زينه والالوان الضائعه

زينه والالوان الضائعه

2 المراجعات

زينة والألوان الضائعة

في بلدة صغيرة جميلة، كانت تعيش فتاة صغيرة تُدعى زينة. كانت زينة تحب الرسم كثيرًا، وتحب الألوان بكل أشكالها. كان لديها دفتر رسم خاص بها، حيث ترسم كل يوم رسومات مدهشة بألوان زاهية تعكس جمال العالم من حولها.

لكن في صباح يوم غريب، عندما استيقظت زينة وفتحت دفترها، اكتشفت أن الألوان في كل رسوماتها قد اختفت! أصبحت الرسومات كلها رمادية، لا حياة فيها ولا سحر. شعرت زينة بالحزن، فهي لم تعد ترى ألوانها المحبوبة التي تعبر بها عن مشاعرها.

البحث عن الألوان

قررت زينة أن تكتشف ما حدث لألوانها. جلست تفكر، وفجأة تذكرت أن جدتها أخبرتها ذات مرة عن "سيدة الألوان" التي تعيش في قوس قزح. قالت الجدة إن هذه السيدة تتحكم في جميع الألوان في العالم، وإنها فقط من يستطيع أن تعيد الألوان الضائعة.

دون تردد، قررت زينة أن تبحث عن سيدة الألوان. حملت دفترها الرمادي وانطلقت لتجد قوس قزح الذي يظهر بعد المطر. مرت الأيام، وزينة تجوب الحدائق والطرق، لكنها لم تجد أي أثر لقوس قزح. وبدأ قلبها يمتلئ باليأس.

لقاء الحكيم

بينما كانت جالسة تحت شجرة كبيرة، ظهر أمامها عصفور صغير. قال العصفور: "أرى أنك حزينة يا زينة. هل يمكنني مساعدتك؟". أخبرته زينة قصتها، وابتسم العصفور قائلاً: "هناك حكيم يعيش في قمة الجبل، وهو يعرف كل شيء عن الألوان. ربما يستطيع مساعدتك".

توجهت زينة إلى الجبل العالي، وبعد رحلة شاقة، وصلت إلى قمة الجبل حيث قابلت الحكيم العجوز. كان يجلس بهدوء على صخرة كبيرة وينظر إلى السماء. قالت له زينة: "أيها الحكيم، ألواني قد ضاعت ولا أستطيع الرسم بدونها. هل يمكنك مساعدتي؟".

ابتسم الحكيم وقال: "الألوان ليست في دفتر الرسم فقط، يا زينة. الألوان موجودة في قلبك. إذا أردت استعادتها، عليك أن تبحث عنها داخلك، وتبدأ بتلوين حياتك بالأفعال الطيبة والابتسامة".

عودة الألوان

لم تفهم زينة في البداية ما قاله الحكيم، لكنها قررت أن تجرب. عندما عادت إلى بلدتها، بدأت تتصرف بلطف مع كل من حولها. كانت تساعد جيرانها، وتلعب مع الأطفال، وتبتسم في وجه كل من تلتقي به. وكلما فعلت شيئًا جميلًا، لاحظت أن بقعة صغيرة من الألوان تعود إلى دفترها. كان اللون الوردي يظهر عندما تبتسم، والأخضر عندما تساعد الآخرين، والأزرق عندما تنشر الفرح بين الناس.

بمرور الأيام، عادت جميع الألوان إلى دفتر زينة، ولكن بطريقة أجمل وأكثر بريقًا من ذي قبل. أدركت زينة أن الألوان ليست مجرد شيء نراه، بل هي انعكاس لما نحمله في قلوبنا من حب ولطف وسعادة.

النهاية

أصبحت زينة ترسم كل يوم، لكنها لم تعد تعتمد فقط على الألوان في صندوق الألوان الخاص بها، بل كانت تعطي رسوماتها الحياة من خلال أفعالها الطيبة. ومنذ ذلك اليوم، لم تعد الألوان تختفي أبدًا، لأنها أصبحت جزءًا من حياة زينة ومن قلبها.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

4

متابعين

2

متابعهم

1

مقالات مشابة