قصة جن أم الورود القرية الملعونة الجزء الثانى.
الجزء الثانى
وصف الشاب الطريق لياسر و الاصدقاء وبعد ان شكروه توجه الجميع الى المنزل المنشود منزل الراعي سالم ، تعجب ياسر من الكلمات التي نطق بها ذلك الرجل العجوز ، فكما ذكرنا في الجزء السابق قال الرجل العجوز اثناء انصراف ياسر و الاصدقاء : لعنكم الله انتم و ذلك الراعي سالم ، طوال الطريق كان ياسر يفكر في سبب قول الرجل العجوز لهذه الكلمات ، و بدأت الاسئلة تتهاطل على ياسر ، هل لهذا الرجل صلة بموت الراعي سالم ؟ هل يعلم شيئا ما حدث في هذه القرية ولا نعلم به نحن ؟.
هذه الاسئلة و غيرها الكثير كانت تدور في ذهن ياسر ، وصل الاصدقاء الثلاثة الى منزل الراعي سالم وكان الى جوار المنزل تلك الحظيرة الصغيرة التي وُجد فيها سالم مقتولا ، كان المنزل شبيه بجميع منازل القرية ولكن المرعب كان شكل الحظيرة ، فلونها اسود قاتم اما الباب فلونه ابيض ، قال طارق : ما رأيكم ان ندخل الى الحظيرة لنرى ما بها ؟ ، رد عليه ياسر : لا اتتذكرون ان سالم تم العثور عليه مقتولا بها ، قال طارق : هذا هو السبب الذي ارغب في دخول الحظيرة من اجله ، ما رأيك يا حسن ؟ ، قال حسن : حسنا لندخل الى الحظيرة.
على الرغم من محاولات ياسر منع صديقيه من الدخول الى الحظيرة الا انهما كانا مصران جدا ، دخل كلا من طارق و حسن الى الحظيرة ولكن بعد ثواني معدودة خرجا مسرعين ، وقف حسن وطارق امام الحظيرة ثم عاد طارق الى الداخل اما حسن فقد ذهب الى ياسر ، تعجب ياسر مما رآه و سأل حسن ماذا هناك و اين ذهب طارق ؟ ، قال حسن : ان طارق مجنون ما ان دخلنا الى الحظيرة حتى انقطعت انفاسنا فهناك رائحة نتنة جدا ، قال ياسر : بالطبع ستكون الرائحة هكذا فلا تنسى ان هذه الحظيرة كان بها مواشي وهي الآن مهجورة.
كانت الصدمة عندما اخبر حسن ياسر بان الرائحة لم تكن رائحة مواشي بل كانت رائحة دم ، شعر ياسر بالخوف من هذه العبارة واخذ يسأل : كيف لمكان مهجور كهذا منذ اعوام عديدة ان يكون به رائحة الدم ؟ ، قرر ياسر الدخول الى الحظيرة لاحضار صديقه طارق بها ، دخل ياسر الى الحظيرة و رأى طارق ممسكا بشيئ ما في يده و يتفحصه ، قال ياسر : ايها المجنون كيف تدخل الى هذه الحظيرة لوحدك و رائحة الدم في كل مكان ؟ ، قال طارق : هناك امر عجيب بهذه الحظيرة يا ياسر.
قال ياسر ماذا هناك : قال طارق اولا عندما دخلت شعرت بان الجو بارد ولكن نحن في فصل الصيف الامر الآخر اني رأيت شارة خاصة بالشرطة ملقاة على الارض هذه الشارة التي يضعها الظباط فوق اكتافهم ، طلب ياسر من طارق ان يعودوا ادراجهم خاصة ان الليل قد اقترب ، خرج ياسر و طارق من الحظيرة فوجدا حسن يخرج من منزل الراعي سالم وهو متعجب ويقول : يا اصدقاء لقد عثرت على اغراض الطفل ابن الراعي سالم وهي كما هي ، هنا صرخ ياسر في وجه صديقيه قائلا : ارجوكم هيا بنا نذهب لقد اقترب موعد غروب الشمس اتركوا ما في ايديكما وهيا بنا.
