ما وراء الأسطورة.. حكايات وأساطير عن تأسيس روما
تنسجم العديد من المدن القديمة مع أساطير وقصص غامضة، وتأسيس مدينة روما، واحدة من أقدم المدن في التاريخ، بأساطير وحكايات تمتزج بالواقع والخيال، ففي إبريل من العام 753 قبل الميلاد، تمت رسميًا إنشاء هذه المدينة الرائعة، وبدأت تجذب السكان إليها بتلك الفترة، ومن خلال جاذبيتها، نمت المدينة ببطء لتشمل المستوطنات الريفية على هضبة بالاتين، مما جعلها مركزًا حضاريًا مهمًا في العالم القديم.
تروي أسطورة تأسيس روما بتفاصيل مشوقة، حيث يتولى نسل يولوس الحكم لفترة طويلة، ويصل الأمر إلى الملك بروكاس، الذي يوصي قبل وفاته بأن يخلفه ابنه الأكبر "نوميتور"، لكن الابن الأصغر "أموليوس" يختلس الحكم ويقتل أخوة ويعين ابنة أخيه "ريا سيليفيا" ككاهنة للربة "فيستا" لتحرم من الإنجاب، ومع ولادة توأم من ريا، تُسلّم للملك أموليوس، وعندما يسألها عن هوية الأب، تُخبر أنه مارس إله الحرب الروماني، ويأمر الملك بسجنها ورمي التوأم في نهر التيبر، ولكن يقوم عبد بوضعهم في صندوق ويرميهم في النهر، حيث تأتي ذئبة تجدهم وترضعهم، ثم يعثر عليهم راعي فقير في نهاية المطاف.
وفقًا لموسوعة تاريخ العالم، تشير أسطورة مختلفة إلى أن المدينة اكتسبت اسمها من إمرأة تُدعى روما، التي رافقت الآلهة إينياس والناجين الآخرين من طروادة بعد سقوطها، عندما وصلوا إلى ضفاف نهر التيبر، عارضت روما والنساء مغادرة الرجال، وقادت النساء في النهاية عملية حرق الأسطول الطروادي، وانقطعت بهن السُبل في الموقع الذي ستتأسس عليه المدينة فيما بعد.
تظهر شخصية إينياس الطروادي في هذه الأسطورة وبشكلٍ أكثر شهرة في ملحمة الإينيادة لفيرجيل، حيث يُصوّر كمؤسس لروما وسلف لرومولوس وريموس، مما يجعل الربط بين روما وعظمة طروادة السابقة واضحًا.
مع ذلك، هناك نظريات أخرى تُربط بتسمية المدينة الشهيرة، حيث تشير إلى أنها قد تأتي من "رومون"، الاسم القديم لنهر التيبر، الذي كان مركزًا تجاريًا صغيرًا على ضفافه، أو قد تكون مشتقة من كلمة إترورية، مما يشير إلى أحد المستوطنات الإتروسكانية.
تحت عنوان "ما وراء الأسطورة.. حكايات وأساطير عن تأسيس روما"، تتجلى قصص وأساطير مشوقة تأخذنا في رحلة عبر الزمن إلى فترة بعيدة حيث شُيِّدت إحدى أعظم مدن العالم، تعود هذه الروايات إلى القرون الأولى قبل الميلاد، وتشكل جزءًا لا يتجزأ من تاريخ روما العريق.
