مؤسس نقابة الأطباء ورئيساً لجامعة القاهرة
بطل قصتنا لم يكن ابن أسرة ثرية ولكنه كان ابن أسرة قمة في بساطة الحالة ولكنه عاني واجتهد كما عانت معه أمه فكانت النتيجة في نهاية المطاف أن يصبح رئيساً لجامعة القاهرة
مبروكة خفاجي الأم المكافحة لأجل ابنها
إمرأة بسيطة أمية لا تقرأ ولا تكتب من محافظة كفر الشيخ ، أو إحدى قرى محافظة كفر الشيخ بمصر ، تزوجها رجل بسيط اسمه إبراهيم عطا ، وكان أيضاً فقر الحال إلى أبعد حد ، لدرجة أنه بعد الزواج بعدة أشهر طلق زوجته لضيق الحال بالرغم من أنها كانت في الأشهر الأخيرة من الحمل !!!
ذهاب الأم لمحافظة أخرى ومولد رئيسا لجامعة القاهرة.
بعد أن طُلقت مبروكة قررت أن تغادر كفر الشيخ وتذهب هي وأمها وأخوها وجنينها الذي في بطنها إلى الأسكندرية ، واستقرت هناك حتى وضعت مولودها الذي كان فيما بعد رئيساً لجامعة القاهرة وسمته علي وكان مولده يوم 10 أكتوبر عام 1880م.
اعتمدت في تربيتها لابنها علي على عمل الجبن وبيعها للجيران حولها ، فكانت تجني من ذلك مصاريفها ومصاريف ابنها ، وبعد سنوات كبر ابنها فأدخلته المدرسة الخديوية وعند حصوله على الشهادة الابتدائية تذكره أبوه فجاء ليأخذه ويخرجه من المدرسة ليلحقه بوظيفة بشهادة الابتدائية.
لكن الأم علمت بذلك ، فقامت الأم بتهريب ابنها من فوق أسطح البيوت ومن بيت لأخر حتى أخذت ابنها وذهبت به إلى القاهرة لتقيم به هناك ، وأدخلته المدرسة الخديوية في حي الجماميز - الموجودة حالياً بالدرب الأحمر- وكان عمل الأم أن تخدم في بيت عائلة السمالوطي لتنفق على ابنها .
وبعد سنوات من الكفاح والجد والاجتهاد تخرج ابنها وأدخلته كلية طب ، أتم دراسته وبعد ١٥ عام مرض السلطان حسين كامل بمرض خطير ، فلما وصفوه له وُجد أن عنده ورم سرطاني يجب أن يستأصل بجراحة خطيرة وفي ذلك الوقت كان عثمان غالب أحد أعظم علماء البيولوجيا ، فقال للسلطان علاجك بإذن الله عند الدكتور علي إبراهيم عطا ، وبالفعل نجح دكتور علي في العملية الجراحية فجعله السلطان طبيبه الخاص ولقبه بلقب البكوية ثم بعد سنوات لقب الباشوية.
وفي عام 1922م أصبح عميد كلية الطب في جامعة الملك فؤاد الأول - جامعة القاهرة حالياً - ثم رئيساً للجامعة عام 1940م وفي نفس العام أصبح وزيراً للصحة في وزارة حسن صبري ثم في نفس العام أسس نقابة الأطباء وكان أول نقيب لأطباء مصر ، وأسس مستشفى الجمعية الخيرية بالعجوزة .
وفي يوم 28 يناير 1947م فقدت مصر طبيبنا وفي اليوم الثاني خرجت جموع الشعب لصلاة الجنازة رحم الله الدكتور علي عطا إبراهيم .