قصص ما قبل النوم المخلوق الغامض
أريانا والمخلوق العجيب
منذ قرون بعيدة، عاشت البشرية في عالم تحكمه السحرة والمخلوقات الخرافية. كانت البشرية تتقن السحر والمكر والحيل للبقاء على قيد الحياة في هذا العالم الغريب. ولكن كانت هناك فتاة واحدة تتمتع بمهارات خاصة في السحر والتعامل مع المخلوقات الخرافية، اسمها "أريانا".
كانت أريانا فتاة جميلة وموهوبة، وقد نشأت في قرية بعيدة حيث تعلمت سحر الطبيعة وقوة العواطف. كانت قادرة على التحدث مع المخلوقات الخرافية والتعامل معها بمهارة. كان لديها قوة خاصة في تحريك الأشياء بالسحر، وكانت تستخدم هذه القوة لمساعدة المحتاجين في قريتها.
ومع ذلك، فإن أريانا كانت مستاءة من وضع العالم. كان الحكماء والسحرة يحكمون على الناس بصرامة، وكانت الحكومة القاسية تعذب وتهمل الناس بدون رحمة. وكانت المخلوقات الخرافية الشرسة والخطرة تتحكم في العالم، والتي تسببت في موت الكثيرين.
لم تستسلم أريانا لهذا الواقع القاسي، بل قررت تغيير العالم. تعهدت بأن تجعل العالم مكاناً أفضل، وان تتغلب على القوى الشريرة التي تحكم العالم. لذلك، قررت الانطلاق في رحلة لاستكشاف العالم والبحث عن السحرة الأقوياء الذين يمكنهم مساعدتها في مهمتها.
سافرت أريانا من قرية إلى أخرى، ولكنها لم تتمكن من العثور على السحرة الذين يمكنهم مساعدتها. لكن في يوم من الأيام، وصلت إلى قرية تدعى "نيمفورا"، وكانت تشعر أريانا بأن هذه القرية مختلفة. لقد شعرت بالسحر في الهواء، وبدت المخلوقات الخرافية السعيدة والمرحة. وفي مركز القرية، كان هناك برج ضخم مكون من الزجاج، وكان يطل على البحر.
لم يكن هذا البرج أي برج عادي، إنه برج السحرة، حيث يعيش السحرة الأقوياء والأذكياء. وقد علمت أريانا أنها يجب أن تدخل إلى البرج إذا كانت تريد العثور على السحرة الذين يمكنهم مساعدتها في مهمتها.
ولكن كان هناك مشكلة، وهي أن البرج محمي بقوة سحرية غامضة، وكان من المستحيل دخوله دون إذن. ولكن لم يوقف هذا أريانا، وقررت استخدام قوتها للتغلب على هذا الحائط السحري والدخول إلى البرج.
وبعد أن تحدت نفسها، وبعد ساعات من التركيز والسحر، تمكنت أريانا من تدمير الحائط السحري ودخلت إلى البرج. وما أدركته أريانا هو أنها كانت بصدد العثور على ما هو أكثر من مجرد سحرة.
كان هناك مخلوق غريب الشكل يجلس في زاوية البرج، وكان يحدق في أريانا بعينيه الحمراوتين. لم يكن هذا المخلوق مثل أي شيء شاهدته من قبل، كان جسمه مغطى بالأحجار الكريمة والمعادن الثمينة. وكانت قوته السحرية تغمر الغرفة بأكملها.
وقفز المخلوق من مكانه وتحرك نحو أريانا، وقال بصوت مهيب: "أريانا، أنا أكبر السحرة في العالم، وقوتي السحرية تعدت الحدود البشرية " أريانا شعرت بالذهول عندما سمعت هذه الكلمات. لم تكن تعرف أن هناك أي كائنات أخرى غير البشرية تمتلك قوة سحرية. "أنا جئت هنا لأنني بحاجة إلى مساعدتك في مهمة هامة"، أجابت أريانا.
"تحدث،" قال المخلوق بصوته المهيب.
