الاولاد الخائفون في القرية
عنوان القصه : الاولاد الخائفون في القرية
ملخص القصه
في قرية هادئة تحولت الظهيرة فجأة إلى فوضى عارمة بعد انتشار خبر هروب أسد ضخم من حديقة الحيوان القريبة وكانت مجموعة من الأولاد الشجعان ولكنهم كانو مرعوبون في الوقت ذاته ويجدون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع المخلوق المفترس وبين الركض والخوف تجدهم يملكون شجاعة غير متوقعة وذكاء فطري لإنقاذ أنفسهم والقرية قبل فوات الأوان ويتعلمون أن الذكاء أهم من القوة في لحظات الخطر الحقيقية
المشهد الأول : نداء القرية

كانت القرية تغط في هدوئها المعتاد والشمس في منتصف السماء ترسم ظلالا قصيرة وكان الاطفال علي وعمر وخالد يلعبون كرة القدم قرب الساحة المركزية ضحكاتهم البريئة كانت تملأ الأجواء الساكنة يتبادلون الكرة بمهارة وحماس لا ينتهي وفجأة اخترق الصمت صوت صفارة إنذار غريب لم يسمعوه من قبل كان صوتا حادا ومتقطعا يثير القلق في النفوس تلاه صراخ عجوز القرية الحاجة فاطمة وهي تلوح بيديها من شرفتها وتقول الأسد هرب من القفص انتبهوا أيها الأولاد احترسوا منه الخوف انتشر كالنار في الهشيم يغير ملامح المكان الهادئ والأولاد تجمدوا في أماكنهم وعيونهم شاخصة نحو الحاجة فاطمة وحاولوا استيعاب الكلمات الثقيلة والمخيفة التي نطقت بها هل يمكن أن يكون الأمر حقيقيا أم مجرد كابوس مزعج
المشهد الثاني : مطاردة الظهيرة

الخبر لم يكن مزحة الأسد بالفعل يطوف في الأطراف القريبة جدا كانت رائحة الغبار الممزوجة برائحة البرسيم تختلط برائحة غير مألوفة مخالبه الكبيرة والقوية تترك أثرا واضحا عميقا على التراب المبتل قليلا وقام علي وصاح اجرو بسرعة إلى مخبأ النهر إنه الأكثر أمانا ولم يكن هناك وقت للتفكير بالكرة المنسية أو التخطيط المعقد وانطلقوا الاولاد بثلاثة اتجاهات متفرقة للحظات قبل أن يتذكروا أن البقاء معا هو الحل الأمثل في مواجهة الخطر الأسد ظهر فجأة خلف شجرة التين العجوز التي اعتادوا اللعب تحتها وزئيره الهادر والمخيف أطلق موجة صوتية قوية أرعبت كل من سمعها وكان يبدو ضخما وغاضبا وجائعا جدا وعيناه تلمعان بلمعة مخيفة
المشهد الثالث : فكرة علي الذكية

ركض الأولاد بأقصى سرعة نحو النهر حيث الكثافة الأشجار أكبر عمر سقط على ركبته واحتك جلده بالحصى لكن خالد سحبه بسرعة وقوة وكانوا يسمعون أنفاس الأسد القريبة جدا وخطواته ثقيلة ومرعبة واقترب علي وهو يلهث وتذكر شيئا سمعه في فيلم وثائقي قديم عن الحياة البرية الحيوانات المفترسة تخاف من النيران والأصوات المفاجئة القوية نظر حوله يفتش عن أي شيء يمكن أن يساعدهم وجد كومة من الأخشاب الجافة ووجد علبة كبريت قديمة تقريبا فارغة داخل جيبه المهترئ همس لخالد أعطني العلبة بسرعة وتعال معي سنوقد شيئا بسرعة
المشهد الرابع : الفخ المؤقت

بعيدا عن الأنظار المباشرة للأسد بدأ علي يشعل بعض الأخشاب الجافة وكانت مهمة صعبة مع الرطوبة القليلة في الجو ولكن الإصرار هو سلاحهم الوحيد وكان خالد وعمر وضعا خطة لتشتيت الأنظار عن اخوهم علي الذي يعمل بصمت وأخذ خالد مجموعة من الحصى الصغيرة وبدأ يرميها بعيدا بقوة وتركيز في الاتجاه المعاكس لمكان إشعال النار لتشتيت انتباه الوحش الجائع وصوته كان حادا وقام الأسد و التفت نحو مصدر الصوت برأس مرتفع وأذنيه مرفوعتين ليستكشف الموقف
المشهد الخامس : مواجهة تحت الدخان

اشتعلت النيران أخيرا والدخان الكثيف ذو الرائحة الحارقة بدأ يتصاعد وعلي حمل الأخشاب المشتعلة بيديه الصغيرتين رغم حرارتها المؤلمة وصرخ بأعلى صوته في وجه الأسد ليوجه انتباه الوحش إليه تماما والأسد ترك خالد وتقدم نحو علي بخطوات بطيئة ومترددة رائحة الدخان القوية والحرارة المفاجئة القادمة من مصدر غريب أربكته جدا وتوقف مكانه وأخذ يتراجع خطوة خطوة في حذر شديد لم يكن يريد مواجهة هذا الشيء المشتعل الغريب والمخيف بالنسبة له
المشهد السادس : الأمان يعود للقرية

استغل الأولاد تراجع الأسد لإطلاق صافرة إنذار أخرى هذه المرة بصوت أقوى سمع الكبار صوتهم وفهموا الإشارة أخيرا فجاءوا من كل مكان كانوا يحملون الشباك القوية وبعض العصي الطويلة لتطويق الأسد الغاضب والمذعور وتمكن حراس الحديقة الذين وصلوا أخيرا من تهدئته والسيطرة عليه باستخدام المخدر وعاد الهدوء للقرية تدريجيا ولكن هذه المرة كان الهدوء مختلفا تماما كان الهدوء ممتزجا بتقدير كبير وفخر بشجاعة الأولاد الثلاثة علي وعمر وخالد لم يعودوا مجرد أولاد يلعبون بالكرة في الساحة لقد أصبحوا أبطال القرية الصغيرة حقا قصتهم ستظل تروى لأجيال قادمة