النداهه بصعيد مصر ....

النداهه بصعيد مصر ....

0 reviews

                                                                                                 النداهة : 

image about النداهه بصعيد مصر ....

كان عبد الله شاباً من إحدى القرى الصغيرة في صعيد مصر. عاش حياة هادئة مع أسرته، وكان معروفاً بين أهالي قريته بشجاعته وجرأته. لكن هناك شيئاً واحداً كان يثير خوف الجميع: أسطورة "النداهة".

تدور الأسطورة حول امرأة تُدعى النداهة، يُقال إنها روح شريرة تخرج ليلاً لتجذب الرجال إلى موتهم. تُسمع أصواتها تنادي في الليل، فينخدع المستمع وتدفعه إلى اتباع الصوت حتى ينتهي به المطاف في مكان مجهول أو حتى يتعرض لحادث مميت.

كان عبد الله يضحك دائماً عند سماعه لهذه القصص، معتقداً أنها مجرد خرافات لا أساس لها. لكن في إحدى الليالي، بينما كان نائماً في غرفته البسيطة، استيقظ على صوت نداء غريب.

“عبد الله... عبد الله...”

جاء الصوت من خارج نافذة غرفته. كان الصوت ناعماً وجذاباً، وملئ بقدر من الإغراء جعل عبد الله يشعر بشيء من القلق. حاول عبد الله تجاهل الصوت، لكنه زادت النداءات واشتد صوتها، وكأنها تقترب أكثر فأكثر.

نهض عبد الله من سريره وفتح نافذة غرفته. في الخارج، كان القمر يضيء السماء ويشع ضوءه الباهت على الحقول. حاول أن يبحث عن مصدر الصوت، ولكنه لم يرَ شيئاً سوى الظلام الدامس.

بعد دقائق من البحث بلا جدوى، قرر عبد الله أن يعود إلى سريره. لكن بعد أن أغلق النافذة، عاد الصوت مرة أخرى، لكن هذه المرة كان أقرب، كأن النداهة أصبحت داخل منزله. حاول عبد الله أن يركز على مصدر الصوت، وفجأة شعر بيد باردة تلمس عنقه.

مرعباً، فتح عبد الله عينيه ليجد امرأة غريبة تطل عليه من زاوية الغرفة. كانت ترتدي ملابس قديمة وممزقة، وكان وجهها شاحباً ومشوه. صرخ عبد الله فزعاً، ولكن المرأة ابتسمت ابتسامة شبيهة بالابتسامة التي تراها في الأحلام، وقالت بصوت عذب:

“عبد الله، تعال إليّ. لن تجد هنا شيئاً سوى الألم.”

هرب عبد الله إلى خارج منزله، وصراخه يملأ أرجاء القرية. تجمع الجيران حوله وسألوه عما حدث، لكنه لم يستطع شرح ما رآه بوضوح. اعتقد البعض أنه كان يعاني من كابوس، بينما شكك آخرون في أن يكون قد رأى النداهة.

مع مرور الأيام، بدأ عبد الله يشعر بالقلق الشديد. كلما حاول أن يتجاهل ما رآه، كانت تجدد النداءات تأتيه في الليل. حتى بدأت النداهة تلاحقه في أحلامه، حيث يظهر وجهها في كل زاوية.

قررت عبد الله أن يبحث عن حل لهذه المعضلة، وبدأ بالسؤال عن النداهة في القرى المجاورة. قابل عرافين وكهنة وطلب النصائح من كل من يعرف عن الأساطير. اكتشف أن النداهة كانت روحاً معذبة تعيش في الغابات القريبة، وأنها لا تظهر إلا لأولئك الذين يكونون عرضة للخوف وعدم الإيمان بالقوى الخارقة.

بالتعاون مع بعض المساعدين، قرر عبد الله أن يواجه النداهة وجهاً لوجه. في إحدى الليالي القمرية، دخل الغابة باحثاً عن النداهة. كانت الغابة مظلمة وموحشة، والصمت يسود الأرجاء. بعد ساعات من البحث، وجد عبد الله نفسه أمام كوخ قديم ومهجور.

عندما دخل الكوخ، شعر ببرودة شديدة، وعرف أن النداهة قد تكون قريبة. فجأة، ظهرت النداهة أمامه، كما رأها في الليلة الأولى، ولكن هذه المرة كانت أكثر شراسة وشريرة. نظرت إليه بعيون ملؤها الغضب والكره، وقالت:

“لقد جاء الوقت الذي تدفع فيه ثمن شجاعتك الزائفة.”

لكن عبد الله لم يستسلم. أخرج تميمة طمأنينة كان قد حصل عليها من أحد العرافين، وألقاها أمام النداهة. لم يكن يعلم إن كانت ستؤثر، ولكن النداهة بدأت تتراجع تدريجياً. مع كل خطوة تبتعد، بدأت الصورة التي تمثلها تتلاشى حتى اختفت تماماً.

عاد عبد الله إلى قريته وهو يشعر بالراحة لأول مرة منذ أسابيع. بعد هذه التجربة، أصبح أكثر احتراماً للقصص والأساطير، واعتبر أن النداهة كانت درساً في أهمية الإيمان بالقوى التي لا يمكن تفسيرها دائماً.

ورغم أنه عاد إلى حياته الطبيعية، ظل عبد الله يروي قصته للأجيال القادمة، محذراً إياهم من مواجهة ما لا يستطيعون فهمه، وكيف أن الشجاعة الحقيقة تأتي من مواجهة الخوف بوعي واحترام، وليس من إنكار ما لا يمكن تفسيره.

تاريخ النداهه : 

النداهة هي إحدى الأساطير الشعبية الشهيرة في صعيد مصر. تُعَدّ النداهة من المخلوقات الخارقة التي يُقال إنها تظهر في صورة امرأة جميلة ليلًا. القصة تقول إن هذه المرأة تظل تصرخ أو تنادي في الليل، وعندما يستجيب أحد لها، يكون مصيره الحتمي هو الهلاك أو الغرق.

تختلف الروايات حول أصل النداهة، ولكن كثيراً ما يُعتقد أنها روح امرأة ماتت موتاً غير طبيعي أو في ظروف غامضة. في بعض الروايات، يُقال إنها تتعمد جذب الناس إلى أماكن مهجورة أو خطرة.

تُستخدم قصة النداهة في التراث الشعبي كتحذير من المخاطر المحتملة، وتُعتَبَر جزءاً من ثقافة الرعب المحلية التي تعكس مخاوف وتقاليد المجتمعات الريفية.

 

لذلك عزيزي القارئ والقارئه النداهه هي اسطوره حقيقه خلدت في أذهان كل واحد منا لذلك يجب عليك أن لا تقترب من الأماكن المسكونه لوحدك بالليل …………..

image about النداهه بصعيد مصر ....

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

13

followers

3

followings

7

similar articles