" الملكة كليوباترا السابعة آخر حكام مصر البطلمية "
0 المراجعات
- كليوباترا السابعة (69ق.م - 30ق.م) هي واحدة من أبرز الشخصيات في تاريخ مصر القديم ، وتعد آخر حكام الأسرة البطلمية التي حكمت مصر بعد وفاة الإسكندر الأكبر ، وعرفت كليوباترا بذكائها الفائق ، وقوتها السياسية وجمالها الذي لاينسي ، بالإضافة إلي قدرتها علي المناورة في صراعات القوي الكبيرة في عصرها ، مما جعلها واحدة من أكثر النساء شهرة في التاريخ .
- ( 1)-النشأة والخلفية التاريخية :
- ولدت كليوباترا في عام 69 ق.م ، وكان والدها بطليموس الثاني عشر آخر ملك لحكم مصر من أسرة البطالمة ، وهي أسرة يونانية حكمت مصر بعد وفاة الإسكندر الأكبر، ورثت كليوباترا العرش بعد وفاة والدها عام 51 ق .م ، وكانت في البداية تشارك أخوها الأصغر بطليموس الثالث عشر في الحكم ، ولكن سرعان ما دخلت في صراع معه علي السلطة.
- (2)- ذكائها السياسي :
- كليوباترا معروفة بذكائها الحاد وقدرتها علي المناورة السياسية في مرحلة مليئة بالتحديات ، حيث عملت علي تأمين مكانتها كحاكمة لمصر عن طريق تحالفات استراتيجية مع القوي الكبري في ذلك الوقت ، لم تكن تقتصر علي كونها ملكة رمزية بل كانت تظهر قدرة كبيرة علي إدارة شؤون البلاد ، وهو ما جعلها محط إعجاب الكثيرين من معاصريها ، واحدة من أهم التحالفات كانت مع يوليوس قيصر ، قائد الروماني الشهير، بدأت علاقتها مع قيصر عام 48 ق.م بعد أن انطلقت إلي روما للقاءه ، حيث اقنعتة بتبنيها ملكة لمصر وبذلك نجحت في إستعادة سلطتها بعد الصراع مع أخيها ، وفي نفس الوقت ، انجبت له ولدا" هو قيصرون ، مما عزز مكانتها في السلطة .
- (3) - علاقتها مع يوليوس قيصر :
- العلاقة بين كليوباترا ويوليوس قيصر لم تكن فقط ساسية بل كانت أيضا شخصية ، إذا يقال إن كليوباترا كانت أحد الأسباب الرئيسية في تعزيز علاقة روما بمصر ، تلك العلاقة ساعدت علي الحفاظ علي استقرار مصر في فترة كانت تتعرض فيها للتهديد من الأمبراطوية الرومانية ، بعد أغتيال قيصر عام 44ق.م ، حاولت كليوباترا التحالف مع مارك أنطوني أحد قادة الرومان الذين كانوا يسعون لإستعادة السلطة إلي روما .
- (4)- تحالفها مع مارك أنطوني :
- بعد مقتل قيصر ، أصبحت كليوباترا في تحالف مع مارك أنطوني الذي كان أحد القادة البارزين في الجيش الروماني وأحد شركاء قيصر في الحكم ، شكل هذا التحالف السياسي العسكري نقطة تحول حاسمة في تاريخ مصر القديم في عام 41ق.م ، زار أنطوني مصر ، حيث تعمقت علاقته بيكلوباترا التي أنجبت له ثلاث أطفال ، هذا التحالف كان بمثابة تهديد لروما ، خاصة مع صعود اوكتافيوس ( الذي أصبح لاحقا" الإمبراطور أغسطس ) الذي كان يطمح لتوحيد روما تحت حكمه .
- (5)- معركة أكتيوم وسقوط مصر :
- الصراع بين أو كتافيوس ، الذي أصبح أمبراطورا" ، امورك أنطوني بلغ ذروته في معركة أكتيوم البحرية عام 31ق.م كانت هذه المعركة مصيرية في تحديد مصير مصر ونجاح أوكتافيوس في القضاء علي أنطوني وكليوباترا بعد الهزيمة ، حاولت كليوباترا التفاوض مع أوكتافيوس لضمان بقاء مصر مستقلة تحت حكمه ، ولكنها فشلت ، في عام 30ق.م ، وبعد فشل المحاولات الأخيرة للحفاظ علي ملكتها ، قررت كليوباترا الأنتحار مع مارك أنطوني، ويقال انها استخدمت سما" قاتلا" او كانت تعرضت للدغة أفعي سامة ، لتنهي بذلك آخر فصول حكم أسرة البطالمة في مصر .
- ( 6) - إرثها وتأثيرها :
- علي الرغم من سقوط مصر تحت حكم الأمبراطورية الرومانية بعد وفاتها ، إلا أن أرث كليوباترا لايزال حاضرا" حتي اليوم ، كانت شخصية كليوباترا محورية في التفاعل بين مصر والعالم الروماني ، ونجحت في البقاء في ذاكرة التاريخ ليس فقط كملكة ولكن أيضا" كأمرأة قوية ساعدت في صياغة تاريخ منطقتها ، كليوباترا تمثل رمزا" للقوة الأنثوية والذكاء السياسي ، ولاتزال قصتها مصدر إلهام للفنون و الأدب في جميع أنحاء العالم ، وقد شكلت حياتها معدن غنية للأفلام والكتب التي استعرضت تأثيرها الكبير علي السياسة في العالم القديم .
- (7)- الخاتمة :
- كليوباترا السابعة ليست مجرد ملكة مصرية قديمة ، بل هي رمز للقوة والمكر السياسي والإرادة التي واجهت أكبر التحديات في تاريخ مصر القديم ، رغم أنها انتهت بطريقة مأسوية ، إلا ان إرثها وإستراتيجيات١ها السياسية مازالت تدرس وتلهم الأجيال حتي اليوم .