اسطورة الملك بيانكا  ج1

اسطورة الملك بيانكا ج1

0 المراجعات

اسطورة الملك بيانكا  ج1

 

تمر تلك النسمات التي تحمل عبق الغابة

تحمل اصواتا متشابكه تجمع بينما الصراخ والتنهد والالم .

بينما يقف الملك بيانكا بملامح حاده فوق ربوه

صنعتها الطبيعة وكأنها عرشه السعيد .

يراقب الملك الاسد حركه الغابة واحزانها

تضطرب ترددات سمعه هناك من يستغيث .

يهرع الملك الى موقع الصوت .

يرى ذئبا يحاصر حملا صغيرا يأبى عليه ان يمضى في سلام

يزأر الملك بيانكا معلنا حضوره المجيد .

يلتفت اليه الذئب سواتو -

نعم يا مولانا الملك لست بظالم بل اعمل جاهدا لنيل رضاك الحميد .

وهذا الجرو الصغير لم يدفع ضريبه الوطن المكلوم .

نظر اليه بيانكا غاضبا وقال  :

وهل امرتك بهذا ايها الصعلوك الحقير

ام ان ضحالة عقلك هي الميزان والتقرير

قال الذئب :

ويحي وويلي اتراك يا مولانا ترتاب في ولائي القديم

ما انا يا مولانا سوى تراب نعلك السعيد

واقسم لك انى ما اريد سوى سياده القانون

وبسط العدالة على الجميع .

قال له الملك وقد ملئه زهو الغرور وكبرياء الملوك  :

نعم هذا ما أريد

عليك ببسط العدالة كما تريد

ولكن الا ترى انك تبالغ قليلا فكيف يدفع مثل هذا الصغير ضريبه ؟

انه مازال في حجر الرضاعة ولا يملك شيئا !!!

يقول الذئب -

يا مولانا لقد قصدت عمل هذا حتى يشب هذا الرضيع

وقد استقر في وعيه انه من العبيد فلا يتمرد ابدا ويسمع ويطيع

ويعرف فضلك في حمايه الثغور وبث الامان بين موجات الحدود .

يصرخ الحمل الصغير –

يا مولانا ان الذئب تلمع عيناه ورأيت انيابه تشتاق الى لحمى .

الذئب –

يا سيدى انه كاذب لم اطلب منه سوى الضريبة كما قلت لك ويقول ذلك

حتى يزرع فيك الشك العجيب .

انصرف بيانكا عن هذا الصراع فليس كل شارده يسمعها تطربه .

ما اثقل التركة التي ورثها من الاجداد .

يسير خلف الاوهام احيانا واحيانا عنها يحيد .

كل يوم يمضى يخلف له ذكرى العهد الجديد .

نعم الوقت يمضى ولكنه عند بيانكا يسكن الجمود .

كيف يا ترى يظل المجد والسعد منسجمان ومتسقان في عهده وسلطانه  ؟

ان الامر عسير ليس الحال على ما يرام

العمر يجري ؛ والامل ينحني  ؛ والاجل قصير

لعل الموت يأتي بغته  

 فماذا يفعل الاشبال من بعدى ؟

والحكم لابد له من قوه والا سيطمع في العرش كل حقير

ويصبح الاشبال من بعدى عبيد

لابد من حيله تضمن غدا وبعده لابد من

تقرير مصير وترسيخ معايير وتجديد الافكار

وزرع الاشجار التي تحمل اغصان الغيب البعيد

ليستقر الامر دوما عبر الاثير ان سلاله الملك بيانكا

هي الاختيار الوحيد السديد

يعود الملك الى عرينه المزدهر المزين بأكاليل الفخر والدر

وخيوط الذهب التي تنسدل من عباءته الزرقاء المطرزة من الحرير

وتقف الحاشية صفين مهللين

ليحيا الملك بيانكا

ذو الحكمة  وسلطان الوطن العظيم والذى ترقص

الانهار بذكره وتفيض

يتقدم الملك يعتلى عرشه الفخم ثم تسعى الاشبال وامهم خلفه بخطوات

ملكيه منتظمة واثقه في استقبال مهيب

ينظر الملك بيانكا الى حاشيته ثم يجلس يعانق البهاء وجهه ثم ينطلق لسانه

ايها الكائنات الراقية بين جنبات الوطن الحبيب .

