لقد تمزق حذائي

لقد تمزق حذائي

0 المراجعات

  حذائي المقطوع 





 

تذكرت منذ كان عمري ١١ من السنوات عندما كنت مع أمي في السوق ونظرت فجأة ووجدت حذائي مقطوع ولا أعرف من الذي قطعه وأين تم قطعه ولا أعرف أي شى سوي أني وجدته مقطوع، هل حدث شي لا ادري!!! 

اسمي ليلى عمري ٢٢ سنة كنت اعيش في قرية صغيرة مع  اهلي في سوهاج وكنت أشعر بالرضا والسعادة في حياتي البسيطة مع امي وابي واخواتي الا ان توفي ابي في حادث سيارة كان يقودها لانه كان يعمل سواقاً ففجاة جاء خبر موت أبي وكنت وقتها ادرس بالمدرسة وأمي كانت بالمنزل فنادي المدرس وطبطب على كتفي وكان عمري وقتها ٩ سنوات وعرفت بعدها ان ابي توفي وكنت ابكي كثيراً ولم أكن أصدق خبر وفاته وكان المدرس صاحب ابي فكان يساعدنا بقدر المستطاع من اكل ولبس ومال الا ان توقف عن ذلك بسبب ظروف الحياة الصعبة وظل الوضع لدينا يائس جداً في المنزل واخبرت امي وقتها انني سأترك المدرسة واعمل لأصرف على البيت لاني كنت أكبر اخواتي فرفضت امي بشدة وقالت لي لابد من أستكمال تعليمي وسيقف الله بجانبنا، كانت أمي وقتها تتوسل لأعمامي لكي يصرفوا علينا ولكنهم رفضوا مساعدتنا وكانوا يتصرفون في المال كله ولا ناخذ منه أي شئ، وصارت امي تعمل ليل مع نهار حتى تكفى لنا أكل كل يوم ولا تشعرنا ان الحياة تضغط عليها، لكن كنت احس بذلك وفي كل مرة تقول لنا أنا واخواتي ان الله لن يتركنا وحدنا وسنمضي من هذه المحنة يوماً ما وكنت اعمل جاهدة واتفوق في دراستي لكي أكبر واساعد عائلتي واجعلهم سعداء، وكانت امي لا تقصر معنا في اي شي رغم ما تمر به من ضغوط وعاهدت نفسي وامي ان اتفوق وأصبح من الأوائل كي أحقق لها ما تتمناه وتفتخر بي وكنت فعلاً اطلع من الأوائل وكانت امي سعيدة بي حقاً وتقول الله يحفظك يا بنتي وكنت أسعى جاهدة حتى انقذ عائلتي من هذه الظروف المؤلمة وعندما وصلت لأجازة نصف العام كنت أعمل مع أمي اساعدها حتى وصل عمري ١١ من السنوات وقبل ان يأتي العيد قالت لي أمي سأشتري لكي حذاءً جديداً قولت لا يا أمي لا احتاج لحذاء، قالت انتي لا تملكين حذاء جديداً وفعلاً اشترت امي لي حذاءً وكنتُ سعيدة به ومضى العيد وذهبت مع امي الي السوق بالحذاء الجديد فكنت فرحانه بيه كثيراً وفجأة وجدت حذائي مقطوع ولا أعلم من الذي قطعه فنظرت حولي وفجأة وجدت ولد بيده آله وكان قريباً مني ومضى مسرعاً وفر سريعاً وقولت له انت الذي قطعت حذائي فبكيت كثيرا وعلمت امي ان حذائي انقطع وفجأة وجدنا انا وامي رجلاً يبدوا عليه العني والعز ياتي نحونا ويقول لنا انا متأسف جدأ فتعجبنا لماذا يتأسف لنا هذا الرجل فقال الرجل ابني هو الذي قطع حذائكِ، لقد اعترف لي بذلك فنحن اليوم تجولنا بالسيارة وفجأة تعطلت سيارتي ونزلت الي السوق واخذ ابني يلعب ووجد آله حادة على الأرض وكان قريباً من حذائِك وقطعه من دون قصد واعتذر لنا مرة ثانية وقال لي سأشتري لكي حذاءً جديداً وبدل الحذاء اثنان وكل شئ تطلبوه فقالت امي نحن لا نريد شئ فقال الرجل لا يرتاح ضميري حتى أشتري لكي مكانه حذاءً جديداً واوصلنا بالسيارة الي المنزل بعد تصليحها وفجأة عرض هذا الرجل مبلغ من المال على امي ولكن امي رفضت وقال لها هذا رقم تيلفوني اذا احتجتم اي شئ ولكن امي لم تهتم لأنها كانت منشغلة بالحياة وضغوطها وكنت انا مبسوطة بالحذاء الجديد الذي اشتراه لي هذا الرجل فكان أجمل من حذائي المقطوع وتمر الأيام واكبر ليصبح عمري ٢٢ سنة وتخرجت من الجامعة وكنت اعمل لأساعد والدتي في مصاريف البيت، فأذن فجأة يدق جرس الباب لأنظر واذا بهذا الرجل الذي اشتري لي حذاءً جديداً لم انسي شكله وكان معه ابنه الذي قطع لي الحذاء لقد كبر وأصبح شاباً وقولت له تفضل فقال لي : هل تعرفيني؟؟ 

قولت :نعم 

فاخرج حذائي المقطوع وقال هل تذكرتي؟ 

قولت نعم قال فقد احتفظ بيه ابني طيلة هذه السنوات لانه كان يريد أن يعتذر مني فقولت له : هذا مضى عليه سنيين وانا نسيت فاخذت ابكي وتذكرت عناء وشقاء امي وقتها في هذه الفترات الصعبة وعرض ابنه على امي ان يتزوجني فوافقت امي وانا كذلك وافقت وبعد فترة ليست بعيدة تزوجنا وانتقلنا جميعاً الي فيلا يمتلكها هذا الرجل وعيشت اسعد ايام حياتي واخيراً وجدت السعادة على وجه امي واخواتي وكل هذا بسبب حذائي المقطوع…. 

شكرا لقرأتكم (الي اللقاء

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

1

followers

0

followings

1

مقالات مشابة