برج النور الأبدي

برج النور الأبدي

1 المراجعات

في عالم بعيد جدًا، بعيدًا عن الزمن الذي نعرفه، كانت هناك مدينة معلقة بين السماء والأرض تُعرف باسم "إيثرون". كانت إيثرون مدينة العجائب، مدينة لا يعرف سكانها الخوف ولا الحزن، حيث تتوهج الألوان في سماءها ويشع منها نور الأمل.

image about برج النور الأبدي

لكن في قلب المدينة كان هناك سر غامض. كان يوجد برج عالٍ للغاية، يسمى "برج النور الأبدي"، ولم يجرؤ أي شخص على دخوله. تقول الأساطير أن البرج يحتوي على قوة لا يمكن تخيلها، قوة قادرة على تغيير مجرى الزمن نفسه.

كان هناك شاب يُدعى أليكس، لم يكن مثل باقي سكان إيثرون. كان يشعر دائمًا بفراغ داخلي، وكأن شيئًا ما مفقود في حياته. وكان يعلم أن الإجابة تكمن في برج النور الأبدي. ذات ليلة، قرر أليكس أن يكتشف الحقيقة، وأن يدخل البرج مهما كان الثمن.

عندما وصل إلى البرج، وجد بوابة ضخمة محفورة عليها رموز قديمة. وبينما كان يحاول فهم الرموز، انفتحت البوابة من تلقاء نفسها. دخل أليكس بحذر، ليجد نفسه في ممر طويل مضاء بمشاعل خافتة. كانت الجدران تعكس صورًا من حياته، ذكريات طي النسيان، لحظات من الفرح والحزن، الحب والفراق.

في نهاية الممر، وصل إلى غرفة دائرية تحتوي على بلورة ضخمة متوهجة. كانت البلورة تسحب إليه ببطء، وكأنها تعرفه من قبل. عندما اقترب منها، شعر بطاقة هائلة تخترق جسده وعقله، بدأ يسمع أصواتًا، همسات من الماضي والمستقبل. أدرك أليكس أن البرج كان متصلًا بزمنه الشخصي، وأن البلورة هي مفتاح التحكم في هذا الزمن.

بلمسة من أليكس، بدأت البلورة تعيد تشكيل الزمن أمام عينيه. شاهد كيف كانت حياته ستتغير إذا اتخذ قرارات مختلفة، وكيف كان سيعيش لو لم يقابل أشخاصًا معينين أو لم يمر بتجارب معينة. كان بإمكانه أن يغير كل شيء، أن يصنع حياة جديدة تمامًا.

ولكن، مع كل قوة تأتي مسؤولية. أدرك أليكس أنه إذا استخدم هذه القوة، فقد يدمر ما تبقى من توازن المدينة. كانت المدينة قائمة على توازن دقيق بين الماضي والمستقبل، وإذا تغير هذا التوازن، قد تسقط إيثرون من مكانها بين السماء والأرض إلى الهاوية.

بعد لحظات من التأمل، قرر أليكس أن يترك الأمور على حالها. عرف أن حياته، بكل ما فيها من فرح وحزن، كانت جزءًا من نسيج زمني أكبر، وأنه لا يمكن لأي شخص أن يتحكم في مصيره بالكامل. وضع يده على البلورة، وترك البرج، لكنه كان يعلم أنه لن يكون نفس الشخص بعد الآن. أصبحت لديه حكمة جديدة، وفهم أعمق لما تعنيه الحياة.

عاد أليكس إلى مدينته، وهو يحمل في قلبه سرًا لن يبوح به لأحد. وعاش بقية حياته بسلام، وهو يعرف أن القوة الحقيقية ليست في التحكم في الزمن، بل في قبول ما يجلبه الزمن.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

63

متابعين

80

متابعهم

36

مقالات مشابة