"منتحوتب الثالث: وريث التوحيد وباني النهضة في المملكة الوسطى"
منتحوتب الثالث

مقدمة
سنخ كارع منتحوتب الثالث، الذي عُرف أيضًا باسم منتحوتب الثالث، كان فرعون المملكة الوسطى في مصر. حكم أثناء الأسرة الحادية عشرة، وخلف والده منتحوتب الثاني المؤثر. حكم، وفقًا لكانون وزيره، لمدة اثني عشر عامًا.
يُذكر منتحوتب الثالث لمشاريعه في مجالات التجارة والمعمار وإحياء الدولة، بالرغم من قصر مدة حكمه. صعد العرش كحاكم ورث أمة خضعت للتوحيد في عهد والده. عكست سياساته ومشاريعه الجهود للحفاظ على إرث سلفه، في حين عالج الاحتياجات الاقتصادية والدينية لمصر.
الخلفية الأسرية
كان منتحوتب الثالث ابن منتحوتب الثاني وربما الملكة تيم، إحدى زوجات والده. الملكة تيم حصلت على لقب "والدة الملك المزدوج"، والذي أشار إلى دورها في سلالة منتحوتب الثالث.
تفاصيل أسرته لم توثق جيدًا، وخلفه منتحوتب الرابع، الذي كان موضوعًا للنقاش البحثي. يعتقد بعض المؤرخين أن منتحوتب الرابع كان ابنه، وربما وُلد لزوجة من الحريم تُدعى "إيمي"، على الرغم من غياب الدليل المحدد.
هذا الغموض العائلي يعكس عدم اليقين الشامل في علم المصريات فيما يتعلق بالانتقال من الأسرة الحادية عشرة إلى الأسرة الثانية عشرة.
فترة حكمه
حكم منتحوتب الثالث خلال فترة من الاستقرار والازدهار بعد حكم والده الطويل الذي استمر 51 عامًا. سعى لتعزيز موارد المملكة وتوطيد مكانة مصر كدولة قوية.
اشتهر حكمه بالتركيز على التجارة والبناء والحفاظ على التقدم الثقافي والديني في المملكة الوسطى.
بالرغم من قصر حكمه، ترك منتحوتب الثالث أثرًا هامًا في تاريخ مصر من خلال حملته الطموحة إلى بلاد بونت ومشاريعه الواسعة في البناء.
واعتُبر حكمه استمرارًا لإسهامات الأسرة الحادية عشرة في توحيد وتطوير مصر العليا وعلاقاتها التجارية مع بلاد بونت.
حملة بونت
أحد أبرز إنجازات حكم منتحوتب الثالث كانت رحلته إلى أرض بونت، وهي منطقة تجارية مزدهرة. حدث هذا المشروع في العام الثامن من حكمه، وسُجلت الحملة كأول بعثة من نوعها منذ المملكة القديمة.
قاد الحملة الخادم "حنيحو" وشارك فيها 3000 رجل. غادر الفريق من "قفط"، في رحلة باتجاه البحر الأحمر، ومن المحتمل أنهم عبروا ميناءً مزدهرًا على الطريق.
تم حفر 12 بئرًا لدعم الرحلات المستقبلية وتأمين الطريق من الجماعات المتمردة.
عادت الحملة ببضائع ثمينة مثل البخور والعلكة والعطور، والتي كانت ضرورية للاحتفالات الدينية والتجارة.
أكدت هذه المبادرة على طموحه لإحياء التواصل العالمي لمصر ومكانتها الدينية والاقتصادية.
وتم توثيق الحملة في نقوش وادي الحمامات، وهو موقع رئيسي لاستخراج الحجارة.
الإسهامات العمرانية
شهد حكم منتحوتب الثالث تقدمًا هامًا في مجال المعمار.
استمر في تقليد البناء الضخم الذي بدأه والده، مما ساهم في تعزيز البنى الدينية والثقافية لمصر.
وسع معبد مونتو في الميدامود، حيث بقيت هناك آثار ملكية من عهده، وهذه القطع الأثرية المعروضة الآن في متحف اللوفر تظهر ملامح من إرثه.
كما بنى معبدًا من الطوب اللبن في تلة "ثوث" بغرب طيبة على موقع هياكل أقدم، وخصص المعبد للإله مونتو.
يُعتقد أن المعبد دُمر بالزلازل في أواخر الأسرة التاسعة عشرة.
هذه المشاريع المعمارية تعكس تركيزه على تكريم الآلهة المصرية وتعزيز حكمه الديني والثقافي.
أما معبده الجنائزي، فيُعتقد أن منتحوتب الثالث بدأ بناءه في قرية بالقرب من معبد والده في الدير البحري.
وقد ارتبط البناء غير المكتمل بمقبرة "مكت رع"، خادمه الأعلى. ومع ذلك، تشير الأدلة الحديثة إلى أن الأثر قد يعود إلى أمنمحات الأول، مما يعكس الغموض المستمر حول ممارسات منتحوتب الثالث الجنائزية.
ولا تزال مقبرته الحقيقية غير معروفة حتى اليوم، مما أضفى عنصر الغموض على إرثه.
الألقاب الملكية والإرث
اتخذ منتحوتب الثالث الألقاب الملكية التي عكست استمرارية نهج والده.
كان لقبه الملكي "سنخ كارع"، ويُترجم إلى "الذي يحمل روح رع".
أكد هذا اللقب على الاستمرارية والتقاليد الملكية، وعزز شرعيته كحاكم شرعي للأسرة.
ورغم قصر مدة حكمه، شكل منتحوتب الثالث جسرًا بين الأسرتين الحادية عشرة والثانية عشرة، ووضع الأسس للحكام المستقبليين للبناء عليها.
اهتماماته بالتجارة والمعمار والحكم تركت تأثيرًا مستمرًا بعد نهاية حكمه.
الإنجازات والتحديات
تعكس إنجازات منتحوتب الثالث تفانيه في سبيل ازدهار مصر.
أنعشت حملة بونت النشاط التجاري، كما كرمت مشاريعه المعمارية الآلهة المصرية، وعززت الإنجازات الثقافية للأسرة الحادية عشرة.
ومع ذلك، واجهت مصر تحديات في نهاية حكمه، خاصة في ضمان الاستمرارية الملكية.
التوثيق المحدود لعائلته وغموض موقع مقبرته يشيران إلى احتمالات من عدم الاستقرار تجاه نهاية الأسرة الحادية عشرة.