"أنا أبحث عن الوصفة السحرية التي يمكنها إنقاذ والدي من العلة الغامضة التي يعاني منها. ولكن لا أعرف كيف يمكنني العثور عليها"، أجابت أريانا بصوت خجول.
قال المخلوق بصوته الحاد، "أعرف ما يجب القيام به. لكن سيكون هناك ثمناً لمساعدتك".
قالت أريانا بثقة، "أنا مستعدة للقيام بأي شيء لمساعدة والدي".
قال المخلوق، "حسناً، سأعطيك الوصفة، لكن عليك القيام بمهمة معينة لصالحي".
سألت أريانا "أي مهمة؟"،.
فأجابها "أعدك بأنها لن تكون سهلة. ستحتاج إلى السفر إلى أعماق الغابة المحرمة، حيث يقع قصر الملك الشرير. ستحتاج إلى الدخول إلى القصر والعثور على واحدة من أغلى الكنوز التي يمتلكها الملك الشرير. فقط بعد أن تقوم بذلك، سأعطيك الوصفة السحرية".
أريانا كانت قلقة. كانت تعرف أن الغابة المحرمة مميتة، وكانت تشعر بالخوف عندما تفكر في القيام بهذه المهمة. ولكن كان يتعين عليها القيام بذلك لإنقاذ والدها. لذا، أجابت بثقة: "سأفعل ذلك".
وهكذا، أخذت أريانا والمخلوق الغامض طريقهما إلى الغابة المحرمة. كانت الغابة مظلمة وخطيرة، ولكن المخلوق كان يسير بثقة في طريقه. بعد أيام قليلة من السفر، وصلوا إلى القصر المحصن الذي كان موجودا في عمق الغابة. القصر كان كبيراً ومخيفاً، وكانت الأسوار التي تحيط به عالية جداً.
قال المخلوق الغامض، "يجب علينا الدخول إلى القصر".
"ولكن كيف؟ لا يمكننا تسلق الأسوار هذه"، قالت أريانا.
أجاب المخلوق، "سأستخدم قوتي السحرية لفتح الباب".
وبهذا، استخدم المخلوق قوته السحرية لفتح الباب، ودخلوا إلى القصر. كان القصر مظلماً وهادئاً، وكانت أريانا تشعر بالخوف والتوتر. لكن المخلوق الغامض كان يسير بثقة، ويتجول في جميع أنحاء القصر بحثاً عن الكنز.
وبعد بضع ساعات من البحث، وجد المخلوق الكنز. كان يحتوي الكنز على جوهرة ضخمة وغالية الثمن. وفقاً للمخلوق، كانت هذه الجوهرة تحتوي على القوة السحرية التي ستسمح له بتحقيق مهمته.
قال المخلوق، "هيا، لنذهب"، وبهذا غادروا القصر وعادوا إلى المملكة.
عندما وصلوا إلى المملكة، قام المخلوق بإعطاء أريانا الوصفة السحرية التي ستنقذ والدها. وبعد أن أعدت الوصفة، تماثل والدها للشفاء بشكل كامل، وعاد إلى حالته الطبيعية.
وكان المخلوق الغامض يشعر بالسعادة لأن أريانا قامت بمهمتها بنجاح وعاد إلى موطنه الأصلي في الغابة المحرمة. ولم يعرف أحد من المملكة من هو هذا المخلوق الغامض أو من أين جاء، لكن الجميع كانوا ممتنين له على ما قام به لإنقاذ حياة الملك.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت أريانا مشهورة في المملكة على ما قامت به. وقد قام الملك بتكريمها وتقديم جوائز لها، وكانت هذه التجربة الصعبة قد أصبحت تاريخاً لا ينسى في حياتها.
وعلى الرغم من أن المخلوق الغامض قد رحل، لكن أريانا كانت ممتنة له إلى الأبد. فهو الذي ساعدها على إنقاذ حياة والدها، وهو الذي علمها الصبر والشجاعة والإصرار. وعلى الرغم من أنها لم تره مجدداً، لكنها كانت متأكدة من أنه سيبقى في ذاكرتها إلى الأبد.
