جمعة الشوّان: من ملفات المخابرات العامة المصرية - ج٢

جمعة الشوّان: من ملفات المخابرات العامة المصرية - ج٢

0 المراجعات

و مضى الهوان قائلا :

 "و بدأت في كتابة أسماء حقيقية عن عائلتي ومعارفي وتعمدت كتابة أسماء بعض العسكريين من بينهم لواء يشغل مركزاً مرموقاً بإحدى محطات الصواريخ المصرية وتركت الورقة مع الفتاة وعدت إلى السفينة وأنا على يقين من أنني وقعت فريسة لإحدى دوائر التجسس أو أجهزة المخابرات وطبعا لم أكن أعرف ولم أسمع عن شيء اسمه (الموساد) ولكن كل هذه الأحداث وأسماء ابراهام وجاك تشير إلى أنهم يهود" ، " ذهبت بفكري الى السويس حيث القتلى والخراب والدمار ووجدتني اقول في نفسي عيش وملح معكم يا سفاحين! .


و طلب منه جاك معلومات عن السفن المحتجرزة في السويس من حيث الاطوال والاحجام, وما تقوم بشحنه. وكل التفاصيل الخاصة بها .


ومع وصول الهوان إلى القاهرة ظل يشعر بأن عبء ثقيل يحمله ، ويقول :

" اهتديت إلى ضرورة الذهاب إلى الزعيم جمال عبد الناصر ولكن كيف السبيل .. وذهبت لمكتب المباحث العامة .. وامضيت معهم ثلاثة ايام في ضيافتهم.. ولم انطق سوى بكلمتين: اريد مقابلة الرئيس.. حتى أعياهم إلحاحي وإصراري فاتصلوا بمكتب الرئيس".


و قال الهوان للرئيس الراحل عبد الناصر تفاصيل الصفقة التي تعرض لها ، فقام باعطائه رقم هاتفه الخاص مباركا بدء عملية الخداع للموساد قائلا :" قال لي عبد الناصر سأرسلك الى رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه.. لان ما حدث معك بالفعل شغل موساد.. .. ولا تنس ان مصر بحاجة إلى امثالك ". 


و يمضي الهوان في الحديث قائلا:

 "ذهبت من الرئاسة بسيارة خاصة الى مبنى المخابرات العامة ، وهناك طلب مني الضابط ان اكتب كل ما حدث لي بالتفصيل.. فجلست لساعات اكتب كل شيء.. ثم طلب مني ان اقص كل شيء.. وبالفعل اعدت ما كتبته بالتفصيل ". 


واتفق معه رجال المخابرات على تنفيذ مطلب رجال الموساد بتأسيس فرع لشركة الحديد في القاهرة اسماه (تريديشن).. وقال :

" عندما جاءني طلب ان اسافر إلى ابراهام ذهبت لرجل المخابرات "الحاج أحمد" واعطيته الخطاب فراح يشرح لي ابعاد اللعبة, وطمأنني ان كل شيء يسير وفق مايريدون وطلب مني ان اسافر بعد تجهيز اوراقي بنفسي دون الاعتماد على المخابرات حتى يسير كل شيء طبيعيا". 


و يقول الهوان :" في عام 1968 سافرت إلى هولندا لمقابلة بعض رجال الموساد في بداية عملي معهم.. لم أكن أعلم أنهم سيضعونني في اختبار صعب للتأكد من ولائي لهم.. زعموا أنهم شاهدوني في مبنى المخابرات العامة المصرية في القاهرة وحبسوني في حجرة بأحد مزارع أمستردام وأحضروا  12 رجلا قوي البنيان قسموهم إلى ثلاث مجموعات كل مجموعة 4 أفراد وتناوبوا الاعتداء علي حتى أعترف بالحقيقة، كان يغمي علي من شدة الضرب وصمدت رغم شدة الألم بعدها تأكدوا من سلامة موقفي و نجحت في خداعهم".
ويمضى الهوان في لقاء مع طلاب جامعة القاهرة :" يوم 9 أكتوبر 1973 وصلتني رسالة من الموساد تطلب مني الحضور فورا إلى البيت الكبير (تل أبيب) .. وبعد مشاورات مع رجال المخابرات المصرية وتدخل الرئيس الراحل أنور السادات وافقت على السفر إلى تل أبيب... سافرت إلي ايطاليا ومنها إلى تل أبيب.. استمرت الرحلة 12 ساعة وصلت بعدها إلى مطار بن جوريون بتل أبيب". 
ويستطرد الهوان :" اصطحبوني إلى داخل احدى قاعات العرض السينمائي وبواسطة شاشة عرض كبيرة شاهدت دبابات وطائرات ومدافع.. وقاموا أيضا بتدريبي على جهاز إرسال خطير يعتبر أحدث جهاز إرسال في العالم يبعث بالرسالة خلال 5 ثوان فقط ".
ويضيف الهوان :" حصلت على الجهاز بعد نجاحي في اختبارات أعدوها خصيصا لي قبل تسليمي الجهاز.. الذي تم إخفاؤه داخل فرشاة أحذية بعد وضع مادة من الورنيش عليها حتى تبدو الفرشاة وكأنها مستعملة.. وقام شيمون بيريز بمسح حذائي بتلك الفرشة عدة مرات إمعانا في الإخفاء.. وعدت إلى مصر بأخطر جهاز إرسال في العالم أطلقت عليه مصر ( البطة الثمينة ) .
وكشف الهوان عن قيامه بتجنيد فتاة المخابرات الإسرائيلية 'جوجو'، التي ارتبطت معه بقصة حب بناء على طلب المخابرات المصرية، وقال إنها أعطت لمصر معلومات خطيرة من داخل الموساد .
وكانت أول رسالة بعث بها إلى إسرائيل بواسطة الجهاز الجديد هي "من المخابرات المصرية إلى رجال الموساد الإسرائيلي.. نشكركم علي تعاونكم معنا طيلة السنوات الماضية عن طريق رجلنا جمعة الشوان وإمدادنا بجهازكم الانذاري الخطير.. والى اللقاء في جولات أخرى" ، وقد وقعت الرسالة كالصاعقة على رجال الموساد ، وهو دفع 6 من أكفأ رجال هذا الجهاز إلى الانتحار فور اكتشاف أمر الهوان وهم الذين كانوا يتولون تدريبي طلية فترة عملي معهم
من المخابرات العامة المصرية الي جهاز الموساد الاسرائيلي
نشكركم علي حسن تعاونكم معنا.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
اسلام ابراهيم
المستخدم أخفى الأرباح

articles

460

followers

613

followings

116

مقالات مشابة