ولاد جبر الغول
ولاد جبر الغول
كان فى حارتنا زمان عائلة تدعى عائلة جبر الغول وكانت عائلة فاحشة الثراء
وكانوا معروفين بالتجارة فى السلاح وايضا بتجارة الاثار وكان كبيرهم المعلم
جبر الغول نموذج متجسد للجبروت والقسوة كان يمشى بسلاح ميرى ظاهر
لكل من يراه .
وكلما نشبت مشاجرة فى الشارع يرفع سلاحة فى الهواء ويطلق عدة اعيرة
نارية ليهدء الجميع فورا وتنطفئ نار العركة الجميع يخشاه ويخاف سطوتة وهو
زعيم المنطقة لاصوت يعلو فوق صوتة اما اولادة فهو له ثلاثة من البنات وابنا
وحيد وهو الاصغر ويدعى مصطفى اما البنت الكبرى فهى سومية زوجة احد
صبيان المعلم جبر ويدعى سعيد الجحش الزراع الايمن للمعلم جبر والبنت
الثانية كانت تسمى عيشة وهى متزوجة من محمود الاعور وكان الذراع
الايسر للمعلم الكبير ومساعد عديلة سعيد الجحش وكان اعور العين اليسرى
اما البنت الثالثة دلوعة المعلم فكانت تدعى سحر وزوجها امين شرطة يدعى
اشرف الكنج وكان فاسدا فى عملة بالقسم ويتلقى رشاوى من اجل ان يمرر
مصالح الناس او يساعدهم فقد كان امين شرطة فى المرور وله معارف
ومحسوبيات وكانت سحر مكرهة بالزواج منه رغم انها من اجمل بنات المعلم
جبر واكثرهن انوثة وكثير ماتمنى القرب منها الرجال والمعلمين الا انها احبت
شابا فقيرا كان متفوقا فى الجامعة وتخرج ليصبح طبيبا مرموقا ولما اراد ان
يطلب يدها من ابوها المعلم جبر رفض المعلم لأنه فقير ومعدم ولا يملك من
حطام الدنيا شيئ فهربت سحر معه خارج المنطقة ليتزوجا بعيدا عن المعلم
الا ان المعلم بحث عنها ووجدها وقام بقتل زوجها الطبيب الشاب ثم زوجها
عنوة ب أمين الشرطة لمعرفتة اياه وانه ستكون معه المصالح والمعارف عاشت
سحر بعدها عاجزة مقهورة تعانى الاكتئاب الحاد وكادت تنتحر اكثر من مرة
وكان الامين اشرف يحبها ويتمنى ان تبادله مشاعرة اما الابن الوحيد مصطفى
فهو الضابط فى مكافحة المخدرات وكان يدير عمل ابية فى الخفاء ويستغل
علاقتة ومعارفة من اجل تمرير تجارة ابوه فى السلاح لكنه كان لايعلم عن
تجارة ابيه الاخرى فى الاثار حيث كان يديرها الجحش ومعه الاعور زوجى بناتة
سومية وعيشة وكان الضابط مصطفى لا يكترث لاخواتة البنات ولا يبالى بهن
فى اى امر حتى انه لا يعرف قصة اختة سحر المريضه وكان عاقا بامه لأقصى
الحدود اما علاقتة بأبية كانت محصورة فى المصالح والمال بينهما ويتعامل معه
بتعالى وعجرفة واضحة الضابط مصطفى له ابن وحيد عمره سبع سنوات لم
يرزق غيرة وكانت زوجتة السيدة منال جاويش ابنة اللواء عمر جاويش
وذات ليلة من الليالى دخل الجحش على المعلم جبر وهو جالس على قهوة
شيحة مجلسة الداائم واخبرة بخبر فى اذنه قام بعدها المعلم جبر ليمشى
معة ثم ظهر الاعور خلف الجحش خاطبة المعلم حصل بجد الكلام يااعور يرد
الاعور حصل يامعلم المصلحة بانت والباب مرصود وعايزين الشيخ -وصل المعلم
جبر للمكان وكان عبارة عن مخزن كبير يبدو لأول وهلة انه مخزن حبوب وعلف
بهايم لكن فى مكان ما خلف مجموعة من الصناديق الخشب الكبيرة كان هناك
باب سرى يؤدى الى ممر طويل وفى نهايتة باب اخر فتح المعلم وصبيانه الباب
وتقع عينة على مجموعة من الرجال بعضهم يقف ويحمل اشولة من التراب
