وداد حجاب .. ٣ إعدادي متفجرات

وداد حجاب .. ٣ إعدادي متفجرات

0 المراجعات

وداد حجاب إحدي المجاهدات اللاتي قمن بدور فعّال في مقاومة قوات الاحتلال الإسرائيلي، تقول إنها بدأت الجهاد ضد الجنود الإسرائيليين الذين كانوا يحتلون سيناء في سن مبكرة جداً بعد أن حصلت علي شهادة الإعدادية و كان عمرها لم يتجاوز السادسة عشرة و قد بدأت وداد طريقها في الدفاع عن وطنها بتعلم الإسعافات الأولية و مداواة الجرحي كخطوة أولي لأن أهل العريش استشعروا أن المعركة كانت علي الأبواب و ذلك منذ عام 1968 و تعلمت وداد علاج الجرحي علي يد أطباء متخصصين و أثناء قيام حرب أكتوبر 1973 حاصرت النيران كل مدن و قري شمال سيناء و الطرق المؤدية للعريش فتركت وداد منزلها الكائن بوسط العريش و ذهبت للمستشفي العام بالعريش، و بمساعدة "أبلة خديجة عودة" المدرسة في المدرسة الإعدادية بالعريش استطاعت وداد أن تجتذب فتيات العريش و بنات البدو للتوجه للمستشفي لمساعدة الجرحي و المصابين.

و تقول وداد تعلمت علي يد "أبلة خديجة" معني مقاومة الاحتلال و الصمود و القوة و التحدي، فقد كانت أبلة خديجة بالنسبة لفتيات العريش نموذجاً مثالياً للمُدرسة الوطنية الرافضة لكل أنواع الاحتلال و كانت تلقن الفتيات في مدرسة العريش الإعدادية دروساً ..... علي مقاومة الاحتلال و تحرير الأرض.

و تضيف وداد أنها أقامت في مستشفي العريش أسابيع طويلة بدون أن تري أهلها لأن جنود الاحتلال فرضوا حظر التجوال، في ظل انقطاع الكهرباء و المياه فكانت حالات المصابين صعبة جداً لدرجة أن فتيات العريش و البدويات كن يتناوبن علي تمريضهم و تقول: لقد أعلنا حالة الطوارئ و لم نذهب لبيوتنا لعدة أشهر متصلة لكن بعد فترة سمحت القوات الإسرائيلية بخروج الفتيات المتطوعات من مستشفي العريش لكن بشروط أن يرتدين ملابس التمريض البيضاء و يذهبن لبيوتهن لكي يطمئن أهلهن،

و قد ذهبت بنات البدو و السيناويات لأهاليهن ثم عدن و هن يخبئن كمية من الطعام المعلبة أو المجففة إلي المستشفي من أجل مساعدة الأطباء في علاج الجرحي و المصابين بعد أن نفدت جميع الأغذية من المستشفي و أصبح الأطباء محاصرين تماماً.

المرأة التي خدعت وايزمان 
تروي وداد أنها أثناء تواجدها في مستشفي العريش سمعت بوجود منظمة جديدة اسمها منظمة سيناء العربية و ذلك عقب حرب 67 مباشرة، تقول: عندما سمعنا أن الرئيس جمال عبد الناصر تنحي عن الحكم قمنا بقيادة مظاهرة كبيرة في العريش لمطالبة الرئيس عبد الناصر بالاستمرار لأن جميع أبناء سيناء يساندونه.

و بعد أن توفي الرئيس عبد الناصر انطلقت مع باقي أهالي سيناء في تظاهرات عارمة و نحن نرتدي الملابس السوداء و ذلك أوائل السبعينات و لم أتمالك نفسي و انطلقت مسرعة إلي مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي الميجور عزرا وايزمان حيث قررت أن انضم لمنظمة سيناء العربية و كان ذلك يستدعي سفري للقاهرة، فقلت للحاكم العسكري إنني أريد أن أسافر إلي القاهرة لأقدم واجب العزاء في الرئيس جمال عبد الناصر.

و من كثرة بكائي، أمام الحاكم العسكري و إلحاحي علي السفر للقاهرة و أعلنت أمامه أنني سامكث هنا في مقره لحين السماح لي بالسفر للقاهرة لم يجد عزرا وايزمان أمامه سوي السماح لي بالسفر برفقة 99 رجلاً من أبناء العريش و سافرنا إلي القاهرة عن طريق عمان و قابلنا المشير أحمد إسماعيل و الرئيس السادات و أثناء فترة تواجدي في القاهرة استطعت أن أتوصل إلي مؤسسي منظمة سيناء العربية و عرفت أنها تضم شخصيات كبيرة و لها قدر من الاهتمام السياسي فانضمت إليهم و قلت لهم إنني أقدم إليكم روحي فداءً لبلدنا مصر و أي شيء ستطلبونه مني سأنفذه بدون مناقشة

التنكيل و التهديد بالاغتصاب 
تستطرد وداد قائلة :"أول ما قمت به من خلال مشاركتي في منظمة سيناء العربية توزيع منشورات تحث علي الجهاد و المقاومة".
و قد سافرت وداد بنفسها إلي غزة من اجل الحصول علي الورق و علي المنشورات التي كانت توزعها، و قد انتبهت لذلك الشرطة العسكرية الإسرائيلية و بدأت في مراقبة أهالي العريش و نجحوا في القبض عليّ مع أسرتي و تعرضت للتعذيب علي أيديهم و قاموا بتعذيب والدي و أخي من أجل الكشف عن أي معلومات تفيدهم بخصوص منظمة سيناء العربية و أعضائها،

و مع إصراري علي رفض الاعتراف هددوني بالاغتصاب و انتهاك حرمتي و مستغلين العادات و التقاليد البدوية التي أخضع لها، و مع تمسكي بالرفض أطلقوا سراحي بعد أن صدقوا أنني لا أعرف شيئاً، و قد استطعت أن أخدع الميجور عزرا بأنني فعلاً سافرت للقاهرة من أجل العزاء في جمال عبد الناصر فقط و لم أنضم لمنظمة سيناء العربية.

تضيف وداد أن التهديدات التي تلقتها علي أيدي الشرطة الإسرائيلية لم تؤثر عليها و أن الله قد أعطاها في هذا الوقت قوة و إصراراً كبيراً علي التحدي و الصمود أمام كل التهديدات و التعذيب التي تعرضت له و لم تتأثر بالتهديد باغتصابها علي الرغم أنها كانت غير متزوجة و ربما كانت ستفقد أعز ما تملكه كل فتاة في شبابها،

و تقول: بعد خروجي من الحجز استمررت في توزيع المنشورات التي تدعو للجهاد و الكفاح و كنت متنقلة بين القاهرة و الإسماعيلية و سيناء من أجل نقل المعلومات لخدمة قواتنا المسلحة و جعلنا سيناء كتاباً مفتوحاً أمام قادتنا من القوات المسلحة حتي حقننا الانتصار في حرب 1973.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
اسلام ابراهيم
المستخدم أخفى الأرباح

articles

460

followers

613

followings

116

مقالات مشابة