“تاليا ورمضان: قصة صمود ومحبة”

“تاليا ورمضان: قصة صمود ومحبة”

0 reviews

“تاليا ورمضان: قصة صمود ومحبة”

 

 

ذات مرة، في بلدة صغيرة مريحة، عاشت فتاة صغيرة لطيفة وفضولية تدعى تاليا. كانت لتاليا عيون بنية جميلة تتلألأ بالعجب، وشعرها الأسود الطويل يلمع مثل ليلة مقمرة. كانت طليعة فتاة مسلمة صالحة، وكانت تنتظر بفارغ الصبر حلول شهر رمضان المبارك.

 

 

مع حلول اليوم الأول من شهر رمضان، استيقظت تاليا مبكرًا والإثارة تغلي بداخلها. لم تستطع الانتظار لتجربة الفرح والبركات التي تأتي مع الصيام. عرفت سارة، ابنة عم تاليا، مدى أهمية هذا اليوم بالنسبة لتاليا، ففاجأتها بفانوس جميل مزين بأنماط ملونة ويتوهج بضوء ناعم ودافئ. "رمضان سعيد يا طليعة!" قالت سارة وعيناها تلمعان من السعادة.

فتاة صغيرة، ذات عيون بنية، وشعر أسود طويل، تنتظر رمضان

ذهبت تاليا وصديقتها رزان إلى المدرسة، وفوانيسهما تضيء طريقهما عبر ضباب الصباح الباكر. امتلأ قلب تاليا بالامتنان عند دخولها بوابة المدرسة، لعلمها أنها على وشك الانطلاق في رحلة خاصة. ومع ذلك، لم يفهم جميع من في المدرسة أهمية شهر رمضان، وكان بعض زملاء طليعة يضايقونها بشأن الصيام. لكن تاليا ظلت مصممة على ذلك، لأنها علمت أن حب ودعم عائلتها وأصدقائها سيرشدها خلال أي تحديات.

بعد المدرسة، جاءت يمنى، ابنة عم تاليا الكبرى، لاصطحابها. كانت يمنى شابة حكيمة ومهتمة، وكانت تاليا تحب قضاء الوقت معها. "هل أنت مستعدة ليومك الأول من الصيام، طليعة؟" سألت يمنى بابتسامة لطيفة. أومأت طليعة برأسها بشغف، وانطلقوا إلى المسجد لصلاة العشاء.

داخل المسجد، شعرت طليعة بالهدوء يغمرها. ملأت همسات الصلاة الناعمة الهواء، وألقى ضوء الشموع الخافت وهجًا دافئًا على وجوه المجتمعين. أغمضت طليعة عينيها وصلّت، وهي تشعر بارتباط عميق بالله. وبعد الصلاة همست يمنى بكلمات تشجيعية: "أنتِ رائعة يا طليعة. الله يراقبك وسيكافئك على إخلاصك".

ومرت الأيام، وكان عزم طليعة على الصيام يزداد قوة مع مرور كل يوم. كانت تعاني من لحظات الجوع، لكن روحها ظلت صامدة. عائلة تاليا، بما في ذلك والديها المحبين وأجدادها الشغوفين، دعمتها بكل إخلاص. كانوا يجتمعون حول المائدة كل مساء، ويفطرون معًا ويتبادلون قصص يومهم. شعرت تاليا بالوحدة والحب الذي أدفأ قلبها.

مع اقتراب شهر رمضان من نهايته، شعرت طليعة بمزيج من الفرح والحزن. كانت فخورة بنفسها لأنها أكملت صيامها الأول في رمضان، لكنها ستفتقد الرابطة الخاصة التي كونتها مع عائلتها وأصدقائها خلال هذا الشهر الكريم. في الليلة الماضية، اجتمعت تاليا وأحبائها معًا في وليمة خاصة للاحتفال بعيد الفطر، وهو العيد الذي يصادف نهاية شهر رمضان.

فتاتان، إحداهما متحمسة لشهر رمضان الأول لها، تحمل فانوسًا ملونًا، وصديقتها الداعمة، تسير إلى المدرسة في ضباب الصباح.  في وقت لاحق، تصطحب شابة الفتاة المتحمسة من المدرسة، ويذهبان إلى المسجد لصلاة العشاء، ويشعران بالسلام والتواصل.

فاض قلب تاليا بالسعادة وهي تنظر حولها إلى الوجوه المبتسمة لعائلتها وأصدقائها. أدركت أن رمضان لا يقتصر على الصيام فقط؛ لقد كان وقت الحب والرحمة والوحدة. عرفت تاليا أن الدروس التي تعلمتها خلال هذا الشهر السحري ستبقى معها إلى الأبد. بقلب مليئ بالامتنان، أغمضت تاليا عينيها، وأحست بدفء أحبائها المحيطين بها، ونامت وهي تعلم أنها قد بدأت رحلة جميلة من الإيمان والمحبة.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

19

followers

3

followings

1

similar articles