بيت الشبح المهجور
**قصة الرعب: بيت الشبح**
في إحدى القرى الهادئة، كانت هناك شائعات تدور حول بيت قديم مهجور في أطراف البلدة. البيت كان يقبع وحيدًا على تلة مرتفعة، وقد اكتسب سمعة مخيفة بسبب الأصوات الغريبة التي كان السكان يسمعونها ليلاً؛ صرخات مكتومة وأصوات خطوات تسري على الأرضيات الخشبية المهترئة.
يحكى أن هذا البيت كان يسكنه زوجان شابان في بداية زواجهما. ولكن في إحدى الليالي، اختفيا بشكل غامض ولم يُعثر لهما على أثر، ليظل البيت مهجورًا لسنوات طويلة. وبدأت الحكايات تنتشر حول رؤى أشباح تظهر على النوافذ، وأضواء خافتة تضيء فجأة في الظلام.
**الشجاعة الأولى**
ذات يوم، قرر ثلاثة من أصدقاء الطفولة - سامر، ياسر، وليلى - استكشاف البيت بأنفسهم. كانوا دائماً شغوفين بالقصص المرعبة، ويعتقدون أن ما يُحكى عن البيت مجرد أساطير. في مساء بارد مع غروب الشمس، توجهوا إلى البيت حاملين معهم الكشافات.
عندما وصلوا إلى التلة، شعروا بالرهبة. كان البيت يبدو كأنه ينظر إليهم. النوافذ المكسورة كانت مثل عيون فارغة، والرياح كانت تصدر صفيرًا عبر شقوق الجدران القديمة.
دخلوا البيت بحذر، وبدأوا في استكشافه. كان المكان مليئًا بالغبار، والأثاث محطم ومتروك في أماكنه. صوت الصمت كان ثقيلاً، لكن مع أول خطوة يخطوها أحدهم، كان يصدر صدى يملأ المكان. فجأة، انطفأ أحد الكشافات، وساد الظلام.
**الظهور الأول**
قالت ليلى وهي تحاول تهدئة نفسها: "ربما البطارية نفدت". لكنها كانت تشعر بشيء غريب، كأن هناك من يراقبهم. فجأة، سمعوا صوت خطوات خلفهم. استدار سامر بسرعة، لكن لم يكن هناك أحد. "سمعتم هذا، صحيح؟" قال بصوت مضطرب.
الأصدقاء الثلاثة بدأوا في الشعور بالخوف، لكنهم لم يقرروا المغادرة بعد. أكملوا طريقهم إلى الطابق العلوي. هناك، كانت غرفة مغلقة بأقفال قديمة. على الرغم من التوتر، قرروا محاولة فتح الباب.
**الباب المفتوح والصرخة**
بينما كان ياسر يحاول فتح الباب، بدأت ليلى تشعر بشيء بارد يلامس يدها. نظرت حولها ولم تجد شيئًا. ثم فجأة، فتح الباب بصوت صرير مرتفع. لكن ما حدث بعد ذلك كان غير متوقع. خرجت صرخة مرعبة من الغرفة، وكأنها صرخة شخص محاصر في جحيم لا نهاية له. تجمد الثلاثة في مكانهم، والعرق يتصبب منهم.
**الهروب والرؤيا**
عندما حاولوا الهرب، وجدوا أنفسهم في ممر يبدو وكأنه يمتد بلا نهاية. الأرضيات بدأت تهتز تحت أقدامهم، والجدران بدأت تضيق. كانت خطواتهم تتسارع، والهلع يملأ قلوبهم. فجأة، ظهر أمامهم شخص غريب يرتدي ملابس قديمة، وجهه شاحب وعينيه مليئتان باليأس.
تحدث الشخص بصوت منخفض: "لم يكن يجب أن تدخلوا. الآن أنتم محبوسون هنا إلى الأبد". وما إن انتهى من كلامه، اختفى.
**النجاة**
أخيرًا، استطاعوا الوصول إلى الباب الأمامي والهرب من البيت. لم يتوقفوا حتى وصلوا إلى مدخل القرية. عندما استداروا لينظروا إلى البيت، كانت النوافذ مضاءة بضوء خافت، وكأن أحدًا كان يراقبهم من الداخل.
منذ ذلك اليوم، لم يقترب أي منهم من ذلك البيت مرة أخرى. لكن كل واحد منهم كان يشعر بأنه لم يخرج منه كاملاً.