شجرة الدر عصمة الدين
عصمة الدين، المعروفة بشجر الدر، كانت جارية للسلطان الصالح نجم الدين أيوب، سلطان الدولة الأيوبية. دخلت في خدمة السلطان، وبفضل ذكائها وجمالها، أصبحت زوجته وسلطانة دولة المماليك، حيث كتبت قصة مميزة في تاريخ العرب. بعد وفاة السلطان، استخدمت شجر الدر حكمتها وذكاءها، فلم تعلن عن وفاته حتى لا يحدث اضطراب في الدولة، خاصة في ظل الحرب مع الصليبيين. استمرت في إصدار الأوامر للجنود على أنها من السلطان، مما ساهم في الحفاظ على معنوياتهم. في تلك الأثناء، أرسلت إلى توران شاه، ابن السلطان الصالح، الذي كان يحكم حصن كيفا، لتطلب منه القدوم لتولي حكم البلاد. وعندما وصل توران شاه وتولى عرش الدولة الأيوبية، بدأ في التصرف بشكل استبدادي، وكانت معاملته مع شجر الدر وكبار قادة المماليك سيئة
بعد أن اتضحت نية توران شاه في الحكم وسياسته التي تعتمد على التشكيك وإهانة المماليك، بدأت شجر الدر تدبر خطة للتخلص منه وقتله بالتعاون مع المماليك. وبالفعل، تم قتل توران شاه، آخر حكام الدولة الأيوبية. بفضل شجاعتها وجرأتها، أصبحت شجر الدر السلطانة الأولى للمماليك وحكمت لمدة تقارب الثلاثة أشهر. لكن لم يدم حكمها طويلاً، حيث قوبل برفض قاطع من الخليفة العباسي المستعصم. على الرغم من محاولتها إضفاء الشرعية على حكمها من خلال إضافة اسم المعتصم إلى اسمها، مدعية أنها ملكة المسلمين المستعصمية، إلا أنها في النهاية تنازلت عن الحكم. ومع ذلك، استمرت في ممارسة السلطة بشكل غير معلن، حيث تنازلت عن الحكم لعز الدين أيبك، الذي اختارته من المماليك وتزوجته. هذه القصة هي واحدة من العديد من القصص التي تسلط الضوء على مكانة ودور المرأة في التاريخ العربي الإسلامي
قصه تاريخية حقيقة
في عام 223 هـ، أطلقت امرأة مسلمة كانت أسيرة لدى البيزنطيين صرخة مدوية: "واه معتصماه". كانت هذه الصرخة موجهة إلى الخليفة العباسي المعتصم بالله، الذي استجاب لها بتحريك جيوشه استجابةً لندائها. وقد أسفرت هذه الاستجابة عن فتح عظيم، وهو فتح عمورية الواقعة في آسيا الصغرى، التي كانت تحت حكم الروم البيزنطيين. تعرضت هذه المرأة للتعذيب على يد حاكم عمورية، مما دفعها للصراخ باسم المعتصم، الأمر الذي حفزه على التوجه إلى المنطقة لتحريرها من الاحتلال الروماني. وبالفعل، قاد الخليفة المعتصم بالله جيشه وحاصر عمورية، وتمكن من اقتحام المدينة وهزيمة الروم، كما أنقذ المرأة من قبضة حاكم عمورية البيزنطي، الذي قُتل بعد حصار استمر 55 يومًا. تعتبر هذه الصرخة واحدة من العديد من القصص التاريخية في التراث العربي