رواية الأعمى وكنز الصحراء

رواية الأعمى وكنز الصحراء

0 المراجعات

## الأعمى وكنز الصحراء

### الفصل الأول: الوحي

في قرية نائية وسط الصحراء الشاسعة، عاش رجل أعمى يُدعى عمران. كان عمران رجلًا حكيمًا، يحفظ التراث الشفوي للقرية ويروي القصص لأطفالها. لم يكن فقدان البصر عائقًا أمامه، بل كان يمتلك بصيرة نافذة وحكمة عميقة.

في ليلة هادئة، بينما كان عمران جالسًا تحت سماء مرصعة بالنجوم، سمع صوتًا داخليًا يخاطبه: "يا عمران، هناك كنز مخفي في أعماق الصحراء، وستكون أنت من يجده." اهتزت أوصاله من الوحي الذي تلقاه، وشعر بأن القدر قد اختاره لمهمة عظيمة.

### الفصل الثاني: الرحلة

عزم عمران على الانطلاق في الرحلة، رغم تحذيرات أهل القرية وخوفهم عليه. رافقه في رحلته ابن أخيه الشاب، ناصر، الذي كان يتصف بالشجاعة والوفاء. جهزا الجمال بالمؤن والماء، وانطلقا في الصباح الباكر قبل شروق الشمس.

كانت الرحلة شاقة، والحرارة لاهبة. لكن عمران كان يستمد القوة من الإيمان بالوحي الذي تلقاه. كان ناصر يقود الجمال، بينما كان عمران يسترشد بالحواس الأخرى التي تعززت لديه بعد فقدانه للبصر.

### الفصل الثالث: الاختبارات

بعد أيام من الترحال، وصلا إلى واحة صغيرة، كانت تعج بالحياة. قررا أن يستريحا قليلًا ويعيدان ملء المياه. هناك، التقيا برجل مسنّ يدعى زيد، كان يعرف الكثير عن الصحراء وأسرارها. عندما سمع زيد بقصة عمران، أخبره بأن الكنز ليس بالضرورة ماديًا، بل قد يكون شيئًا ذا قيمة أكبر.

واصل عمران وناصر رحلتهما، مواجهين العواصف الرملية والصعاب. في كل مرة كانوا يواجهون فيها اختبارًا، كان عمران يتذكر الوحي ويستمد منه القوة.

### الفصل الرابع: الكنز

في يوم ما، وبينما كانوا يجتازون كثبانًا رملية، شعر عمران بشيء غريب تحت قدميه. حفر ناصر في الرمال واكتشف صندوقًا قديمًا. فتحا الصندوق ليجدا داخله مخطوطات قديمة وخرائط ووثائق تحكي تاريخ القرية وقصص الأجداد.

كانت هذه الوثائق كنزًا حقيقيًا، إذ أنها تحفظ التراث والثقافة، وتؤكد أن المعرفة هي الكنز الأعظم. عاد عمران وناصر إلى القرية حاملين معهم هذا الكنز الثمين.

### الفصل الخامس: العودة

عند عودتهما، استقبل أهل القرية عمران وناصر بالترحاب والفخر. قام عمران بمشاركة الوثائق مع الجميع، وأصبحت القرية معروفة بتراثها الغني. 

أدرك الجميع أن الكنز الحقيقي لا يكمن في الذهب أو الفضة، بل في المعرفة والتاريخ والحكمة التي يمكن أن تنقل للأجيال القادمة. وهكذا عاش عمران، الأعمى الذي أبصر ببصيرته ما لم يبصره الآخرون بأعينهم، بطلًا في نظر قريته وأجيالها المتعاقبة.

### الخاتمة

في نهاية المطاف، تعلم الجميع أن الإيمان والهدف والشجاعة يمكن أن توجه الإنسان نحو اكتشاف الكنوز الحقيقية في الحياة. وكان عمران مثالًا حيًا على أن البصيرة والحكمة يمكن أن تغني الإنسان عن البصر، وأن الطريق إلى الكنز يبدأ بإيمانك بنفسك ورسالتك في الحياة.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

1

متابعهم

1

مقالات مشابة