نورا و حارس القمر

نورا و حارس القمر

0 reviews

             الفصل الاول: لقاء تحت ضوء القمر 

image about نورا و حارس القمر

في قديم الزمان، حيث كانت السماء تلامس الأرض، وتتلألأ النجوم كأنها لآلئ متناثرة على بساط من حرير، كانت هناك قرية صغيرة تدعى "نورالين". كانت هذه القرية محاطة بغابات سحرية وجبال شامخة، وكان سكانها يعيشون في سلام تحت حماية "قمر الأبد"، وهو قمر سحري يضيء السماء كل ليلة دون أن يغيب أبدًا.

في هذه القرية، عاشت فتاة تدعى **نورا**، كانت تتمتع بجمال أخاذ وعيون لامعة كالنجوم. لكن جمالها لم يكن شيئًا مقارنة بقلبها الطيب وحبها للطبيعة. كانت نورا تخرج كل ليلة لتجلس تحت ضوء القمر، تحلم بعالم بعيد حيث الحب والأسرار تتشابكان.

في إحدى الليالي، بينما كانت نورا تجلس تحت شجرة قديمة، سمعت صوتًا غريبًا يأتي من الغابة. تبعته بقلب مليء بالفضول، حتى وصلت إلى بحيرة صافية تلمع تحت ضوء القمر. هناك، رأت شابًا وسيمًا يقف على سطح الماء، وكأنه جزء من الضوء نفسه. كان يرتدي درعًا فضيًا ويحمل رمحًا من نور.

عرفته نورا على الفور: إنه **حارس القمر**، الكائن الأسطوري الذي يحمي قمر الأبد ويضمن استمرار الضوء في سماء القرية. لكن ما أدهشها أكثر كان نظراته الحزينة، وكأنه يحمل سرًا ثقيلاً.

بدأ الاثنان بالحديث، وتعمقت صداقتهما مع مرور الأيام. اكتشفت نورا أن حارس القمر، الذي كان اسمه **ليان**، كان يعيش في وحدة منذ قرون، محبوسًا في مهمته الأبدية. كان قلبه يتوق إلى الحرية وإلى الحب، لكنه لم يكن يعرف كيف يتحرر من قيوده.

مع مرور الوقت، نمت مشاعر الحب بينهما، لكنهما عرفا أن علاقتهما مستحيلة. فليان كان مرتبطًا بالقمر، ولا يمكنه أن يعيش بعيدًا عنه. أما نورا، فكانت بشرية، وحياتها قصيرة مقارنة بحياته الأبدية.

في ليلة من الليالي، قررت نورا أن تضحي بكل شيء من أجل حبها. توجهت إلى كهف قديم في الجبل، حيث كان يعيش "الساحر الأبدي"، وهو كائن قوي يمكنه تغيير مصائر الكائنات. طلبت منه أن يحرر ليان من قيوده، حتى لو كان الثمن أن تفقد نورا ذاكرتها وتنسى كل شيء عن حبها.

وافق الساحر، ولكن بشرط: أن تتحول نورا إلى نجمة في السماء، لتظل قريبة من ليان دون أن تلمسه أبدًا. وافقت نورا بقلب مليء بالألم والأمل.

في تلك الليلة، تحولت نورا إلى نجمة لامعة في السماء، وأصبح ليان حرًا. لكنه، عندما اكتشف ما فعلته من أجله، قرر أن يبقى في السماء، يحرس القمر ويحرس نورا أيضًا. ومنذ ذلك اليوم، أصبحت النجوم حول القمر أكثر لمعانًا، وكأنها تحكي قصة حب أسطورية بين فتاة وحارس القمر.


 

         الفصل الثاني: سر البحيرة المنسية.                                       

بعد أن تحولت نورا إلى نجمة، عاش ليان في صراع داخلي بين شعوره بالحرية الجديدة والألم الذي سببه فقدانها. كان ينظر كل ليلة إلى النجم الذي أصبحت عليه نورا، ويحاول أن يتحدث إليها، لكنه لم يتلقَ أي رد. ومع ذلك، كان يشعر بأن نورا ما زالت تحيطه بحبها، حتى لو كانت بعيدة.

في إحدى الليالي، بينما كان ليان يتجول حول البحيرة حيث التقى بنورا لأول مرة، لاحظ شيئًا غريبًا: مياه البحيرة بدأت تتلألأ بضوء أزرق غامض، وكأنها تحاول أن تخبره بشيء. اقترب ليان بحذر، وفجأة، ظهرت صورة وجه نورا على سطح الماء. كانت تبتسم له، ثم اختفت بسرعة.

