر. قال بابتسامة: "لم أساعدك يومًا لأنتظر مقابلًا. لكني سعيد لأننا سنحقق أحلامنا معًا.
أصبحت شركة عليّ وسامر واحدة من أنجح الشركات في المدينة. أثبتت صداقتهما أن المساندة في الأوقات الصعبة ليست فقط واجبًا إنسانيًا، بل هي أساس لصداقة تبني الأحلام وتغير المصير .
حكم عن الصداقة.
وجود أصدقاء بجانبك يدافعون عنك ويدعمونك يعطيك شعورا بالراحة والاطمئنان.
الصداقة كالصحة لا تعرف قيمتها إلا إذا خسرتها.
الصديق الحقيقي هو من يمشي تجاهك عندما يمشي الجميع بعيداً عنك.
الصديق وقت الضيق والصاحب ساحب
الخاتمة:
تؤثر الصداقة بشكل كبير على حياتنا، فهي علاقة مبنية على التفاهم والتشارك، وقد تكون سبباً في النجاح أو الانحراف. لذلك، يعد اختيار الأصدقاء من أهم القرارات التي يجب أن نتخذها بعناية، حيث إن أصدقاء السوء يمكن أن يجروك إلى الندمإليك عزيزي التلميذهذا الفيدو الذي يجسد معنى الصداقة ويبين لك أهمية اختيار الأخيار من الأصحاب.
