قصه نزول النبى آدم إلى الأرض

قصه نزول النبى آدم إلى الأرض

0 reviews

قصة نزول آدم وحواء للأرض:-

 خلق الله -سبحانه وتعالى- آدم عليه السلام ليكون خليفة في الأرض، وقد خلقه من طين، من قبضة قبضها من جميع طين الأرض، فأمر الملائكة أن يسجدوا له فسجدوا له جميعًا إلا إبليس فقد اغتر بنفسه وتكبر عن السجود لآدم -عليه السلام-، فكان ذلك سببًا لطرد إبليس ولعنه لأنه لم يستجب لأمر الله -تعالى- أسكن الله -تعالى- آدم -عليه السلام- الجنة وخلق له حواء ليأنس بها في الجنة، وجاءه وقتها أول تكليف من رب العالمين، وكان هذا التكليف أن لا يأكل آدم من شجرة معينة في الجنة، فبدأ آدم يتمتع في الجنة تاركًا الشجرة التي نهاه الله عنها، إلا أن إبليس لم يرتض أن يعلو آدم عليه حقدًا وحسدًا، فبقي يوسوس لهما حتى أكلا من الشجرة فأخرجهما الله من الجنة إلى الأرض.

سبب نزول آدم وحواء للأرض:-

 ذكر المفسرون أن سبب نزول آدم -عليه السلام- وحواء إلى الأرض أن الله حين منعهما من أكل الشجرة في الجنة؛ فوقتها أغوى الشيطان آدم وحواء ليأكلا منها، وأقسم لهما أنه ناصح لهما ولا يريد لهما إلا الخير وأن يكونا ملكين أو خالدين، وبذلك يكون قد أوقعهما في الزلل، فالشيطان الذي رفض أن يسجد لآدم أراد أن يوقعهما في المعصية ليكونا مثله.[٣] ويمكن أن نشير سريعًا إلى أنّ الغاية من خلق آدم -عليه السلام- استخلافه في الأرض، هو وذريته، وهذا من أبرز مظاهر تكريم الله لبني آدم -عليه السلام-، لهذا فقد أعلن إبليس استعلاءه وتكبره على آدم -عليه السلام- وذريته، لما كان له من منزلة وكرامة، ولأنّ رفض سجوده لآدم كان سببًا في أن يخسر إبليس مكانته، وينزل من زمرة الملائكة إلى الأرض.

كيف نزل سيدنا آدم إلى الأرض:-

 أسكن الله -سبحانه وتعالى- آدم وزوجته الجنّة، وأجاز لهما التمتّع بما فيها من النّعيم، والأكل من ثمراتها وأصناف الطعام فيه حيثما يريدان، إلّا شجرةً واحداً منعهما من الاقتراب والأكل منها، فإن فعلا ذلك كانا من الظالمين العاصين لله -تعالى-.[١] وهنا ابتدأ غيظ إبليس الذي بدأ يوسوس لهما ويُزيّن لهما معصية الله من خلال الأكل منها، فاستجابا لوساوس الشيطان وأكلا من الشجرة التي منعهما الله منها، فكان الجزاء أن أنزلهما الله من الجنة إلى الأض عقاباً لهما على مخالفتهما لأمر الله، فيعيشان وذريتهما في الأرض وتكون لهم مستقراً إلى حين.

المقصود بنزول سيدنا آدم من الجنة:-

 أنزل الله آدم وزوجته من الجنّة إلى الأرض، فقال -تعالى-: (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)،[٢] فالأمر بالنزول من الجنّة جاء بلفظ اهبطوا، الذي يشمل الهبوط الحقيقي وهو الحسّي والهبوط المعنوي.[٣] وإنّ آدم وزوجته كانا في مكانٍ عالٍ وهو الجنّة ثمّ نزلا إلى الأرض التي هي المكان الأدنى، وهو الهبوط الحسّي، أمّا الهبوط المعنوي؛ فقد كانا في المكان الممتلئ بأصناف النعيم التي حدّ لها ولا حصر، بالقرب من الملائكة المطهّرين، يتنعّمون بما فيها من الراحة والاطمئنان بعيداً عن معترك الحياة وجهدها وشقّتها، لا يسمعون فيها ما لا فائدة فيه من الكلام واللّغو، فأنزلهم الله إلى الأرض حيث كبَد العيش ومشقته، بخلاف ما كانوا فيه.

بدء التكليف على الأرض:- 

حين كان آدم وزوجته في الجنّة لم يكونا مأموران إلّا بالابتعاد عن الشجرة والامتناع عن الأكل منها، ثمّ لمّا نزلا إلى الأرض ابتدأ التكليف والاختبار، وأخبر الله -تعالى- أنّ هذا الاختبار له جزاء، إن كان خيراً فالجزاء خير، وإن كان شراً فالجزاء شرّ، والنفس فيها بذرةٌ للخير وأخرى للشر، وصاحبها الذي يسيّرها وفق اختياره، قال -تعالى-: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا).[٤][٥] ويشمل التكليف جميع العباد، دون اقتصاره على آدم وزوجته،[٣] ولم تكن المعصية من قبل آدم وزوجته سبيلاً لوقوع اللّعنة عليهم، وإنّما تهيئةً من الله له ليجعله خليفةً له في الأرض، وقد أعلم الله الملائكة بذلك قبل أن يخلق آدم -عليه السلام- فقال -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ).[٦][٧] وحمل آدم -عليه السّلام- تكليف الله له، هذا التكليف الذي عجزت السماوات والأرض والجبال عن تأديته والقيام به وفق حقّه، فكان هذا الهبوط من الجنة في حقيقته علوّ وتشريف وتكليف، قال -تعالى-: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً)،[٨] والمكان والمستقر للقيام بهذه الأمانة هي الأرض
 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
Amr

articles

5

followers

3

followings

0

similar articles