لويس جان نيكولا آبي: من جندي متدرّج إلى جنرال نابليوني

لويس جان نيكولا آبي: من جندي متدرّج إلى جنرال نابليوني

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

لويس جان نيكولا آبي: من جندي متدرّج إلى جنرال نابليوني

image about لويس جان نيكولا آبي: من جندي متدرّج إلى جنرال نابليوني

النشأة والخلفية

وُلد لويس جان نيكولا آبي في 28 أغسطس 1764 في بلدة تراباي بإقليم مارن الفرنسي. ابن لصانع خمر، بدأ مسيرته العسكرية عام 1784 عندما التحق بفوج باروا، ليكون شاهدًا على تحولات فرنسا الكبرى في أواخر القرن الثامن عشر.

المسيرة العسكرية المبكرة

تدرّج آبي سريعًا في الرتب العسكرية: أصبح رقيبًا عام 1789، ثم رقيبًا كبيرًا في 1792، خلال الحروب الثورية ضد جيوش أوروبا. خدم في جيش جبال الألب ثم في جيش إيطاليا، حيث أصيب أثناء المعارك الأولى لكنه استمر في التقدم، فحصل على رتبة الضابط المساعد (Sous-lieutenant) في سبتمبر 1793.

خاض معارك عديدة في إيطاليا، من بينها معركة مانتوا وعبور نهر مينشيو واحتلال مدينة غورفينولو، كما أصيب مجددًا بالقرب من كاستيلارو عام 1798. في ديسمبر من نفس العام قاد عملية جريئة لاحتلال نوفارا واعتقال عدد من الجنود الأعداء، ما أكسبه ترقية إلى رتبة كابتن في فوج الفرسان الثامن.

عهد الجمهورية والإمبراطورية

في يناير 1799 عُيّن آبي قائدًا للسرية، ثم أصبح مساعدًا للجنرال لوكليرك في الجيش الراينى. خلال الحملة على سانت دومينغو (1801–1802) تمت ترقيته إلى رتبة قائد فوج، وعند عودته أصبح قائدًا لفوج خفيف في كورسيكا عام 1803.

انضم في 1805 إلى الجيش الإيطالي، ثم إلى جيش نابولي، حيث ساعد في حماية انسحاب القوات بعد معركة سانتا إوفيميا. رقي إلى رتبة جنرال بريغاد في مارس 1807، وقاد انتصارات في ميلتو وريجيو وحصار سكيلا، كما نال وسام جوقة الشرف (Commandeur) عام 1808.

الحرب في شبه الجزيرة الإيبيرية

في يناير 1810 أُرسل آبي إلى إسبانيا ضمن الجيش الفرنسي، حيث خاض معارك ناجحة عند ليريدا وتيفيسيا، وتم تنصيبه بارونًا للإمبراطورية في أكتوبر من العام نفسه. لعب دورًا بارزًا في حصار تورطوسا والهجمات على قوات الإسبان عند مونتسيرات، ما أدى إلى ترقيته إلى جنرال دي ڤيزيون.

قاد فرقة في نافار، حيث انتصر على المتمرد مينا، وتولى الحكم على بامبلونا، ثم واجه مينا مجددًا عند كاراسكال وإسابا. بعد هزيمة فرنسا في معركة فيتوريا، عاد إلى فرنسا.

الدفاع عن فرنسا وعهد مئة يوم

خلال الدفاع عن فرنسا في 1814–1815، قاد آبي فرقة ضمن الجيش الجنوبي، وشارك في معارك نيف ونهر سان بيير دي إيروب. بعد عودة نابليون خلال مئة يوم، دعم الأخير وتولى قيادة فرقة المشاة الثامنة عشرة في بلفور، خاض معارك ضد النمساويين عند دانماري وفوسمانغ. بعد سقوط نابليون، وضُع آبي في حالة تقاعد.

التكريمات والنهاية

نال آبي عدة أوسمة، منها وسام جوقة الشرف ووسام سانت لويس، ولقب بارون الإمبراطورية. تُوفي في 9 أبريل 1834 في شالون-سور-مارن. نقش اسمه على العمود 36 للسور الغربي في قوس النصر بباريس، تخليدًا لإنجازاته العسكرية.

الأهمية التاريخية

يمثل آبي نموذج الضابط الذي بدأ من مرتبة جندي بسيط، وتدرج إلى جنرال دي ڤيزيون، معبّرًا عن الفرص التي أتاحتها الثورة الفرنسية والإمبراطورية للكفاءات العسكرية. خدم في ساحات إيطاليا، نابولي، كورسيكا، إسبانيا، وحملة سانت دومينغو، كما شارك في الدفاع عن فرنسا نفسها. تميز بمرونته السياسية، إذ خدم تحت الجمهورية، الإمبراطورية، الملكية، ودعم نابليون في مئة يوم، ما يعكس قدرة بعض الضباط على التكيف مع تحولات النظام السياسي.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

90

متابعهم

41

متابعهم

141

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.