ويرفعها على سيارة نصف نقل والبعض الاخر يعمل فى اسفل حفرة كبيرة
متسعة وعميقة ان هذا المكان هو مشروع المعلم الجديد الذى يعمل علية
للكشف عن الاثار والذهب تقدم المعلم وهو يخاطب الرجال العمال عاش
الرجالة عاش ثم يلقى المعلم نظرة الى اسفل الحفرة ليشير لأحد العمال فى
الاسفل فيشير له الاخير قائلا له مبروك يامعلم تعبنا جه بفايدة الباب مرصود
اتصل بالشيخ خليه ييجى دلوقتى يرفع المعلم هاتفة ويتصل بالشيخ حبشى
وبعد مرور تقريبا ساعة زمن جاء الشيخ حبشى صافح المعلم وقال له اسيادنا
بيفكروك الامانة يامعلم اوعى تنسى والجملة دى معناها انه لاينسى المقابل
اللى وعد بيه المعلم للشيخ حبشى واسيادة على حد قوله فيرد المعلم طبعا
طبعا هو انا اقدر ازعل اسيادنا شوف ياشيخ شغلك نظر الشيخ حبشى للحفرة
وتوجه اليها ثم نزل الى اسفلها بمساعدة العمال ثم امرهم بالصعود لأعلى
الحفرة وتركه وحدة ثم اخذ يتمتم امام الباب الظاهر امامة ثم صعد اخيرا من
الحفرة ثم قال للمعلم الباب مرصود وعاوز دم زفر رد المعلم يعنى اية ادبح
عجل ولا اية قال الشيخ حبشى يامعلم دم زفر بس طاهر من عيل يرد المعلم
يعنى ندبح عيل صغير ولا نعور بس قال حبشى ندبح يامعلم عاوزين دم يكفى
جردل وجثة العيل تدفن فى الحفرة بعد مايتصفى دمه ونرش دمه على
الباب وشوية عزايم وبخور والدنيا تفتح والباب ينشق والرصد يرحل - يسكت
المعلم ثم ينظر للأعور كأنه يوكل اليه تلك المهمة - يرد الاعور ولا يهمك يامعلم
اعتبرة حصل المعلم يقوله امتى يرد الاعور - يومين بس ثم يأمر المعلم الشيخ
حبشى بالمجئ بعد يومين ينصرف المعلم وصبيانة وفى مكانا اخر يدب خلافا
بين الضابط مصطفى وزوجته منال جاويش وبدا ان الضابط غير مكترث لعائلة
بنت اللواء فتغادر المنزل وتترك ولدها الوحيد عمر وتتوعد مصطفى بمصير اسود
وعاقبة سوء ثم يغادر مصطفى البيت هو الاخر مصطحبا عمر الى بيت العائلة
لم يكن يعرف عمر عائلة ابيه ولم يرى احدا منهم من قبل حتى جده وجدته
دخل مصطفى بيت اختة سحر والتى كانت تسير بصعوبة وكان بيتها اول
الشارع وكان يكره ان يدخل بيوت اخواتة البنات اما بيت ابية فقد عزم الا يدخلة
اطلاقا حتى لاتمس سمعتة بشئ خصوصا ان ابيه كان معروفا ومشبوها فقرر
ان يعيش مع سحر يومين حتى تنفرج الازمة مع زوجتة وفى الصباح توجه
مصطفى الى عمله وترك ابنه عمر فى ضيافة اخته سحر واوصاها الا يخرج
عمر للخارج او ان يراه اى احد - عندها تمضى ساعات الصباح بطيئة مملة
والاعور لا يجد طفل مناسب للمهمة التى وكل بها ثم رأى طفلا جميلا وشعرة
كيرلى يبدو انه لا ينتمى للشارع وهنا يتقدم اليه الاعور ويقول له مالك
ياحبيبى واقف لوحدك ليه يقول الطفل ببراءه باب سابنى هنا ومشى وضرب
ماما انا عاوز اروح لماما يرد الاعور تعالى باحبيبى انا هاوصلك لماما دا هىّ
اللى بعتانى علشان اجيبك عندها واصطحب الاعور الولد الى المعلم جبر فيراه
المعلم فيبتسم ويقول اللى جابلك يخليلك ياأعور يرد الاعور تمام يامعلم انا
رايح دلوقتى المكان عاوز اريح شويه يرد عليه المعلم جبر ويقوله روح ياخويا وانا
جاى وراك وفى المكان المعروف وعند الحفرة ومقابل الباب المرصود امسك
حبشى بالولد وذبحه ورمى دمائه على الباب ثم دفن الطفل المسكين فى
