
الإخوة بربروسا: قراصنة أم أساطير عثمانية اسلامية غيّرت وجه التاريخ؟
الإخوة بربروسا: قراصنة البحر أم أبطال المتوسط؟
عبر صفحات التاريخ البحري، يبرز اسم الإخوة بربروسا كأيقونة ارتبطت بالمغامرات البحرية، الحروب، والسيطرة على مياه البحر المتوسط في القرن السادس عشر. ورغم الجدل الذي دار حولهم بين من اعتبرهم قراصنة لا يعرفون الرحمة، ومن رآهم مجاهدين دافعوا عن الإسلام ضد التوسع الأوروبي، فإن تأثيرهم كان عميقًا على ميزان القوى في تلك الحقبة.
- من هم الإخوة بربروسا ؟؟
الإخوة بربروسا هما عروج وخير الدين، وهما بحاران عثمانيان من أصول تركية. اشتهر عروج أولًا بلقب "بربروسا" أو "ذو اللحية الحمراء"، ثم ورث خير الدين هذا اللقب من بعده. وُلد الأخوان في جزيرة "مدللي" باليونان، ونشأا في أسرة تمتهن البحر، فكان من الطبيعي أن يصبحا بحّارة قبل أن يتحولا إلى قادة أساطيل بحرية.

- بداية الطريق: من التجارة إلى القتال :
بدأت رحلتهما في البحر كتجار، لكن سرعان ما دفعتهما الظروف السياسية والعسكرية إلى الانخراط في الصراع الدائر بين القوى الأوروبية والإمبراطورية العثمانية. ومع تزايد الاعتداءات الإسبانية والبرتغالية على سواحل شمال إفريقيا، اتجه الأخوان إلى الجهاد البحري، حيث قادا حملات ضد السفن الأوروبية وحررا العديد من الأسرى المسلمين من قبضة القراصنة المسيحيين.
عروج بربروسا: الشجاع الذي سقط مبكرًا :
اشتهر عروج بجرأته وقوة شخصيته، وتمكن من السيطرة على أجزاء واسعة من الجزائر، حتى أعلن ولاءه للسلطان العثماني سليم الأول ليضمن الحماية والدعم. لكن لم تطل حياته طويلًا، إذ قُتل عام 1518 في معركة مع الإسبان، ليترك الساحة لأخيه الأصغر خير الدين.
خير الدين بربروسا: أمير البحار
تولى خير الدين القيادة بعد وفاة أخيه، وأثبت أنه ليس مجرد مقاتل بل استراتيجي بارع. بفضل دعمه من الدولة العثمانية، استطاع أن يجعل الجزائر ولاية عثمانية قوية، ثم عُيّن قائدًا للأسطول العثماني. تحت قيادته، وصل النفوذ البحري للعثمانيين إلى ذروته، خصوصًا بعد انتصاره الساحق في معركة بروزة عام 1538 ضد التحالف الصليبي الأوروبي، حيث تمكن بأسطول أقل عددًا من تحطيم أساطيل أوروبية ضخمة، مما جعل البحر المتوسط بحيرة عثمانية لسنوات طويلة.
لا يزال إرث الإخوة بربروسا محل نقاش حتى اليوم؛ فالبعض يصورهم كقراصنة هاجموا السفن بلا رحمة، بينما يراهم آخرون قادة عظامًا دافعوا عن أراضي المسلمين وحموا سواحلهم من الغزو الأوروبي. لكن المؤكد أن اسمهم ارتبط بالقوة البحرية والدهاء العسكري، وأن تأثيرهم امتد لعقود طويلة بعد وفاتهم.
وفي نهاية المقال :
سواءً اتفقنا على تسميتهم قراصنة أم مجاهدين اسلاميين ، فإن الإخوة بربروسا تركوا بصمة لا تُمحى في تاريخ البحر المتوسط. لقد كانوا مثالًا على كيف يمكن لشخصين أن يغيّرا مسار الأحداث، وأن يتركا إرثًا يُروى حتى بعد مرور خمسة قرون , وان الاخوة بربروسا ظلت بطولاتهم وتاريخهم الحافل بالمعارك والانتصارات لعلو مكانة الدين الاسلامي وحماية المسلمين في البلاد الاوروبية هو نهج وارث عظيم سيبقي فخر وعزه لكل العرب المسلمين في كل انحاء العالم .
- لو حابب تعرف اكثر عن البطولات الاسلامية التى سيذكرها التاريخ دائما , خليك معايا وانتظروا المقال القادم فهو الاكثر تشويقا وغموضا بين طيات صفحات التاريخ .