فايلوس: الزعيم الثالث للفوسيين وحملاته العسكرية

فايلوس: الزعيم الثالث للفوسيين وحملاته العسكرية

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

image about فايلوس: الزعيم الثالث للفوسيين وحملاته العسكرية

فايلوس: الزعيم الثالث للفوسيين وصراعاته العسكرية في الحرب المقدسة الثالثة

مقدمة

يُعدّ فايلوس أحد أبرز قادة الفوسيين خلال ذروة الحرب المقدسة الثالثة، وهي الحرب التي مزّقت وسط اليونان في القرن الرابع قبل الميلاد. ورغم تعاقب الهزائم والانتصارات، ترك فايلوس أثرًا واضحًا في تاريخ فوكيس عبر محاولاته المستمرة لاستعادة القوة العسكرية والسياسية التي خسرها الفوسيون أمام مقدونيا وبيوتيا.

خلفية وراثة الحكم

ورث فايلوس القيادة بعد وفاة أخيه أوتومارخوس، الذي لقي مصرعه عقب هزيمة كبيرة في معركة حقل الزعفران. وعلى الرغم من أنّ فايلوس لم يكن الشخصية الأقوى في العائلة الحاكمة، إلا أن الظروف المضطربة جعلته يتولى القيادة في لحظة بالغة الحساسية.

الخبرة العسكرية قبل توليه الحكم

خدم فايلوس كجنرال خلال حكم أخيه، وشارك في عدة حملات عسكرية ضد فيليب الثاني المقدوني. قاد جيشًا قوامه 7000 جندي دعمًا للطاغية ليكوفرون في ثيساليا، إلا أن فيليب هزمه في معركته الأولى. تدخل أخوه أوتومارخوس لاحقًا وحقق انتصارات مؤقتة، لكن قوة فيليب جعلتها انتصارات محدودة التأثير.

معركة حقل الزعفران وتغيير القيادة

عام 353/352 ق.م، هزم المقدونيون قوات فوسيس هزيمة ساحقة في «حقل الزعفران»، قُتل بعدها أوتومارخوس. بهذا الانتكاس الكبير صعد فايلوس إلى السلطة، محاولًا إعادة تنظيم جيشٍ فقد قوته الأساسية.

الأزمة المالية واستخدام كنوز دلفي

اضطر فايلوس، حسب ديدوروس، لإنفاق كميات كبيرة من كنوز معبد دلفي لتعويض خسائر الجيش. شملت النفقات سبائك ذهبية تبرع بها كروسوس، إضافة إلى تماثيل وكؤوس ذهبية. ورغم أن ذلك أعاد بناء الجيش، إلا أنه أثار اتهامات بأن فايلوس أسرف في الأموال المقدسة.

تعزيز الجيش والتحالفات الخارجية

نجح فايلوس في الحصول على دعم عسكري من عدة دول يونانية، من بينها:

5000 جندي مشاة و400 فارس من أثينا

1000 جندي من إسبرطة

2000 جندي إضافي من الفوسيين أنفسهم

هذا التعزيز مكّنه من مواصلة الحرب رغم الظروف الصعبة.

النجاحات العسكرية

تمكن فايلوس من تحقيق انتصار مهم ضد طغاة فيراي، ليكوفرون وبيثولاوس، بعد هزيمتهم في ثيساليا. كان هذا من أقل النجاحات التي حققها الفوسيون في تلك المرحلة الحرجة.

الإخفاقات والحملات غير الناجحة

واجه فايلوس سلسلة من الهزائم، أبرزها:

خسارته ثلاث معارك في بيوتيا، منها معركة أوكومينوس التي فقد فيها عددًا كبيرًا من جنوده.

عند نهر كيفيسوس خسر 500 قتيل ووقع 4000 أسير.

فشل في السيطرة على مدينة ناريكس إلا بعد خيانة ليليّة، لكنه طُرد منها لاحقًا بخسائر كبيرة.

هذه الهزائم عمّقت الضغط على فوكيس وأضعفت موقفها السياسي والعسكري.

النجاح الأخير ونهاية مسيرته

رغم تراجع قوته، تمكن فايلوس من تحقيق انتصار متأخر عندما باغت قوات بيوتيا خارج مدينة ناريكون، فطردهم واستولى على المدينة ثم دمّرها بالكامل. كان هذا آخر إنجاز كبير له قبل أن تصيبه العلّة.

وفاته واتهامات معاصريه

توفي فايلوس سنة 351 ق.م بعد مرض طويل، اعتبره خصومه «عقابًا إلهيًا» بسبب استمرار الفوسيين في نهب كنوز دلفي. كما اتُّهم بأنه منح جزءًا من تلك الكنوز لزوجته وعشيقاته، رغم عدم وجود أدلة قوية تؤكد ذلك.

الخلافة

خلفه ابن أخيه فالاكوس، الذي لم يكن قائدًا بارزًا عسكريًا، لكنه استطاع النجاة إلى نهاية الحرب، ومات لاحقًا في المنفى حوالي عام 338 ق.م.

خاتمة

يمثل فايلوس مرحلة حرجة في تاريخ فوسيس، حيث حاول ترميم قوة منهكة وسط صراع مع واحد من أعظم قادة التاريخ: فيليب الثاني المقدوني. وبين النجاحات المحدودة والهزائم الكبيرة، بقي فايلوس شخصية محورية لفهم تطورات الحرب المقدسة الثالثة ودور الفوسيين في توازن القوى في اليونان القديمة.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

84

متابعهم

40

متابعهم

140

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.