التراب تحت قدمه واخذ يلقى بتعاويذ وتمائم وينفخ فى البخور على الباب
الملطخ بالدم ويهتز الباب ويتزلزل المكان بكاملة ويقع الشيخ على ارضية
الحفرة ويفتح الباب وينكشف كنز كبير من عملات ذهبية وقلائد فرعونية
وتماثيل من ذهب خالص ومن الجرانيت وكانت كنزا ضخما واول من دخل الباب
هو الشيخ حبشى والذى اخذ يصيح حى حى حى ياسيادنا دستور دستور
ياسيادنا نزل كل من كان فى المكان ليدخل من الباب ليرى بعينه الكنز ولكن
ظل المعلم فوق الحفرة وقبل ان ينزل ليرى الكنز اذ بالحفرة تنهدم على من
فيها جميعا ووقع المعلم مذهولا فى لحظة واحدة هلك كل صبيانه الجحش
والاعور والعمال والشيخ حبشى.بكى المعلم على خسارتة وغادر المكان
بصمت حزين ولما عاد فى طريقه مر بجوار بيت ابنتة سحر سمع صوت ابنه
الضابط مصطفى وهو يلعن ويسب اختة ويعنفها فتوجه الى بيت ابنتة ليعرف ما
المشكلة فلما دخل قابلة ابنة بسيل من الشتائم والسباب وقال له بنتك
ضيعت ابنى قال له المعلم وازاى اختك ضيعت ابنك هو انت مخلف عيال رد
مصطفى بغضب -ايوه انا ليا ابن واحد واسمه عمر وحبيت اربية بعيد عنكم
وسمعتكم الوسخه اللى على كل لسان انا ضابط شرطه وسمعتى تهمنى
وانتم عالم وسخة عايشين فى المجارى فى الاخر لما اجيب ابنى عشان
يعرفكوا تضيعوه يرد المعلم- العيله الوسخة دى هى اللى طلعتك ظابط العيلة
دى هى اللى اكلتك وشربتك وعلمتك احسن علام يرد مصطفى -بص يابويا انا
مش هاكّلم كتير الواد لو مظهرش انا هاعمل فيكم جناية يرد ابوه - انت معاك
صورة لابنك ده -يطلع مصطفى الموبايل ويفتح تطبيق الصور ويطلع صورة ابنة
الجميل ابو شعر كيرلى ينظر الاب بصدمه الى صورة الولد المسكين الذى لم
يمضى على ذبحه ساعة زمن انه ابن ابنه الوحيد كما تدين تدان جلس الاب
فى حاله ذهول وصدمه لاحظ الامين اشرف ذهول الاب وقال -
هو انت شوفت الواد ده ولا ايه يامعلم
ينظر اليه المعلم جبر ولا يرد ثم يعيد مصطفى نفس السؤال -
انت شوفت ابنى ولا اية يرد الاب ابنك انا قتلتة انا دبحتة بايدى ينظر الية
مصطفى - انت بتخرف صح انت بتخرف يابن الكلب انت بتكدب علشان عاوز
تدمرنى انت كارهنى انت كارهنى يرد المعلم دى عقوبة ربنا ليا انك تبقى
ابنى وعقوبة ربنا ليك انى اقتلة يرد الامين اشرف ياباشا ابوك شغال فى الاثار
وشكلة دبح ابنك علشان باب رصد صح يامعلم يرد المعلم ايوة انا انا ا ا ثم
يغشى عليه وهنا اجتمع شمل العيلة كلها وصلت الام وبناتها سومية وعيشة
واخذوا يتسائلون ايه اللى حصل واخوهم مصطفى لايرد والام تبدء بسب ابنها
العاق وتقولة ابوك لو حصل ليه شئ انت هاتكون السبب يا زبالة الظباط وهنا
لم يتمالك مصطفى نفسه واذ به يشهر سلاحه الميرى ويطلق الرصاص على
امه وابيه واخواتة والامين اشرف ثم وجه سلاحه الى رأسة واطلق الرصاصه
الاخيرة لتنتهى سطوة عيله الغول للابد فى نهاية ماساوية حزينة ليتعظ الناس
بأن الظلم لن يدوم وان مصير الظالم والمجرم هو اسوء مصير .
والى لقاء اخر انشاء الله فى قصه جديدة
ملحوظة اى تشابه بالاسماء فهو مجرد توارد خواطر ولا نقصد الاساءة لاى احد بل الاسماء هم مجرد تأليف قصصى من وحى خيالى وليس تعريضا باحد و نكن الاحترام للجميع