المنزل المهجور وعمر
الفصل الأول: المنزل المهجور
في قرية صغيرة نائية محاطة بالغابات الكثيفة والضباب الدائم، كان هناك منزل مهجور على تلة عالية. قيل إن المنزل مسكون، وكل من يجرؤ على دخوله إما يختفي للأبد أو يخرج فاقدًا لعقله. الجميع يخشى مجرد الاقتراب منه، إلا "عمر" الشاب المغامر الذي عاد لتوه من المدينة إلى قريته بعد سنوات من الدراسة.
سمع عمر من جده قصصًا كثيرة عن المنزل، لكن اعتبرها مجرد أساطير قديمة. ذات ليلة، بينما كان يجلس مع أصدقائه في مقهى القرية، قرروا أن يتحدوا الأسطورة ويدخلوا المنزل. ضحك الجميع وقالوا:
"إنها مجرد خرافات، لا شيء هناك!".
الفصل الثاني: الرحلة إلى المجهول
عند منتصف الليل، انطلق عمر وأصدقاؤه: خالد، سمر، ويوسف نحو المنزل. الجو كان باردًا، والرياح كانت تعصف وكأنها تحذرهم من الاقتراب. مع كل خطوة كانوا يسمعون أصواتًا غريبة... همسات، خطوات بعيدة، وبكاء مكتوم.
وقفوا أمام الباب الخشبي الضخم. فتحه عمر بصعوبة، فأصدر صريرًا حادًا كأنه يصرخ.
في الداخل، كان كل شيء مغطى بالغبار، والأثاث متهالك، والجدران مليئة بالشقوق. فجأة، شعرت سمر بشيء يلمس كتفها. صرخت:
"من هنا؟!".
لكن الجميع كانوا بعيدين عنها.
الفصل الثالث: الظهور الأول
بينما كانوا يتجولون في المنزل حاملين مصابيحهم، وجدوا صورة قديمة لعائلة مكونة من أب وأم وطفلين. كان وجوههم مشوهة كأنها ممحوّة عمدًا. خلف الصورة، كانت هناك كتابة:
"من يدخل منزلنا... لن يخرج سالمًا".
ضحك خالد وقال بسخرية:
"يا إلهي! كم هو مخيف!".
لكن في نفس اللحظة، انطفأ مصباحه.
أضاء عمر المصباح نحو خالد ليجده واقفًا بلا حراك وعيناه متسعتان. سأل عمر:
"خالد، ماذا بك؟".
لكن خالد أشار بإصبعه إلى شيء خلفهم. التفت الجميع ببطء... كانت هناك امرأة ترتدي ثوبًا أبيض ممزقًا، وشعرها الطويل يغطي وجهها، تقترب منهم بخطوات ثقيلة وبطيئة.
صرخت سمر وهربت نحو الباب، لكنه أغلق بقوة وكأن قوة خفية تمنعهم من الخروج.
الفصل الرابع: اللعنة القديمة
جلس الأصدقاء في زاوية واحدة يحاولون استيعاب ما يحدث. بدأ يوسف يتمتم:
"لقد سمعنا خطأ... المنزل مسكون بروح غاضبة!".
حكى لهم أن الأسطورة تقول إن العائلة التي عاشت هنا قُتلت على يد الأب الذي أصابه الجنون بعد عثوره على كتاب سحري في القبو. ومنذ ذلك الوقت، الأرواح لا تهدأ وتنتقم من كل من يدخل المنزل.
قرروا البحث عن القبو ليجدوا الكتاب ويحاولوا إعادته إلى مكانه لتهدئة الأرواح.
الفصل الخامس: القبو الملعون
عندما نزلوا إلى القبو، كانت رائحته كريهة ومظلمًا كأن الضوء لا يريد الدخول إليه. وجدوا الكتاب مرميًا وسط دائرة من الشموع القديمة. ما إن حمله عمر حتى اهتزت الأرض، وسمعوا صراخًا يملأ المكان.
بدأت الجدران تنزف دماء، والمرأة صاحبة الثوب الأبيض ظهرت مجددًا، لكنها هذه المرة كانت تتحرك بسرعة مخيفة نحوهم.
صرخ يوسف:
"اقرأ التعويذة الموجودة في نهاية الكتاب بسرعة!".
بدأ عمر يقرأ الكلمات بصوت مرتجف بينما كانت المرأة تقترب أكثر فأكثر.
"بالدم والعظام، بالروح والظلام... عودي إلى نومك الأبدي!".
في لحظة واحدة، ساد الصمت. اختفت المرأة، وعاد المنزل إلى طبيعته المخيفة لكن الهادئة.
الفصل الأخير: النهاية أم البداية؟
خرج الأصدقاء من المنزل مسرعين وعلامات الرعب مرسومة على وجوههم. أقسموا ألا يتحدثوا عما حدث أبدًا.
بعد أيام، وبينما كان عمر يجلس في غرفته، وجد الكتاب على مكتبه. ارتجف قلبه وسمع صوتًا هامسًا يقول:
"لم ينتهِ الأمر بعد…