كوريا الجنوبية بين الماضي والحاضر

كوريا الجنوبية بين الماضي والحاضر

0 المراجعات

من دولة من أكثر الدول العالم فقرا يعيش على المعونات الأمريكية كانت تقوم فيها النساء ببيع شعرهن من أجل إطعام أطفالهن إلى واحدة من أكبر القوى الإقتصادية في العالم. 

أنها كوريا الجنوبية البلاد التي لا تملك أي موارد أو ثروات طبيعية لكنها أصبحت اليوم رابع إقتصاد في أسيا وواحدة من أقوى 15 إقتصاد في العالم.

خرجت كوريا الجنوبية محطمة بعد الحرب العالمية الثانية وبقيت لسنوات تعاني من الحروب الأهلية والمجاعات و المشاكل السياسية إلى أن تولى الجنرال بارك تشونغ هي الرئاسة سنة 1961 وكان هو المنقذ الأساسي لبلاده من ركام الحرب وكانت بداية إصلاحاته بطرد كل المسؤولين المتهمين بالفساد وقام بسجن السياسيين الفاسدين والموظفين المرتشين كما قام بملاحقة تجار السوق السوداء ثم قام بتعيين خبراء ومسؤولين عسكريين لفرض نظام صارم على الإداراة الكورية الجنوبية.

وفي عام 1962 أنشأ العديد من البنوك الحكومية بهدف إغلاق السوق الداخلية و الحصول على الدعم المالي القائم على سياسة القروض الأجنبية لصالح رجال الأعمال الذي وقع إختيارهم من قبل الدولة وفقا لقدراتهم وكفاءاتهم من أجل تحقيق التنمية الإقتصادية.

وكان الرئيس بارك مؤمنا بأن أفضل استثمار سيفيد بلده هو الإستثمار في شعبه فعمد إلى تطوير التعليم وقام بإنشاء العديد من المدارس المهنية والتقنية لكنه في النهاية اختار تفضيل التنمية عن الديمقراطية فأمر بتحديد الرواتب وتقسيم الصناعات بين الشركات وبناء عليه لو يجد رجال الأعمال أنفسهم سوى أن يرضخوا لسياسة الرئيس أو أن يرحلو عن البلاد فقامو بإختيار الخيار الأول.

وفي السبعينيات قررت كوريا الجنوبية إنشاء قطاعات جديدة والتي تتمثل في صناعات كيميائية إضافة إلى صناعة السفن والسيارات إلى أن أصبحت أكبر دولة لصناعة الفولاذ وثاني أكبر بلاد لصناعة السفن في العالم.

دعمت الحكومة الكورية الجنوبية بشكل خاص الشركات العالمية الخاصة في إستثماراتها من أجل النهوض بالإقتصاد وبفضل إصلاحات بارك صادرات كوريا الجنوبية 20 مرة من 50 مليون دولار إلى مليار دولار لتشهد كوريا الجنوبية نموا إقتصاديا غير مسبوق وتصبح بالتالي قوة إقتصادية عالمية بعد أن كانت على حافة الإفلاس.

سنة 1979 تم إغتيال الرئيس بارك ودخلت البلاد في صراعات سياسية وعسكرية مما أدى إلى تراجع إقتصادي بنسبة 6 بالمائة ومعدل تضخم بلغ 44 بالمائة لكن سرعان ما عاد النمو الإقتصادي بل وأفضل من السابق خاصة أن في تلك الفترة تحولت كوريا الجنوبية إلى دولة ديمقراطية تتمتع بالحرية والنزاهة كما ساهمت الدراما الكورية وفرق الكي بوب وموجة الهالويا مع بداية الألفينات في تحسين الإقتصاد بشكل كبير وساهمت في زيادة الدخل الكوري ب12 مليار دولار سنة 2019 وها هي الآن كوريا الجنوبية تحتل المركز الرابع لأعظم القوى الإقتصادية في أسيا والمركز ال15 ضمن أقوى القوى الإقتصادية في العالم إضافة أنها تحتل المراكز الأولى في صناعة السيارات والحواسيب والهواتف الذكية والأسلحة الثقيلة ليصل ناتج المحلي لكوريا الجنوبية لأكثر من 1.53 ترليون دولار.

كوريا الجنوبية البلاد التي كانت حطاما ودمارا بعد الحرب العالمية الثانية التي كانت تعاني من المجاعات والحروب الأهلية وتعيش على المساعدات أصبحت اليوم من أكبر القوى الإقتصادية في العالم رغم أنها لا تملك أي ثروات طبيعية لكنها إستطاعت النهوض من أزمتها بفضل وطنية شعبها وإصرارهم على خدمة مصالحها والنهوض بها دون الطمه بأي مصالح شخصية فقامو بالإستثمار بأنفسهم وتطوير كفائتهم ووضعوا يد بيد للخروج ببلادهم من مستنقع الدمار والفساد.




 

 


 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة