*شبه قصة عمادالدين زنكي رحمه الله بواقعنا*
قصة عماد الدين زنكي رحمه الله. ذكرنا في المقالة السابقة اهمية التاريخ. وذكرنا اهمية التاريخ الاسلامي الاسلامي بشكل خاص وذكرنا اهمية قصة عماد الدين زنكي بشكل اخر. والواقع ان عماد الدين زنكي شخصية من الشخصيات المحورية في تاريخ الامة الاسلامية. وقصة عماد الدين زنكي ليست فقط مهمة لأنه بنى امة. . ولكن لان الفترة التي عاش عماد الدين زنكي تشبه الى حد كبير الفترة التي نعيشها الان. لعلها اكثر شبها من فترة نور الدين محمود ومن فترة صلاح الدين الايوبي.
بمعنى ان الجهد الذي يجب ان نبذله لتحليل ودراسة وفقه هذه الفترة يتقدم على الجهد الذي يجب ان نبذله لتحليل ودراسة فترة نور الدين محمود وصلاح الدين الايوبي رحمهم الله جميعا. لان صلاح الدين استلم حكم امة بذل فيها الكثيرون والكثيرون جهدا كبيرا. استلم حكم امة تضم مصر والشام. كان جهد نور الدين محمود فيها مشكورا ومبزولا وكبيرا ومن قبله كان عماد الدين زنكي الذي نحن بصدد الحديث عنه. هذا الرجل الذي بدأ بالا شيء بدأ من مدينة صغيرة ثم اتسعت دولته بعد ذلك وورثها بعد ذلك نور الدين محمود ثم صلاح الدين الايوبي رحمهم الله جميعا. هذا الرجل عاصر هي اشبه ما تكون بالحروب التي نعيشها الان. الحروب الصليبية.
جورج بوش كما رأيتم عندما دخل الى ارض العراق قال كلمة هي لم تكن فلتة لسان كما يقولون قال نحن في حرب صليبية،هو لا يقول هذا الكلام بغير قصد،الحرب الصليبية كما ذكرنا في الحلقة السابقة عند الاوروبيين وعند الغربيين لها انطباعات ايجابية كثيرة. تحمل عندهم معاني الحرب النبيلة،الحرب المقدسة،حملات المجاهدين،حملات الحجاج،لها اسماء كثيرة في تاريخهم تعظم من هذه الحرب وهذا هو التاريخ المزور حقيقة مع كل المجازر التي ارتكبوها باسم المسيح عليه السلام، وباسم الصليب،وباسم الحرب المقدسة،وما الى ذلك فعلوا الافاعيل في العالم الاسلامي، فهذه الكلمات التي قالها بوش لم تكن مجرد كلمات فلتة لسان او خطأ عابر انما كان يقصدها، وهي حرب صليبية تشبه الى حد كبير الحرب التي مرت بها الامة الاسلامية منذ عدة قرون. ا
لغزو الذي قام به الصهاينة على ارض فلسطين والدولة التي اقاموها في ارض فلسطين هي اكثر ما يمكن ان يكون شبها بممالك الصليبية التي قامت على ارض فلسطين والشام وتركيا في ايام الحروب الصليبية، لان هذا الغزو الصهيوني غزو استيطاني لم تكن الجيوش الصهيونية التي اتت الى ارض فلسطين جيوشا عابرة تأتي لتحارب في معركة تنتصر فقط انما جاءوا ليعيشوا،جاءوا ليستوطنوا ،وهكذا كانت ايضا الحروب الصليبية. جاء الصليبيون الى ارض الشام وارض فلسطين جاءوا بأولادهم، ونسائهم، واموالهم، جاءوا ليعيشوا. لم يجيئوا البلاد ليحققوا نصرا في موقعة او في موقعتين ثم يعودوا بعد ذلك الى اوروبا انما جاءوا ليستوطنوا في هذه البلاد فما اكثر الشبه الذي كان بين هذه الحروب وبين الحروب التي نعايشها الان؟
في هذه الحروب القديمة رأينا اتحاد فرنسا مع حتى دول بعيدة مثل الدنمارك والسويد وغيرها رأينا كل هذا الاتحاد فيما يسمى بقوات التحالف التي جاءت من اماكن مختلفة لتمارس حربا مع المسلمين وكذلك نراه الان. رأينا تشتتا للمسلمين وتفرقا،رأينا عددا هائلا من الدول الاسلامية في ذلك الزمن. وسنأتي باذن الله على شيء من التفصيل الى هذا الامر. وكذلك نرى في واقعنا المعاصر ان العالم الاسلامي مشتت ومفرق. رأينا بعدا عن كتاب الله عز وجل ،وعن سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم،رأينا المعاصي ،والذنوب ،والآفات الكثيرة ،وكذلك نراها في زماننا الآن. فاذا وجدنا بعد كل هذا التشابه رجلا يضع يده على المفاتيح الصحيحة لازمتنا. على اول الطريق الصحيح فانه من الحماقة بمكان ان نترك هذا التاريخ. الا نحلل هذه القصة وان ندرس العظات والعبر والدروس المستفادة من خلال هذه القصة المجيدة وهذه القصة المهمة قصة عماد الدين زنكي رحمه الله. سؤال لابد ان نقف امامه اذا تحدثنا بهذا الثقل عن عماد الدين رحمه الله.