أدرك ليان أن البحيرة ليست عادية، بل هي "بحيرة الذكريات المنسية"، وهي مكان سحري يمكنه أن يكشف الأسرار المدفونة في أعماق النفوس. قرر أن يغوص في أعماق البحيرة ليكتشف ما إذا كان هناك أمل في إعادة نورا إلى حياتها السابقة.

عندما غاص ليان في المياه، وجد نفسه في عالم آخر، عالم من الضباب والأضواء المتلألئة. هناك، قابل **حارسة الذكريات**، وهي كائن أسطوري يحتفظ بكل الذكريات التي فقدها البشر والكائنات السحرية. كانت حارسة الذكريات امرأة عجوز ذات عيون لامعة، تحمل في يدها كتابًا ضخمًا من الذهب.

قالت له حارسة الذكريات: “أعرف لماذا أتيت، يا حارس القمر. نورا ضحت بذاكرتها من أجلك، لكن الذكريات لا تُفقد إلى الأبد. إنها هنا، محفوظة في صفحات هذا الكتاب. إذا أردت أن تعيدها إليها، يجب أن تدفع الثمن.”

سأل ليان: “وما هو الثمن؟”

أجابت الحارسة: “عليك أن تخاطر بحياتك. يجب أن تدخل عالم الأحلام، حيث تختلط الذكريات بالأوهام. هناك، ستجد شظية من روح نورا، وعليك أن تعيدها إلى جسدها النجمي. لكن احذر، فإذا ضعت في عالم الأحلام، قد تفقد نفسك إلى الأبد.”

image about نورا و حارس القمر

 


 

                  الفصل الثالث: عالم الأحلام 

وافق ليان دون تردد. قامت حارسة الذكريات بفتح بوابة إلى عالم الأحلام، ودخل ليان إلى عالم من الفوضى والجمال. كانت السماء مليئة بألوان لا وجود لها في العالم الحقيقي، والأرض تتغير باستمرار بين الغابات والصحاري والبحار.

في هذا العالم، قابل ليان كائنات غريبة، بعضها كان ودودًا والبعض الآخر خطيرًا. كان عليه أن يتبع الإشارات التي تركها حب نورا، والتي كانت تظهر كأضواء صغيرة تلمع في الظلام. بعد رحلة طويلة ومتعبة، وجد أخيرًا شظية من روح نورا، التي كانت على شكل نجمة صغيرة تطفو في الهواء.

لكن قبل أن يتمكن من أخذها، ظهر **ظل الأسى**، وهو كائن شرير يتغذى على المشاعر الحزينة. قال الظل لليان: “لا يمكنك أن تأخذها! الحزن هو ما يبقيني حيًا، وأنا لن أسمح لك بأن تسرقها مني.”

اندلع قتال عنيف بين ليان وظل الأسى، لكن ليان استخدم قوة القمر التي كانت لا تزال بداخله، وهزم الظل. أخذ شظية روح نورا وعاد إلى بوابة عالم الأحلام.

 


        

 الفصل الرابع: النهاية والأمل.                        

عندما عاد ليان إلى بحيرة الذكريات المنسية، قدم الشظية إلى حارسة الذكريات. قامت الحارسة بدمج الشظية مع النجم الذي أصبحت عليه نورا، وفجأة، بدأ النجم يتلألأ بقوة أكبر من أي وقت مضى.

ظهرت نورا مرة أخرى على سطح البحيرة، ولكن هذه المرة كانت بشرية. نظرت إلى ليان بابتسامة وقالت: “لقد وجدتني.”

لكن الفرح لم يدم طويلاً. حارسة الذكريات حذرتهما: “لقد أعيدت نورا إلى الحياة، لكن التوازن بين العالمين يجب أن يبقى. عليكما أن تعيشا في عالمين مختلفين: نورا في عالم البشر، وليان في عالم القمر. لكن يمكنكما أن تلتقيا كل ليلة عند البحيرة، حيث تلتقي السماء بالأرض.”

وافق الاثنان على هذه الصفقة، وعاشا في حب أبدي، يلتقيان كل ليلة تحت ضوء القمر، حيث تروي النجوم قصتهما الأسطورية للأجيال القادمة.

image about نورا و حارس القمر

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

1

followers

0

followings

1

similar articles