اشهر قواد في تاريخ مصر
تاريخ الجريمة في مصر حافل بالعديد من الاسماء منها: ريا وسكينة وخط الصعيد وغيرهم ولكن يبقي أبرز هذه الاسامي هو ابراهيم الغربي .
نشأته:
ولد ابراهيم الغربي في مدينة كورسكو التابعة لأسوان .
كان والده شيخ قبيلة عربان شهير ومان يعمل في تجارة الرقيق ولم تكن تجارة الرقيق قد تم حظرها إلا في عام 1870م .
وكان إبراهيم في بداية حياتة معروف بالورع والتقوي حتي رحلة قام بها إلي السودان عاد بعدها فاسقا كما وصفة والده .
ولكن قرر الأب أن ينهي حياة ابنه ولكنه هرب وإلتجأ إلي قائد الحامية العسكرية في كورسكو والذي حماه من ابيه .
أول بيت دعارة
لم يحفظ ابراهيم الجميل الذي فعله القائد العسكري وهيا حمايتة ولكنه اقام اول بيت دعاره في المدينة ثم لسبب غير معروف قرر السفر إلي قنا.
ذهب إلي قنا واقام بيت دعارة لخدمة جنود الحامية العسكرية مما أثار غضب الحاكم العسكري فطرده .
القاهرة
ذهب ابراهيم الي لقاهرة المعز ووصل عام 1890م واقام مقهي هناك ثم عاد مره أخري لعمله في الدعارة.
أقام أول بيت للبغاء في شارع وابور الماء في بولاق الدكرور وبعدها بستة أعوام توفي والده فورث منه عشرة آلاف جنيه وثمانية افدنه .
كان من الممكن أن يبدأ حياة جديدة بتلك الثروة ولكنه قرر التوسع في مجال عمله وهو البغاء .
إمبراطور البغاء
كان في عام 1912م يمتلك أكثر من 12 بيت للدعارة علي مستوي القاهرة في أكثر من مكان .
وكان يعتمد علي الجواري اللواتي يعرف كيف يستقدمهن بسبب مهنتة القديمة مع والده بالإضافة إلي اختطاف بنات أحرار وتحويلهن لبغايا .
رخصة حكومية لفتح بيت دعارة في وقت كانت فيه ممارسة البغاء مرخصة .
وبحلول عام 1920 كان يمتلك حوالي 50 بيتًا للدعارة، ويستخدم نسوة أجنبيات يستقدمهن من أوروبا وتركيا للعمل لدية.
الهيئة الشكلية لابراهيم الغربي :
ربما أغرب ما اقترن بأسطورة إبراهيم الغربي هو أنه كان يلبس ملابس النساء.
ذكر العديد ممن رأوه تلك المعلومة، كما أن الصورة التي توثق شكله تظهره وقد ارتدى ملابس نسائية والكثير من الحليّ والذهب، مما يدل على أنه كان مثلي الجنس.
ووصفه محمد يونس القاضي: بأنه حبشي، صوته رخو، وكلامه مائع، ويلبس كالنساء، وكان يشاهده ذاهبًا لأقسام الشرطة بالملاءة اللف!.
هل كان إبراهيم الغربي مثلي الجنس ؟
لم يعلم أحد أن كان مثلي الجنس أم لا ولكن من المعروف عنه أنه لم يتزوج .
وتبني طفلين وكان ينفق عليهما حتي تعلما وتوظفا في الحكومة المصرية .
قانون الامبراطور :
كان إبراهيم الغربي هو من يضع قوانينه الخاصة في عالم البغاء، ولم يكن أحد يجرؤ على كسرها.
عندما تم القبض على الغربي كان يمتلك 54 بيتًا للدعارة، به أكثر من 400 امرأة.
وكان الغربي يحكم هؤلاء بالحديد والنار، فيجلس على مقعد مفروش بجلد الغزال والفهود ليحكم بينهن، وحكمه نافذ أيًا ما كانت قسوته، وهذا في العادة ما كان يحدث.
اعتمد الغربي في السيطرة على نساءه بالكمبيالات، والتي كان يهددهن بها، ويمنعهن من أخذ أية أموال من الزبائن.
وكان أكلهن يقتصر على الجبن والمش والخبز الجاف فقط لا غير، وملابسهن مِزق مهلهلة.
مسمار في نعش إمبراطورية :
كان أول مسمار في نعش إمبراطورية الغربي عندما قدمت فتاة قاصر بلاغ بأنها تعرضت للاغتصاب، بعد أن غررت بها امرأة موهمة إياها أنها ستزوجها ابنتها ثم اصطحبتها لمنزلها وخدرتها لتستيقظ وتكتشف أنه تم اغتصابها.
وبمطابقة الأحداث مع أحداث مشابهه فتح التحقيق.
أثمر التحقيق عن الإيقاع بشبكة كبيرة، من ضمن أعضائها نائب حكمدار القاهرة فيليبس اليوناني.
وكان الغربي قد اشترى ذمة فيليبس ليسهل له اعطاء تصريحات لفتياته القاصرات بممارسة المهنة رغم أن هذا ضد القانون.
وبعد تحقيقات طويلة تم الإيقاع بإبراهيم الغربي.
نهاية الشيطان :
حضر عن إبراهيم الغربي أمام المحكمة عدد هائل من المحامين، الذين استعان بهم للدفاع عنه.
بعد محاكمة طويلة تم الحكم عليه بالسجن خمس سنوات. ولكن إبراهيم الغربي لم يصمد تلك المدة في السجن ومات بداخله.
ترك الغربي ثروة ضخمة، من بينها أكثر من خمسين بيتًا، بالإضافة إلى أثاث قدر ثمنه بـ 50 ألف جنيه، وهو مبلغ ضخم في وقتها.
ووجدوا في خزائنه مئات القطع من الحلي الذهبية، والتيجان والأساور والماسية والخلاخيل.
تصارع كل من إبنا الغربي بالتبني مع أخيه غير الشقيق جمال على الثروة، ولكن حكمت المحكمة في النهاية لأخيه.
انتهت أسطورة إبراهيم الغربي لغير رجعة، ومات في السجن بعد أن انهارت كل أماله.
الجدير بالذكر أنه تم إلغاء الدعارة في مصر قانونيًا في العالم 1949.
المصادر:
مذكرات راسل باشا حكمدار القاهرة.