الاسطورة الاغريقية ميدوسا
لا شك اننا سمعنا كثيرا في الاونة الاخيرة عن الاسطورة الاغريقية ميدوسا فدعونا في هذا المقال نتعرف على اسرار و خبايا هذه الاسطورة المثيرة للجدل و المليئة بالغموض .
فميدوسا في حقيقة الامر كانت فتاة رائعة و فاتنة الجمال حسب ما ترويه الاسطورة ,و كانت الاستثناء من بين اخواتها الاتي ولدن وحوشا بالفطرة و كانتا قبيحتان المظهر و حسب احداث هذه الاسطورة ففي يوم من الايام كلفت اثينا الهة الحكمة ميدوسا بكفالة معبدها ,حيث طلبت من ميدوسا ان تصبح كاهنة لهذا المعبد .
ولكن لتحضى ميدوسا بهذا الشرف عليها ان تقطع وعدا لاثينا بان تظل عذراء ما دامت على قيد الحياة و ان لا يلمس جسدها احد دائما و ابدا مع العلم ان ميدوسا كانت اجمل بكثير من اثينا رغم ان اثينا هي الاهة خالدة حسب زعم الاسطورة .
كان يتهافت العديد من الرجال على المعبد فقط لرؤية ميدوسا و جمالها الفاتن و عليه تقدم لها العديد منهم لطلب يدها للزواج و في كل مرة كانت ميدوسا ترفض مثل هذه العروض و ذلك بسبب احترام الوعد الذي قطعته لاثينا و عليه ظلت ميدوسا مخلصة لاثينا و لمعبدها حيت كانت واعية بخطورة الامر .
و حتى الاه البحر بوسايدن الذي كان العدو اللذود لاثينا لم يسلم من الذهول و الحيرة بجمال ميدوسا ,حيث طلب هو الاخر يد ميدوسا للزواج بها فكانت جواب ميدوسا هو الرفض بطبيعة الحال و لم ثؤثرا غراءات بوسايدن عليها فكان المصدر الوحيد لمعاناة ميدوسا هو جمالها الغير طبيعي و السالب للعقول و الذي بسببه ستنقلب حياة ميدوسا راسا على عقب و لم يتقبل بوسايدن رفض ميدوسا له فقرر الانتقام على طريقته الخاصة .
و في يوم من الايام حدث ما لم يكن في الحسبان فقد تجرا الاه البحر بوسايدن و قام باغتصاب ميدوسا و الاعتداء عليها بوحشية و بدم بارد ,حاولت ميدوسا المقاومة و الدفاع عن نفسها لكن بدون جدوى .
و لما علمت اثينا بالامر القت كل اللوم على ميدوسا و حملتها كل المسؤولية فيما وقع لها لان بوسايدن كان اكبر من اثينا سنا و قوة وعليه لم تقوى اثينا على الصمود امامه و مواجته فقررت الانتقام من تدنيس معبدها عن طريق ميدوسا رغم انها ليست المذنبة فاصابتها بلعنتها فقامت بتحويلها من فتاة اية في الجمال الى ابشع المخلوقات و اقبحها, فاصبح راسها يعج بالافاعي السامة و المخيفة بالاضافة الى عيناها التي تشبه الشياطين و التي تحول كل من نظر اليها الى صنم لا يقوى على الحركة مع بشاعة جلدها الاخصر المقزز و اللزج.
حاول الالاف بل الملايين التخلص من ميدوسا بعد ان اصبحت كائنا بشعا و خطيرا للغاية لكن كل محاولتهم بائت بالفشل فقتل ميدوسا كان امرا شبه مستحيلا .
وكانت نهايتها على يد احد المحاربين الاقوياء و الذي ارسله احد الامراء و امره بقطع راسها و احضاره اليه فاستعمل اخطر و افتك الاسلحة لانجاز هذه المهمة العصيبة و الشبه مستحيلة ,فحصل عكس المتوقع فلم تقوى ميدوسا على تحجيره كباقي من حاولوا اغتيالها ,و عند قطع راسها حسب الاسطورة خرج من عنقها مخلوقين غريبين و هجينان وهما حصان ذو اجنحة و خنزير غريب الشكل ,و بهذه النهاية تنتهي الاسطورة و ان دلت هذه الاسطورة على شيئ فانها تدل على ان المراة ستظل دائما مهمشة و متحملة لعواقب قد تكون و خيمة لقضايا لم تكن مذنبة فيها فعلينا ان نتحد جميعا لتغيير تفكير المجتمع الذكوري و اثبات للجميع ان المراة قد تكون مذنبة احيانا و لكن لا ينبغي ان تتهم بذنب ارتكبه غيرها.