الصرخة الصامته والعوده الجزء التانى
الفصل السادس: أصداء الماضي
مرت الأيام والأسابيع بعد انهيار المنزل، ولكن القصة لم تنتهِ هنا. القرية الصغيرة بدأت تشعر بتغير غريب في الجو. كان الجميع يتجنبون الاقتراب من التلة حيث كان المنزل قائماً. حتى الحيوانات بدأت تظهر علامات قلق وعدم استقرار.
في يوم غائم، ظهرت سيدة مسنة في القرية تُدعى ماريا. كانت تُعرف بأنها حكيمة، وكانت تمتلك معرفة واسعة بالعوالم الخفية. عندما سمعت ماريا بما حدث لماركوس، قررت أنها بحاجة للتحقيق. قيل إنها تستطيع التواصل مع الأرواح، وأنها قادرة على كشف الحقيقة وراء الأحداث الغامضة.
عندما وصلت ماريا إلى موقع المنزل، شعرت بطاقة قوية تجتاح المكان. رأت بين الأنقاض المرآة المكسورة، وعلمت على الفور أن هناك روحًا محبوسة داخلها. دون تردد، بدأت ماريا بإعداد طقوس تطهير لتحرير الروح، ولكنها كانت تعلم أن هذا سيكون أمرًا خطيرًا.
الفصل السابع: طقوس التحرير
في منتصف الليل، بدأت ماريا الطقوس. أضاءت الشموع حول المرآة المكسورة وبدأت تردد عبارات بلغة قديمة. الأرض بدأت تهتز من تحتها، وكأن الروح داخل المرآة كانت تقاوم. ثم، فجأة، بدأت الأجزاء المكسورة من المرآة تتجمع معًا، لتشكل صورة مشوهة لماركوس. كان وجهه يعكس الألم واليأس، ولكنه لم يكن وحيدًا؛ بجانبه، كان هناك ظل مظلم، الكيان الذي حبس عمه قبله.
ماريا واصلت الطقوس بقوة أكبر، وعندما اقتربت من نهاية الترتيل، بدأت الأصوات ترتفع من داخل المرآة. ماركوس، أو ما تبقى منه، كان يطلب المساعدة، ولكنه كان محاصرًا بقوة الشر. ماريا كانت تعرف أن تحرير ماركوس قد يؤدي إلى إطلاق سراح الكيان أيضًا، لذا كان عليها اتخاذ قرار صعب.
الفصل الثامن: التضحية الأخيرة
عندما وصلت ماريا إلى نهاية الطقوس، شعرت بكيان الظلام يحاول الهروب من المرآة. كانت تعرف أنه إذا لم تُنه الطقوس بالطريقة الصحيحة، فإن الشر سيتحرر على العالم بأسره. فقررت التضحية بنفسها لتضمن بقاء الكيان محبوسًا.
في اللحظة الأخيرة، ألقت ماريا بآخر تعويذة، وبدأت المرآة تتوهج بنور ساطع. الكيان داخل المرآة أطلق صرخة رهيبة، وكأنه تمزق إلى قطع. المرآة انشقت إلى آلاف القطع، وكل جزء منها اختفى في الهواء. ماريا، وهي تشعر بأن حياتها قد انتهت، سقطت على الأرض وقد أخذت آخر أنفاسها.
الفصل التاسع: النهاية الهادئة
بعد هذه الليلة، عاد السلام إلى القرية. الناس لم يعودوا يسمعون أصواتًا غريبة، ولم يعد هناك أي علامات لوجود الأرواح. مكان المنزل أصبح خالياً تمامًا، مجرد قطعة أرض عادية تحمل ذكريات قديمة.
تم دفن ماريا بجانب التلة، وأصبحت تُذكر كالبطلة التي أنقذت القرية من الشر. أما ماركوس، فقد أصبح أسطورة بين الناس، قصة تُروى عن الرجل الذي واجه قوى الظلام ولم يعد أبدًا.
مرت السنوات، وتحولت القصة إلى حكاية ترويها الأجيال الجديدة. لكن في بعض الليالي الهادئة، يقول بعض سكان القرية أنهم يرون ظلًا خافتًا يظهر على التلة، كأنه بقايا روح ما زالت تتردد بين العالمين.