قصه رعب مشوقه تستمتع بيها جدا
في إحدى الليالي الشتوية الباردة، كانت الرياح تعصف بشدة على نافذة منزل عتيق يقع في طرف بلدة صغيرة. كان المنزل مهجورًا منذ سنوات طويلة، يتجنبه الجميع خوفًا من القصص التي تدور حوله. يقولون إن كل من يدخل هذا المنزل لا يخرج منه أبداً.
كان سمير شاباً مغامراً لا يؤمن بالخرافات. قرر في تلك الليلة أن يثبت للجميع أن كل تلك القصص مجرد أكاذيب. أخبر أصدقائه بأنه سيقضي الليلة في ذلك المنزل المهجور، ليثبت أنه لا يوجد شيء يخيفه.
عندما وصل سمير إلى باب المنزل، شعر بوخزة برد قوية في عموده الفقري، لكن كبريائه منعه من التراجع. فتح الباب الذي أصدر صريرًا مرعبًا، ودخل ببطء. كان المنزل مظلماً ورطباً، وأصوات الرياح التي تتسلل من خلال النوافذ المكسورة كانت تزيد من رهبة المكان.
كان صوت خطواته يتردد في أنحاء المنزل، وكأن هناك من يلاحقه. قرر سمير أن يتجول في الطابق السفلي أولاً، فوجد مجموعة من الأثاث القديم المغطى بالغبار، وصوراً باهتة معلقة على الجدران. كانت الوجوه في الصور تبدو غريبة، وكأنها تراقبه بعينين خبيثتين.
عندما صعد إلى الطابق العلوي، شعر بثقل غريب يضغط على صدره. كانت هناك غرفة واحدة في نهاية الممر، بابها مغلق بإحكام. حاول سمير فتح الباب، لكنه لم يستطع. فجأة، انفتح الباب ببطء من تلقاء نفسه، وكأن أحدهم يدعوه للدخول.
دخل سمير إلى الغرفة، وكانت مظلمة تمامًا باستثناء ضوء خافت ينبعث من زاوية الغرفة. عندما اقترب من مصدر الضوء، وجد مرآة قديمة مغطاة بالتراب. قرر أن يمسح التراب عن المرآة ليرى انعكاسه، ولكن ما رآه في المرآة لم يكن صورته.
كانت هناك صورة لرجل عجوز بوجه مشوه وعينين غائرتين، يحدق به من داخل المرآة. بدأ قلب سمير ينبض بسرعة، وشعر بالخوف لأول مرة في حياته. حاول الابتعاد عن المرآة، ولكن قدميه كانتا مغروستين في الأرض، غير قادرتين على الحركة.
بدأ الرجل العجوز في المرآة يقترب ببطء، وكأن الزجاج بينهما ليس إلا حاجزًا وهميًا. عندما وصل إلى حافة المرآة، مد يده من خلال الزجاج وكأن الزجاج ليس له وجود. أمسك بيد سمير بقوة، وسحبها نحو المرآة.
صرخ سمير بأعلى صوته، لكن صرخته لم تتجاوز جدران الغرفة. وجد نفسه يسحب بقوة إلى داخل المرآة، وكأن المرآة تمتصه مثل دوامة مظلمة. حاول المقاومة، لكن قوة الرجل العجوز كانت أقوى.
في اللحظة التي دخل فيها سمير إلى المرآة، اختفى كل شيء. أصبحت الغرفة فارغة تمامًا، ولم يعد هناك أي أثر لسمير. لم يجد أصدقاؤه سوى المرآة القديمة، التي أصبحت صافية ولامعة بشكل غير طبيعي. ولكن إن نظروا بتمعن إلى المرآة، قد يرون وجه سمير يحدق بهم من الداخل، يطلب المساعدة، لكن لا أحد يستطيع سماعه.
منذ تلك الليلة، ازدادت القصص حول هذا المنزل، وكل من يجرؤ على دخول الغرفة التي اختفى فيها سمير، يرى ظلاً لشاب يصرخ داخل المرآة، لكنه لا يستطيع الخروج أبداً. أصبح المنزل ملعوناً، وكل من يقترب منه يشعر بأنفاس باردة تحوم حوله، وكأنها تحذره من مصير سمير.