لقد اقسمت الولاء لكم ولوطننا الغالي .

الا يمس تراب الوطن غريب .

لذا اعلن امامكم انني سأقدم على امرا خطير ؛

ويجب على الجميع السمع والترحيب.

لقد اصدرت قرارا  بغزو ارض القرون ؛

وجاء هذا القرار بعد تفكير عميق .

انتم تعلمون لنا خصومه قديمة مع ملوك القرون السبعة ؛

وقد امهلناهم كثيرا وصبرنا على بلواهم

كم تجاوزوا الحدود ؛ واكلوا من ثمارنا ؛ وقطعوا الاشجار ؛ وقتلوا الصغار ؛

وقد صبرنا عليهم كثيرا ؛ ولكن يبدو ان صبرنا فهموه انه ضعف ووهن

وانتفخت امعائهم وبطونهم من البطش ؛

واستعلوا في الارض

يصيح الجمع والحشد :

اللعنة على القرون السبعة ..اللعنة على القرون السبعة ...اللعنة على القرون السبعة

يشير الملك بيانكا بكف يده ليسود الصمت .

لقد صبرنا ليس من ضعف ولكننا كنا نعد لهم العدة والقوه ؛

واستطعنا ان نصنع جيشا عظيما قويا

 طليعته النمور والفهود والضباع والذئاب .

لا يهمنا الان تحالفهم مع ارض الافيال ؛

ولا وحيدي القرن ولا ارض الوعول ؛

ولا ارض الزرافات ولا ارض فرس النهر ؛

هم في النهاية قرون هشة سنحطمها في لحظات عابره .

ليعرفوا بعدها من هم سلاله ملوك الغابة والعالم واسيادهم وارباب نعمتهم .

فمن عندنا تنبع الانهار وفى ارضنا تنبت الاشجار وعندنا الجنات والزهور ؛

ومن حقنا ان نسودهم ونخضعهم .

يصيح الحشد بصراخ عال :

الويل للقرون !!!

الويل للقرون !!!

يقول الذئب (سواتو) المستشار الاول للملك بيانكا :

هل ستقود الجيش بنفسك يا مولاي  ؟

يقول بيانكا :

نعم وستخلفني انت على العرش حتى اعود بالنصر

يبتسم سواتو ابتسامه خبيثة ويقول :

بوركت يا مولانا بيانكا فلتذهب تصحبك

السلامة وشرف عظيم لي ان اقوم بمقامك الرفيع

وسأبذل طاقتي وجهدي

في حمايه ارض الملك بيانكا الاسد العظيم

قال بيانكا :

انصرفوا الان الى اوكاركم وسننطلق في الصباح حين تضحك الشمس .

تمسك الملكة جوانا زوجه بيانكا يد الملك بنعومة حانيه وتتلطف اليه في

دهشه متسائلة !

لماذا لم تخبرني بهذا الامر قبل ذلك بيانكا ؟

 يقول بيانكا :

اخشى عليك وعلى الاشبال من الجواسيس .

لأنى اعرف ان هذا الامر ينتظرونه منذ زمن بعيد .

فينقضوا عليكم يقتلوكم او يضروكم انتم خاصرتي ونقطه ضعفي ؛

وقد اعددت لحمايتكم وابعادكم عن العيون خطه

ينفذها الذئب سواتو من الليلة اطمئني يا مليكتي .

يتبع .

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

20

متابعين

191

متابعهم

4255

مقالات مشابة