
عبقرية هوندا والاختراع
هوندا.. الراجل اللي خسر كل حاجة وكسب كل حاجة
لو عمرك شفت عربية أو موتوسيكل هوندا، فاعرف إن ورا الاسم ده قصة كفاح جامدة جدًا، بطلها راجل اسمه سويشيرو هوندا.
الراجل ده ماكانش أغنى واحد، ولا أحسن واحد في الدراسة، بس كان عنده حاجة أقوى من كل ده: الشغف.
من ابن الميكانيكي لمهندس مبتكر
سويشيرو اتولد سنة 1906 في قرية صغيرة في اليابان. أبوه كان بيصلح دراجات، وهوندا الصغير كان بيقف يتفرج ويتعلم.
من وهو طفل، كان بيفك ويركب، بيكسّر وبيجرب، وكان عنده حب غريب للمكاين والعجل والحديد.
حاول يدخل الجامعة، لكن ما كانش مؤهل كفاية. ما استسلمش، وراح يشتغل في ورشة ميكانيكا.
كان بيشتغل بإيده، وبيتعلّم من الشغل الحقيقي، مش الكتب.
أول تجربة وأول خبطة
أول شركة عملها كانت بتنتج "حلقات المكبس" (جزء صغير في المحرك).
راح يقدّمها لشركة تويوتا، بس رفضوها وقالوله الجودة ضعيفة.
هل ساب الفكرة؟ لأ.
رجع، وبدأ يدرس من جديد، يعدّل في التصميم، ويعيد التصنيع، لحد ما وصل للجودة اللي تويوتا وافقت عليها.
بس الدنيا ما كانتش سهلة…
الحرب العالمية التانية بدأت، والمصنع بتاعه اتقصف، وخسر كل حاجة!
وكمان حصل زلزال دمّر اللي فاضل من المصنع.
أي حد مكانه كان هيقول "كفاية كده"، لكنه قال:
“طالما عايش، لسه أقدر أبدأ من جديد.”
بداية هوندا اللي نعرفها النهارده
بعد الحرب، اليابان كانت تعبانة جدًا، البنزين غالي ومفيش نقل.
هوندا لاحظ إن الناس محتاجة وسيلة سهلة ورخيصة للحركة، فجاب فكرة إنه يركّب موتور صغير على دراجة.
وفعلاً، بدأ يصنع أول “دراجة بمحرك”، والناس أقبلت عليها بجنون.
ومن هنا بدأت شركة هوندا موتورز.
مش بس بقى عنده شركة، لأ، دي كبرت بمرور السنين، وبقت من أكبر شركات السيارات والدراجات في العالم.
شركة بتنافس تويوتا ونيسان وفورد… وكل ده بدأ من راجل رفض يستسلم.
الراجل اللي كان بيحب الفشل!
هوندا كان بيقول:
“النجاح 99% فشل.”
يعني الراجل كان شايف الفشل كأنه خطوة على الطريق.
كان دايمًا يجرب، ويفشل، ويجرب تاني.
وكان بيشوف إن اللي بيخاف من الغلط، مش هيعرف يبدع.
إيه اللي نقدر نتعلمه منه؟
قصة سويشيرو هوندا مش بس عن عربية أو شركة، دي قصة عن:
إنك تبدأ من الصفر، عادي.
وإن الفشل مش نهاية المطاف.
وإنك لازم تكون مرن وتعرف تغيّر خطتك حسب الظروف.
يعني حتى لو الظروف كلها ضدك، لو عندك فكرة وإصرار، ممكن تعمل منها مشروع يغير حياتك وحياة غيرك.
منك لهوندا: شكراً
بسبب شغفه وعزيمته، ملايين الناس حول العالم بيمشوا على عجل من صنع إيديه.
اللي اتقاله "لأ" أول مرّة، واللي مصنعه اتقصف، هو نفسه اللي اسمه بقى علامة في الشوارع والأسواق.
طب وانت؟
فاكر مرة وقعت فيها بس قومت؟
بتفكر تبدأ مشروع بس خايف؟
مش عارف تتصرف بعد فشل؟
افكر في هوندا… وابدأ من تاني.