معركة بونتي نوفو 1769: نهاية الجمهورية الكورسيكية وبداية الحكم الفرنسي
معركة بونتي نوفو

حدثت في 8 مايو 1769،
بين القوات الفرنسية الملكية بقيادة كونتي دي فوكر، الجندي الخبير المحترف الذي لديه خبرة في حرب الجبال، وهو وطاقمه، والكورسيكيين الأصليين بقيادة كارلو ساليسي.
كانت المعركة التي أنهت فعليًا الجمهورية الكورسيكية لمدة 14 عامًا، وفتحت الطريق لضم كورسيكا إلى فرنسا في العام التالي.
القائد العام الكورسيكي باسكواله باولي حشد القوات في المنطقة المجاورة، لكنه لم يكن موجودًا شخصيًا، إذ وثق في دفاع القيادة الثانية ساليسي.
صمدت قواته رفقة النساء الكورسيكيات تحت قيادة كابتن تُدعى سربينتي.
بونتي نوفو هو جسر جنوي على نهر غولو في شمال وسط كورسيكا، في بلدية كاستيلو دي روستينو.
فتحت المعركة الطريق عبر جبل وعر إلى العاصمة الكورسيكية كورتي.
كانت المعركة مهمة، وكانت بمثابة نهاية حرب كورسيكا، ومهدت الطريق لدمج كورسيكا في فرنسا.
كتب فولتير بإعجاب عن المعركة في عهد لويس الخامس عشر.
السلام الأساسي للكورسيكيين كان شجاعتهم.
وقد كتب عن هذه الشجاعة أن إحدى هذه المعارك، بالقرب من نهر يُسمى غولو، تشكل فيها سور من موتاهم ليمنحوا أنفسهم الوقت لإعادة التذخير، حَثَّهُم على التراجع الضروري، فاختلطوا بالموتى لتعزيز الجيش.
تُوصف الشجاعة في أي مكان، لكن هذه الأفعال لا تُرى، باستثناء هؤلاء الناس الأحرار.
الاستراتيجية
الاستراتيجية الفرنسية
كانت الاستراتيجية الفرنسية هي النزول في باستيا، وتوسيع مسار الطريق 7183، ثم السير على الطريق القديم أعلى نهر غولو عبر القرى وفوق ممر تون، والسيطرة على المركز الاستراتيجي للنفوذ السياسي لباولي.
الاستراتيجية الكورسيكية
كان صد ممر بونتي نوفو نقطة اختناق حيوية للطريق لعبور النهر على الجسر.
ولفعل ذلك نشر باولي القوات الكبيرة على جانبي الجسر.
انتشر غافوري شمالًا على الطريق، بينما كان غريمالدي وكانافاجنا في الشمال فوق طريق ليسينو، وغريمالدي في كاناخاصما.
كان هدف القوات منع الانتشار فوق الطريق وأمام الجسر، ولهذا الغرض وُضعت الميليشيا على الطريق أمام الجسر أيضًا.
كان باولي يقود من روستينو فوق الجسر.
التكتيكات: معركة أقل من نموذجية
اختلف المؤرخون وأعطوا صورًا مختلفة عن المعركة، لكن هناك بعض العناصر المشتركة.
كان الجسر مُقامًا بالفعل بواسطة وحدة من المرتزقة البروسيين الذين شكلوا سابقًا قوات تعمل مع الجنويين، لكن باولي نجح في توظيفهم بعد أن لم تعد جنوة بحاجة إلى خدماتهم، بالرغم من عملهم مع باولي.
فتحت هذه الفِرْقَة النار على القوات الكورسيكية في أثناء محاولة التراجع فوق الجسر تحت ضغط الفرنسيين، وأسفر إطلاق النار عن مذبحة.
تحول النهر إلى دماء، وتراجع بقية الجيش الكورسيكي في حالة من عدم الانتظام.
بدأت الأجساد تظهر في مجرى النهر.
لم تكن الظروف التي حاول فيها الكورسيكيون عبور الجسر واضحة، كما لم يكن واضحًا لماذا فتح البروسيون النار بشكل متواصل.
تختلف الروايات في هذه المسألة، لكن شجاعة وولاء القوات الكورسيكية وضباطهم كانت واضحة ومثيرة للتساؤل.
وباقتراح الانقسامات فيما يخص الفرنسيين بسبب القوات الكورسيكية، أصبح الأمر مثارًا للتساؤل.
لم تكن كورسيكا متفقة في الرأي، كما هو الحال اليوم.
وجد باولي أنه من الضروري تعزيز الوحدة بحرق المزارع وإعدام أقارب الساخطين على حكم كورسيكا.
وفي كل مكان كان الفرنسيون يتقوّون بتعاون الكورسيكيين، وفي أكثر الروايات إطراءً، بدأ الكورسيكيون الهجوم، مقسمين قواتهم لإرسال 200 جندي عبر الجسر في مواجهة قوة أكثر تفوقًا.
وبسبب سمعتهم بالشجاعة، وعند اكتشاف ضعف الأخبار، حاولوا التراجع، لكن وابلًا من نيران الفوضى لاحقهم، بينما كان الفرنسيون والبروسيون يضغطون.
اعتقد الرماة أنهم أجبروا العدو على التراجع عندما صرخ بهم.
الرواية الأقل إطراءً، والتي تبناها غريمالدي وغافوري بالجيش، تؤكد أن الفرنسيين لم يفعلوا شيئًا، وأن غافوري تصرف وحده.
رأى الفرنسيون قادمين بالحراب المثبتة، فركض الفرنسيون أمام الجسر إنقاذًا لحياتهم.
حاولوا اقتحام الجسر، وأطلق البروسيون النار دفاعًا عن أنفسهم.
لم تكن السرديات متناقضة، لكن نابليون أدلى بشهادته مدافعًا عن موقف خلف الجسر الدموي، وذلك عندما عاد مع باولي سنة 1790.
يمكن للمرء أن يفترض يمكن للمرء أن يفترض أن باولي أكّد ولاء قواته على طول الضفة المقابلة، بالرغْم الهزيمة، والدفع إلى الأمام في محاولة لإعادة تنظيم الوضع.
هذه الإمكانية وضعت الباريسيين في موقف سيئ للغاية.
يبدو أنه لا توجد إمكانية قاطعة في هذه الرواية، وأن إطلاق النار قد حدث بالخطأ، لكن لا يوجد دليل على التواطؤ مع الفرنسيين، مع أنّ كونه افتراضًا منطقيًا.
لم يبقَ باولي في مركز قيادته، وكانت الهزيمة عامة، ويُقال إن هذا الوضع هو ما دفعه لاحقًا إلى الرحيل نحو إنجلترا.
إذا كان هذا صحيحًا، فقد تمزق برصاص البنادق الفرنسية عسكريًا، ومن اللافت للنظر أنه لم [جَالَ] في الخط الأمامي أو ينتشر بين الجنود، كما فعل نابليون وولنغتون في معاركهم.
كانت القوات الأقل خبرة مركبة لتعزيز الدفاع، لكنها عملت بشكل غير متماسك.
ربما يمكن القول إن الكورسيكيين لم يكونوا منظمين بشكل كافٍ لعمل دفاع فعال.
انتهى القتال بانكسار الصفوف، وعجز القيادة عن إنقاذ الموقف في مواجهة قوات فرنسية يقودها ضباط محترفون.