هل التاريخ يا اخواني تاريخ افراد ام تاريخ شعوب؟ البعض من العلماء ينكر علينا اذا تحدثنا عن قصة رجل على انه هو الذي غير محور التاريخ. عماد الدين زنكي ،نور الدين محمود، صلاح الدين الايوبي، محمد الفاتح ،قلب ارسلان، موسى ابن نصير. اسماء لا يمكن ان ينساها التاريخ. لكن هل كون هذا الانسان من لا شيء؟ هل لم تكن له بيئة تربى فيها؟ هل قاتل بمفرده؟ ام قاتل مع شعب او مع جيش؟ انا اقول يا اخواني ان هذا الصراع الفكري بين العلماء وبين المؤرخين. هل التاريخ تاريخ شعوب؟ ام التاريخ تاريخ قادة؟ هذا الصراع فكري انا اقول انه لا معنى له.حقيقة .لا يمكن لقائد من القواد ان ينتصر في معركة بغير جيش،وبغير شعب. وكذلك لا يمكن لشعب من الشعوب، او لجيش ،من ان ينتصر بغير قائد محنك وقائد فاهم وقائد يعرف الاصول التي يجب بها ان يقود امة او يحرك ذلك،نحتاج الى قائد ،ونحتاج الى شعب،نحتاج الى مجدد ونحتاج الى من يتربى على يد هذا المجدد. لينقلوا الامة نقلة حضارية. اذا افتقدنا احد العاملين فلا امل في القيام. ان وجد عندنا القائد الفذ وليس معه شعب فلا يمكن ابدا ان نتحرك الى الامام. واذا وجد عندنا شعب ولم يستطع ان يفرز قائدا حكيما ربانيا. الشعب لا يمكن ابدا ان يخرج من ازمته. على سبيل المثال هناك قائد من اعظم القوات في تاريخ الانسانية. هناك قائد انا احسبه من اعظم خمسة قوات في تاريخ البشر. وهو موسى عليه السلام. هذا قائد من اولي العزم لكنه كان يقود شعبا فاشلا، كان يقود شعبا تعيسا، شعبا بائسا،شعبا لم ينظر ابدا الى العلا. هذا القائد مع كل ما اتاه الله عز وجل من قوة. قوة في الجسد ،وقوة في العلم،وقوة في حسن البيان،وقوة في المنطق،وفوق كل ذلك وقوة الخطاب المباشر مع رب العالمين سبحانه وتعالى وكلم الله موسى تكليما. الا انه مع كل هذه الامكانيات وشعب فاشل لم يستطع ان يدخل بشعبه الى الارض المقدسة. يا قومي ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم القصة طبعا لها تفسيرات كثيرة كلكم يعرفونها هذا قائد ناجح مع الشعب الفاشل لم يحقق شيئا. انظر على الجانب الاخر خالد الوليد رضي الله عنه وارضاه. ابو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه وارضا، عن نعمان بن مقرن، صلاح الدين، عماد الدين ،نور الدين. هذه الاسماء لم توجد في شعب فاشل. انما وجدت في شعب صالح، في جيش صالح. استطاعت بهذه الامة الصالحة ان تغير من الاحداث وعندما اتحدث عن الشعب انا اعني الشعب ولا اعني فقط الجيش. الجيش ممكن يكون عدده عشرة ألاف او اثنى عشر الفا لكن حول هذا الجيش دوائر كثيرة جدا. حول هذا المقاتل زوجة وقفت الى جواره في هذه المعركة. حول هذا المقاتل مربي وعالم وشيخ افرز معلومات مهمة جدا دخلت في ذهن هذا القائد فربي على هذه المعاني. حول هذا القائد اطفال تتوق نفوسهم الى الجهاد في سبيل الله عندما رأوا ازمة الامة. وكلنا ينظر الى حال الامة الاسلامية في زمان حبيبنا صلى الله عليه
يتبع....