حين تتكلّم الحجارة… ويسكت التاريخ! أسرار الحضارات المنقوشة على الصخور
حين تتكلّم الحجارة… ويسكت التاريخ! أسرار الحضارات المنقوشة على الصخور
يا صديقي… هل جرّبت يوم تمسك حجر قديم تلاقيه مرمي في الصحراء أو جنب جبل وتحس إنه “شايل سرّ”؟
يمكن تقول:
“يا عم دي حجارة وخلاص… حتكون اى يعني؟”
بس الحقيقة إن الحجارة مش مجرد جماد.
الحجارة بتشهد… وبتتكلم… وبتحفظ اللي البشر نسيوه.
ولو الدنيا ضحكت علينا بقشور التكنولوجيا والقوة اللي شايفينها حوالينا… التاريخ بيقول إن غيرنا من آلاف السنين كانوا أقوى، وأعلم، وأغنى، وبرضو انتهوا!
ومن هنا تبدأ الحكاية…----- اساس المقال للدكتور زغلول النجار رحمه الله عليه
حين تتكلّم الحجارة… ويسكت التاريخ!
كانت الحضارات القديمة تعيش على الأرض بقوة رهيبة. الله سبحانه وتعالى مكّنهم، ووسع لهم، واستخلفهم ليبتليهم:
> **﴿ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾** [هود: 61]
حضارات عملاقة… ظنّت أن قوتها خالدة.
لكنها ذهبت كما يذوب الملح في الماء!
النقوش القديمة… هل هي مجرد فن؟ أم رسائل مشفّرة؟
لما نقف قدّام صخرة منقوش عليها رسمة أو رمز، ناس كتير تشوفها "فن بدائي".
لكن اللي يتعمّق شوية يعرف إنها:
**اعترافات من أممٍ هلكت.
شهادات كتبوها قبل ما يختفوا.
وصوت حجر… بيقول: "كنا هنا… لكننا نسينا الله."**
وهنا تظهر الآية العميقة:
> **﴿ وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين ﴾** [الأنبياء: 11]
الحضارات لم تختفِ صدفة.
الهلاك لم يكن فراغًا.
القوة وحدها لم تحمِ أحدًا.
عاد وثمود: أقوى منّا… لكنهم هلكوا!
قوم **عاد** كانوا نموذجًا للقوة:
بيوت شاهقة… عمران… أجساد ضخمة… حضارة لا مثيل لها.
لكن ماذا قالوا؟
**"من أشد منا قوة؟"**
فجاء الرد الإلهي:
**ريح صرصر عاتية**… قلبت البلاد في لحظات.
أما **ثمود** فبقروا الجبال ونحتوها بيوتًا، ووصلوا لعلم وقدرات لم نصل إليها اليوم، ومع ذلك:
> **﴿ فَاسْتَحَبُّوا العَمَى عَلَى الهُدَى ﴾**
> فأخذتهم الصيحة… فصاروا كالعهن المنفوش.
هل التاريخ الذي نعرفه… كامل؟ أم ناقص؟
الغريب أن نقوشًا من حضارات ما بينها أي تواصل، تُظهر:
* أجسامًا غريبة
* أشكالًا غير مفهومة
* أدوات طيران
* مشاهد تُشبه التكنولوجيا الحديثة
فهل كلها صدفة؟
أم أن هناك صفحات من التاريخ ضاعت؟
أم أن الله أراهم آيات فاندهشوا فنقشوها؟
الله قال:
> **﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ ﴾** [فصلت: 53]
ولا قال "في السماء فقط"، بل في كل الآفاق… ومنها الصخور!
النقوش ليست “ذكريات” فقط… بل تحذيرات!
الحقيقة التي يغفل عنها الكثير أن الرسوم القديمة لها وظيفة أخرى:
**تحذير الأجيال القادمة**.
كأنهم يقولون:
> “إحنا كنا أقوى منكم… وكنا فاكرين نفسنا ملوك الأرض… لكن النهاية كانت أسرع مما نتخيل.”
ولهذا قال الله:
> **﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ؟ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً ﴾** [غافر: 21]
رسالة واضحة:
اقرأوا آثارهم…
تأملوا مصيرهم…
وخذوا العبرة قبل أن يتكرر المشهد.
السخرية… بداية الهلاك!
السخرية كانت دايمًا سلاح الجاهلين:
* سخروا من نوح وهو يبني السفينة… فغرقوا.
* كذبوا عادًا وثمود… فهلكوا.
* ضحكوا على الأنبياء… فخسروا الدنيا والآخرة.
وللأسف… البعض اليوم يسخر من الآيات ومن دلائل الحق.
لكن كما قال العلماء:
**الحقيقة لا تنتظر المُستَهزِئ، بل تفاجئه!**
آيات في الأرض… لمن يبصر بعقله وقلبه
الله يرسل رسائل في:
* الزلازل
* البراكين
* تغيرات المناخ
* انهيار حضارات
* ظواهر كونية
* نقوش صخرية باقية منذ آلاف السنين
كلها تقول لنا:
**“انتبهوا… الدنيا ليست قوة فقط.
ومن نسي الله… نسيه الله.”**
لماذا تُركت الآيات؟
الجواب جاء واضحًا:
> **﴿ وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر؟ ﴾** [القمر: 15]
الله لم يترك آثارهم للتصوير السياحي…
بل للعِبرة، ولإيقاظ الغافلين.
الدروس المستفادة اليوم
1. **لا تغتر بالقوة**
التكنولوجيا، الاقتصاد، النفوذ… كلها زائلة إن ابتعد الإنسان عن الله.
2. **كل حجر يحمل قصة**
اقرأ النقوش والآثار بعين متأملة… فهي رسائل وليست زخارف.
3. **السخرية تُغلق باب الهداية**
فلا تكن ممن يضحكون اليوم… ويصدمون غدًا.
4. **التاريخ يعيد نفسه**
ومن يتجاهل رسائل الماضي يعيد أخطاءه بالكامل.
ختامًا…
اللهم لا تجعلنا من الغافلين.
اللهم أرنا آياتك في أنفسنا وفي الآفاق، واجعلنا ممن يعتبرون ولا يكابرون.
**اكتشف أسرار الحضارات القديمة كما لم تعرفها من قبل! نقوش صخرية ورسائل من أممٍ هلكت تحذّرنا اليوم من تكرار نفس الأخطاء. مقال يكشف العبر والدروس من عاد وثمود، وأسرار التاريخ المنسي، وكيف تتحدث الحجارة بآياتٍ تشهد على قدرة الله. قراءة تفتح لك باب الوعي والبصيرة.**
