تزوجت بدويا للكاتبة مارغريت فان غيلدرملسين.

تزوجت بدويا للكاتبة مارغريت فان غيلدرملسين.

0 المراجعات

بين البساطة والحب: قصة مدهشة مع البدوي.

في عام 1978، توجهت الممرضة النيوزيلندية "مارغريت فان غيلدرملسين" إلى مدينة البتراء التاريخية في الأردن مع صديقتها الأسترالية "اليزابيث" لقضاء عطلة. هناك، التقت بالشاب البدوي "محمد عبدالله"، الذي كان يعيش بسيطًا في كهف جبلي.

منذ اللحظة الأولى، شعر "محمد" و"مارغريت" بتواصل روحي. عاشوا أيامًا من الحديث والابتسامات واكتشفوا تشابهًا في قيمهم ونظرتهم إلى الحياة.

لم تمر فترة طويلة حتى اعترفت "مارغريت" لصديقتها "اليزابيث" بمشاعرها تجاه "محمد". بالرغم من شكوك الآخرين، تصمد "مارغريت" وتثق بمشاعرها.

بعد فترة قصيرة، قررا "مارغريت" و"محمد" الزواج رغم التحديات التي تواجههما. واجها الرفض من جانب عائلة "مارغريت" بسبب الفارق الثقافي والديني والاجتماعي.

تجمع "مارغريت" و"محمد" بين البساطة والحب في حياتهم. عاشوا سويًا في كهف بسيط في الجبال لمدة سبع سنوات، يتقاسمان الصعوبات والسعادات.

بعد وفاة "محمد"، زارت "مارغريت" مكانهما الخاص وتذكرت اللحظات السعيدة التي قضياها معًا.

قررت "مارغريت" توثيق قصتهما في كتاب بعنوان "أحببت بدويًا". ألهمت قصتهما العديد من الناس وأصبحت رمزًا للحب الحقيقي والتحدي والتضحية.

وبفضل تأريخ حبهما، تم اختيار مدينة البتراء ضمن قائمة عجائب الدنيا السبع. قصة "مارغريت" و"محمد" تذكرنا بأن أجمل اللحظات قد تكون في أبسط الأمور وأن الحب يمكنه التغلب على أصعب التحديات.

مارغريت" و"محمد"، هما مثال على كيفية تجاوز العقبات بالثقة بالنفس والإصرار. على الرغم من الفوارق الكبيرة في خلفياتهم وظروفهم، استطاعا بناء علاقة متينة على أساس الاحترام المتبادل والمحبة.

بعد وفاة "محمد"، ظلت "مارغريت" تحتفظ بذكرياته في قلبها. كانت تزور مكانهما في الجبال لتستعيد اللحظات الجميلة التي قضياها سويًا. حينما يكون الحب قويًا كفاية ليبقى على قيد الحياة حتى بعد رحيل أحدهما، يكون لذلك أثر عميق على القلوب.

كانت "مارغريت" مصممة على نقل هذه القصة الرائعة إلى العالم. في عام 2003، أصدرت كتابها "أحببت بدويًا"، الذي وثق رحلتهما من خلال أوراقه. حمل الكتاب رسالة عميقة عن قوة الحب في التغلب على العقبات وعن جمال الحياة في بساطتها.

لم يكن الكتاب ناجحًا فحسب، بل أصبح ظاهرة عالمية. تم ترجمته إلى عدة لغات وبيعت مئات الآلاف من النسخ. أثرت قصة "مارغريت" و"محمد" على حياة العديد من الأشخاص الذين وجدوا فيها إلهامًا لمتابعة قلوبهم والسعي خلف مشاعرهم.

بالإضافة إلى ذلك، بسبب تسليط "مارغريت" الضوء على جمال البساطة والحب والثقافة البدوية، انضمت مدينة البتراء إلى قائمة عجائب الدنيا السبع. هذا الاعتراف ليس فقط بجمال المكان وتاريخه، ولكن أيضًا بتأثير قصتهما على تلك الأماكن والعالم بأسره.

بعد مرور السنوات، تبقى قصة "مارغريت" و"محمد" مثالًا حيًا على أن الحب لا يعرف حدودًا ولا يتأثر بالظروف الظاهرية. إنها تذكرنا بأن قوة الروح والإرادة يمكنها تحقيق المستحيل وجعل الحياة أكثر جمالًا في بساطتها.

 


 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

16

followers

36

followings

70

مقالات مشابة