راتبه الشهري نصف مليون دولار في بي ان سبورت قصه بيزنس محمد ابو تريكه
محمد أبو تريكة: أمير القلوب وثروته الكبيرة وأعماله الخيرية
محمد أبو تريكة هو واحد من أبرز أساطير كرة القدم المصرية، ليس فقط بسبب مهاراته الفنية، بل أيضًا بفضل أخلاقه وشعبيته الكبيرة التي تجاوزت حدود مصر وانتشرت في جميع أنحاء العالم العربي. لقب بـ "أمير القلوب" بسبب تواضعه وحرصه على مساعدة الآخرين طوال مسيرته الرياضية وما بعدها.
بدايات متواضعة ومسيرة مذهلة
عاش أبو تريكة طفولة مليئة بالصعوبات، حيث تحدث عنها في عدة لقاءات تلفزيونية. لم تتوقف معاناته في الطفولة، بل استمرت خلال بدايات مسيرته الكروية، حيث لعب في نادي الترسانة ولم يكن يحصل على أجر كبير. إلا أن مسيرته تغيرت تمامًا عندما انتقل إلى النادي الأهلي عام 2004 وهو في سن الـ 26، ليتحول إلى نجم الجيل الذهبي للنادي تحت قيادة المدرب البرتغالي مانويل جوزيه.
في النادي الأهلي، حقق أبو تريكة كل الألقاب الممكنة، وشارك في صناعة تاريخ الأهلي على الصعيدين المحلي والقاري. ورغم إعارته لفترة قصيرة لنادي بني ياس الإماراتي، عاد للنادي الأهلي ليعلن اعتزاله داخل جدران "القلعة الحمراء" التي ارتبط بها وجماهيرها بشكل وثيق.
ثروة محمد أبو تريكة
على الرغم من أن الثروات الخاصة باللاعبين نادرًا ما يتم الإعلان عنها بشكل رسمي، إلا أن بعض التقارير أشارت إلى ثروة محمد أبو تريكة. في عام 2008، أفادت مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية أن ثروته بلغت حوالي 10 ملايين يورو، ليحتل المركز الـ 29 بين أغلى لاعبي كرة القدم في العالم في ذلك الوقت. في تقرير لاحق، قدرّت نفس المجلة ثروته بحوالي 23 مليون جنيه مصري.
ومع ذلك، لم تأتِ هذه الثروة من كرة القدم فقط، بل استثمر أبو تريكة في العديد من الأعمال التجارية. كان يمتلك ثلاث شركات تجارية، منها شركة سياحية ومعرض للسيارات، بالإضافة إلى ملاعب خماسية بالشراكة مع هادي خشبة. وحققت هذه الملاعب أرباحًا يومية تُقدر بحوالي 2500 جنيه. كما كان شريكًا في شركة سياحية، وامتلك عددًا من العقارات والأرصدة في البنوك.
عمله في التحليل الرياضي
خلال فترة إقامته خارج مصر، عمل أبو تريكة كمحلل رياضي في قنوات "بي إن سبورت"، حيث كانت رواتب المحللين في القناة تُعد من الأعلى في مجال الرياضة. وفقًا لبعض المصادر، كان يحصل على راتب شهري يتراوح بين 9000 دولار و500,000 دولار، بينما أشارت مصادر أخرى إلى أن راتبه الشهري بلغ حوالي 550,000 دولار. إلى جانب التحليل الرياضي، افتتح أبو تريكة في عام 2018 مشروعًا تجاريًا بالشراكة مع زميله محمد سعدون والمصمم التركي باريش كوربال.
أعماله الخيرية
لم تكن ثروة أبو تريكة وحياته المهنية محصورة في كرة القدم فقط، بل اشتهر بأعماله الخيرية التي زادت من محبته بين الناس. بدأ أعماله الخيرية منذ وقت مبكر، وساهم في العديد من المبادرات الإنسانية. في عام 2005، شارك في مباراة خيرية مع 40 نجمًا عالميًا، منهم زين الدين زيدان ورونالدو، بهدف مساعدة الفقراء. كما قدم دعمه لبرنامج الغذاء العالمي وشارك في إعلان توعوي حول أزمة الجوع التي تقتل آلاف الأطفال يوميًا.
وفي موقف إنساني آخر، عندما رفض الانضمام لنادي الهلال السعودي حبًا لجماهير الأهلي، أهداه أحد رجال الأعمال مبلغ مليون جنيه. بدلاً من الاحتفاظ بالمبلغ، تبرع به أبو تريكة لمستشفى سرطان الأطفال ومؤسسات خيرية أخرى.
هل رفع الحظر عن أبو تريكة قرار سليم؟
بناءً على مسيرته الرياضية وأعماله الخيرية، يرى الكثيرون أن قرار رفع اسم محمد أبو تريكة من قوائم الممنوعين هو قرار صائب. رغم الفترة الصعبة التي عاشها بعيدًا عن وطنه، ظل أبو تريكة رمزًا للخير والعطاء، واستمر في تقديم الدعم للمحتاجين والعمل على نشر القيم الإنسانية.
يظل محمد أبو تريكة واحدًا من أكثر الشخصيات الرياضية تأثيرًا، ليس فقط بإنجازاته داخل الملعب، ولكن أيضًا بأعماله الخيرية وإنسانيته التي جعلته يستحق لقب "قديس الكرة المصرية".