صمت يصنع الحياة
امرأة في أوائل الثلاثينيات من عمرها اسمها رغد كانت ناشطة في حقوق الإنسان ترفع صوتها ضد الظلم وتدعو إلى الحرية اعتُقلت بعد أن شاركت في مظاهرة ضد النظام وبعد احتجازها ووجهت لها تهم بالخيانة وزعزعة الامن العام حيث تدور الاحداث داخل جدران سجن صيدنايا حيث واجهت رغد واقعاً مروعاً فترة الاعتقال كانت مليئة بالاستنزاف النفسي حيث تعرَّضت للتعذيب الجسدي والنفسي. ولكن رغم كل ما مرت به، كانت تجد في داخلها شعلة من الأمل في زنازين الكآبة بدأت تكتب عن تجاربها محاولة بذلك توثيق ما وقع لتكون صورة حقيقية لما يحدث في هذا المكان.
طرقت رغد أبواب الذاكرة وذكرت صديقاتها اللواتي قضى معظمهن الأيام في هدوء صامت كانت تجتمع معهن ليتشاركوا القصص والأمل "لا يمكنهم أخذ صوتنا منا" كانت تلك العبارة ترددها ريم بملء قلبها مُذكرة الجميع بأن الكلمة هي أقوى سلاح.
مرت ليالٍ طويلة فيها التجاعيد على جبهتها من التفكير والخوف ولكن في إحدى الليالي وفي ظل غياب الحراس استغلت رغد الفرصة لتخبر صديقاتها أنها ستقوم ببث قصصهم إلى العالم الخارجي عبر رسائل سرية كان هذا القرار بمثابة فتح باب الأمل أمامهن.
وقررت رغد استخدام الشعر كوسيلة للتعبير عن آلامهن كانت الكلمات تستنبط من الذاكرة من أحلامهن المفقودة من الحنين إلى الحرية كتبت قصائد تتحدث عن الأمل والحرية وفي طياتها كانت تروي قصص صديقاتها المظلومات والعائلات التي تشتاق لأحبائها.
ومع مرور الوقت انتشرت قصائد رغد كالنار في الهشيم ووصلت إلى منظمات حقوق الإنسان وأصبحت صوتًا لشجاعة السجينات في سجن صيدنايا و تم إطلاق سراح بعضهن بفضل الضغط الدولي و لكن قصتها تظل حية تنبض بالأمل والقوة ، بقيت رغد رمزًا للمقاومة وأكدت علي أن الألم يمكن أن يتحول إلى قوة وأن الصمت ليس الخيار الوحيد وفي النهاية سجنت رغد جسدها لكن روحها ظلت حرة وجعلت من معاناتها حكاية تروي صدى الألم والفخر للشعب السوري.
وتعتبر قصة رغد هي قصة نحو الأمل والحرية هي دعوة لنا جميعًا للاستمرار في قتال الظلم والتذكير بأن كل واحد منا يمكن أن يكون صوتًا لمن لا صوت له وفي ظلمة السجون يبقى الأمل شعلة لا تنطفئ.