مقابر الأنفوشي في الإسكندرية: تحفة تاريخية من العصور اليونانية والرومانية
اكتشفت مقابر الأنفوشي في مدينة الإسكندرية بين عامي 1901 و 1921، وتُعتبر واحدة من أهم الآثار اليونانية الموجودة هناك.
تمثل هذه المقابر مجموعة من المقابر المنحوتة في الصخر، ويعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد، تحديداً حوالي 250 قبل الميلاد، في نهاية العصر البطلمي وبداية عصر الرومان.
"مقابر الأنفوشي في الإسكندرية: جواهر فنية من العصور اليونانية والرومانية المحفوظة بعناية"
تتميز مقابر الأنفوشي بزخارف الفريسكو (الجص الملون المستخدم لتزيين الحوائط والأسقف)، التي تمثل بشكل واقعي الألباستر والرخام. وعلى الرغم من مرور الوقت، فإن حالة هذه المقابر لا تزال جيدة.
تحتوي مقبرة الأنفوشي على خمس مبانٍ جنائزية، وتشترك بعض السمات العامة مع مقابر الإسكندرية، حيث تتضمن فناءً مكشوفاً وحجرة أمامية للصلاة تؤدي إلى الحجرة الجنائزية.
تعتبر اثنتان من هذه المقابر من أهم المقابر في الإسكندرية، حيث تتميز بنقوشها الجميلة وتصميمها المعماري الفريد. المقبرتان التي تحمل الأرقام (2) و (5) تعد من أجمل هذه المقابر بفضل روعة الرسومات على جدرانها وسقوفها، بالإضافة إلى الجمع بين هذا النوع من الرسومات الجدارية وعناصر زخرفية معمارية مستوحاة من الفن المصري القديم.
"مدينة الإسكندرية: متحف الآثار اليونانية والرومانية والمصرية القديمة"
يجدر الإشارة إلى أن مدينة الإسكندرية تحتضن أكبر تجمع للآثار الباقية من العصر اليوناني والروماني في مصر. يعتبر هذا الأمر طبيعياً نظراً لكونها كانت عاصمة مصر في تلك الحقبة الزمنية.
ومن بين هذه الآثار البارزة، يتمتع "المسرح الروماني" بأهمية كبيرة ويقع في منطقة "كوم الدكة". تم بناء هذا المبنى في بداية القرن الرابع الميلاد.
تضم المدينة أيضاً في منطقة كوم الدكة، بجوار المسرح، مجموعة من الآثار المصرية القديمة، وتعود معظمها إلى عصر الدولة الحديثة.
تم العثور عليها في مياه البحر الأبيض المتوسط، حيث تم رمي الآثار في الماء خلال العصور الوسطى.
في ختام هذا المقال، يظهر لنا أن مقابر الأنفوشي في مدينة الإسكندرية تحمل في طياتها ثروة من الحضارة القديمة والفن الراقي.
إن اكتشاف هذه المقابر وحفاظها على جمالها عبر العصور يعكس أهمية المدينة كواحدة من أبرز المراكز الثقافية والتاريخية في العالم.
بفضل الزخارف الفريسكو المبهرة والتصميم المعماري الفريد، تستحق مقابر الأنفوشي المكانة المتميزة التي تحظى بها بين الآثار الأثرية.
إن هذه المقابر هي شاهدة على تطور الحضارة اليونانية والرومانية وتعكس تراثها الثقافي والفني العظيم.
بالتأكيد، يجب أن تكون مقابر الأنفوشي وجهة ضرورية لكل من يزور مدينة الإسكندرية لاستكشاف تاريخها الغني وروعة آثارها المدهشة.