عاد الجميع الى السيارة وتركوا خلفهم القرية ، كان الجميع يشعر بالحيرة و الاستغراب مما رأوه على الرغم من انه لم يكن شيئا مرعبا الا ان السؤال الذي كان يشغل بالهم هو كيف لهذه الاشياء الخاصة بالراعي سالم و ابنه ان تظل كما هي على حالها كل هذه الاعوام ، بعدها وصل الجميع الى منازلهم ، كان طارق يشعر بالنعاس فذهب الى غرفته وغط في نوم عميق ، اثناء نوم طرق شعر و كأن هناك من يهمس في اذنيه بصوت خافت : طارق يا طارق هيا استيقظ ، افاق طارق وهو يشعر بالنعاس فكانت الصدمة عندما فتح عينيه.
وجد طارق نفسه في مكان مألوف بالنسبة له ، نعم وجد طارق نفسه في الحظيرة التي تركها منذ ساعات قليلة ، وكان يرتدي ثوب ليس ملكه كان لونه اسود ، التفت طارق يمينا و يسارا فوجد في زاوية الحظيرة فتاة ترتدي رداءا اسود و معطف اسود كبير تلفه حول رأسها ، كانت هذه الفتاة ممسكة في يدها سكين وقالت بصوت مرعب و مخيف : هيا يا طارق لقد حان وقت التضحية ، رد عليها طارق وهو يرتجف من الخوف : من انتي ؟ كيف جئت الى هنا ؟ ماذا ستفعلين بي ؟ ، ضحكت الفتاة وقالت :انظر خلفك يا طارق ، التفت طارق خلفه فوجد صديقه حسن.
كان حسن مربوط من قدميه و يديه وكان فاقدا للوعي ، اقتربت الفتاة من طارق واعطته السكين وقالت له هيا افعل ما هو مطلوب منك واعدك بالا يشعر صديقك يأي شيء ، القى طارق السكين من يده وانطلق مسرعا الى حسن وحاول فك الحبل من حول يديه ولكن الحبل كان وكأنه جزء من يد حسن ، قالت الفتاة لطارق : لا تحاول ايها المسكين فلن تتمكن من فعل اي شيء ، وصرخت في وجهه قائلة : اذا لم تقم بما آمرك به فسوف يكون مصيرك مثل مصير الراعي سالم و ذلك الظابط.
فجأة استيقظ طارق من النوم على صوت المنبه ، اخذ طارق يردد : الحمد لله انه كان مجرد كابوس ورحل ، نعم كان طارق سعيدا ولكن سرعان ما تلاشت هذه الفرحة ، فقد وجد طارق نفسه مرتديا نفس الثوب الاسود الذي كان في تلك الحظيرة ، شعر حينها طارق بخوف شديد واخذ يفكر ماذا يفعل ، قرر طارق ان يتصل بحسن فكان رد حسن : من الجيد انك اتصلت يا طارق لقد كنت ارغب في محادثتك ، قال طارق :ماذا بك يا حسن هل انت بخير ؟ ، رد حسن : ارجوك تعال الي الآن انا في انتظارك.
ذهب طارق الى حسن و شعر طارق بالاستغراب من منظر حسن حيث كان يبدوا واضحا عليه ان حسن لم ينم منذ البارحة ، قال طارق : هيا اخبرني ماذا تريد يا حسن ما الذي حدث لك ؟ ، قال حسن : منذ جئنا من تلك الرحلة الملعونة وانا اسمع صوت صراخ طفل في المنزل ، قال طارق : ربما يكون صوت احد اطفال الجيران و يشعر بالمرض مثلا ، قال حسن : يا طارق ان جميع المنازل حولنا ليس لديهم اطفال بهذا العمر حتى يصرخون الصوت من هنا من منزلي!!!.
قال حسن : يا طارق هل حدث معك اي شيء مريب ، قال طارق وهو متردد و الرعب واضح في عينيه : نعم يا حسن لقد رأيت حلم وليس حلم عادي بل انه كابوس بمعنى الكلمة ، قال حسن : وماذا كان هيا اخبرني ، قال طارق : لقد رأيتك وانت مربوط في تلك الحظيرة وهناك فتاة تريد مني ان اقوم بذبحك ولكني رفضت القيام بذلك ، قاطع حسن كلام طارق وقال : حمدا لله انه مجرد حلم ، قال طارق : لم يكن حلما عاديا يا حسن فقد كنت ارتدي ملابس سوداء ليست ملابسي في الحلم وعندما استيقظت كنت مرتديا نفس الملابس ، هنا شعر حسن بصدمة كبيرة وتسلل الرعب الى قلب كلا منهما.
الى اللقاء فى الجزء الثالث