قصة قصيرة : وطني الضائع

قصة قصيرة : وطني الضائع

7 المراجعات

أستيقظُ أحمدْ على صوتٍ سيارٍ ة هدمَ المبانيَ والمنازلَ لكلِ المقاومونَ الذينَ اشتركوا في تنفيذِ عمليةِ الانفجارِ التي حصلتْ بالقربِ منْ مستوطناتِ الكيان وكلَ منْ كانَ لهُ يدٌ في ذلكَ خرجَ أحمدْ في وسطِ عارمٍ بالخرابِ والمشاجراتِ بينَ جيشِ الكيان والشبابُ الفلسطينيينَ ينظرُ بحسرةٍ وعجزٍ كبيرٍ وحزنِ يمالُأ قلبهُ فهوَ لا يستطيعَ التدخلُ أوْ فعلِ أيِ شيءٍ ، خاصةً أنه الأبن الوحيدِ لوالديهِ لكنهُ عندما رأى ضابطُ الكيان قدْ ضربَ امرأةً كبيرةً بالعمرُ فلمْ يستطعْ التغاضي فذهبَ للحديثِ معهُ .

قصة قصيرة : وطني الضائع

أحمدْ : ما بالكَ يا سيد أأخلاقك تسمحَ لكَ بضربِ امرأةٍ مسنه ؟

الضابطُ : دون التفوهُ بكلمةٍ واحدةٍ ودونَ أيْ تنبيه ضرب أحمدْ بالباروديةِ الحديد ليقعَ على الأرضِ .

قامَ أحمدْ بمساعدةِ المرأةِ العجوزِ وقالتْ سامحني يا بنيَ حدثَ بسببي عليهمْ لعنة الله هؤلاءِ الصهاينةِ المحتلينَ . عرفَ أحمدْ أنهُ يجبُ الدفاعُ عنْ وطنهِ وأرضهِ وأنْ هؤلاءِ لن ينفعَ معهمْ كلام ولا جدالٍ وأنهمْ محتلونَ لا يوجد في قلوبهمْ الرحمةِ يستخدمونَ كلُ أنواعِ التعذيبِ دونَ استثناءِ أحدِ الكبارِ والصغارِ والشبابِ . وكلً فلسطينيٍ يدافعُ عنْ قضيتهِ وأرضهِ . . .

رجعُ أحمدْ إلى بيتهِ وآثارُ الضربِ على وجههِ .

أمةٌ : ما هذا يا بنيَ ماذا حدثَ لوجهكَ ؟ أجبني ألم أقلَ لكَ لا تتدخلُ فأنتَ ابني الوحيدُ وأنا لا أستطيعُ التفريطُ بكَ أرجوكُ يا ولدي أبقى بعيدا عنْ هذهِ المشاكلِ

أحمدْ : لا أستطيعُ يا أمي كلُ يومٍ يزدادُ تمردهمْ ، وأنا لستُ الوحيدَ هناكَ شبابٌ كثيرةٌ ضحتْ بحياتها لأجل الدفاعَ عنْ فلسطينَ ،هل أرواحهم أغلى من روحي؟ سأنضمُ للمقاومينَ الفدائيينَ .

أمُ أحمدْ وهيَ تبكي : لنْ أسمحَ لكَ لنْ أسمحَ بأنْ أراك مكفنا محمولاً على الأكتافِ ، أفهمني يا ولدي أنا أعشقُ بلديٍ ولكنْ أنتَ وحيدي وهناكَ الكثيرُ منْ الشبانِ غيرك لنْ أفرطَ بك .

أحمدْ : سأذهبُ سواء قبلتي أم لا وذهبَ لتجهيزِ نفسهِ . ذهبتْ أمُ أحمدْ الى أباه في القهوةِ التي يذهبُ إليها كلُ يوم في الحي قائله بصوت خافت. . . علي. . . علي أرجوك أوقف أحمدْ يريدُ الذهاب لكتيبةِ المقاومون الفدائيون أرجوك أوقفهُ أرجوك ..

جاءَ أبوهُ مسرعا ملهوفا على ابنهِ وحاول توقيفهُ يا بني كم مرةٍ تحدثنا واتفقنا أنْ تكمل دراستك .

أحمدْ : أنا لمْ أعدْ طفل أنا في السادسةِ والعشرينَ منْ عمري لمْ يبقَ أحدا منْ الشبابِ في جيلي بالحيِ إلا وانضم للكتيبةِ لما أنا لا سوفَ أذهبُ .

أبو أحمدْ صارخ : لأنكَ الوحيدُ لدينا لنْ أدعك تذهب وألا أغضب عليك . . .

أحمدْ معتد بنفسهِ صارخا : سوفَ أذهبُ .

وفجأة ضرب الأب ابنه صفعةً موجعةً وسادَ الصمتُ أرجاءَ المكانِ ونظرَ أحمدْ لأباه والدمع في عينيه وقال : لنْ يكون هناك حياة بما أنَ الصهاينة محتلين بلديٍ وذهبَ مسرعا للأنضمام معَ المقاومينَ للدفاعِ عنْ أراضي فلسطينَ ضدَ الصهاينةِ . .

أما أمُ أحمدْ فوقعتْ على الأرضِ باكيةً لأنها تعلم أنْ أبنها لنْ يعودَ وستسمعُ يوما خبرَ استشهادهِ . . . وبعدَ ثالثة أشهر سمعَ الأهلُ بأنَ هناكَ بطلاً فلسطينيا قتلَ ثالثة منْ ضباطِ الكيان وسطَ اشتباكاتٍ بينَ جيشِ الكيان والمقاومونَ واَتضح فيما بعد أنهُ أحمدْ الذي ضحى بشبابهِ للدفاعِ عنْ وطنهِ ، وبعد مرورِ شهرٍ عرفتْ حكومةُ الكيان المحتلة بأنَ أحمدْ هوَ منْ كانَ وراءَ قتلِ ثالثةٍ منْ ضباطهمْ وأمرَ الرئيسُ بهدمِ بيتهِ والأعتداءْ على أهلهِ واعلان إعدامهُ في حالِ الامساكْ بهِ . . .

وبعدما هدمَ الجيش بيت أحمدْ وتشرد أهله عرفتْ الأم أنْ أبنها على حقٍ فيجبُ الدفاعُ عنْ حقوقهمْ وأرضهمْ التي سلبتْ منهمْ ، وأن الأمهات في فلسطين باتت تقدم أعز ما لديها فداء للوطن .

وبعد سنة . . . حققَ أحمدْ البطل وأصدقاءهُ المقاومين النجاح من عملياتِ تفجيرِ مستوطناتِ الكيان التي ما زالتْ على أرضهمْ محتلين سالبينِ راحتهمْ وطمأنينتهمْ . . .

النهاية .

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

8

متابعين

234

متابعهم

8

مقالات مشابة