اللعب مع العفاريت
في قرية هادية جنب القاهرة، كان في شاب اسمه "نادر"، معروف بحبه للمغامرة وعدم خوفه من أي حاجة. نادر كان دايماً بيدور على تحديات جديدة، وحكايات الرعب كانت دايماً بتشده. في يوم، سمع عن بيت مهجور على أطراف القرية، بيقولوا إنه مسكون بروح امرأة اسمها "ليلى" ماتت في ظروف غامضة، واللي يقرب من البيت دا ما بيرجعش زي ما كان.
نادر، قرر ياخد المغامرة دي على عاتقه ويجرّب بنفسه. جمع تلاتة من أصحابه المقربين: "عمر"، الشاب الهادي اللي دايماً متردد لكنه ما بيقدرش يقول لأ لنادر؛ "مازن"، المعروف بجرأته لكنه في الحقيقة كان بيخبي خوفه؛ و"كريم"، اللي دايماً بيحب يهزر في أي موقف حتى لو كان الوضع مرعب.
قرروا يروحوا ليلة الجمعة على الساعة 12 بالليل. لما وصلوا للبيت، المكان كان شكله كئيب جداً. البوابة مكسورة، والشبابيك زي ما تكون بتراقبهم. أول ما دخلوا من الباب، حسّوا فجأة بريح باردة، رغم إن الجو برة كان دافي. عمر قال بصوت متردد: "يا جماعة، أنا مش مرتاح للمكان ده. نحسّي إنه في حاجة مش طبيعية."
لكن نادر ضحك وقال: "يا راجل، دا مجرد بيت قديم. يلا ندخل جوه."
اتجولوا في البيت، لحد ما وصلوا لغرفة كبيرة في الدور العلوي، فيها مرآة قديمة مغبرة. مازن قال مازحاً: "إيه رأيكم نلعب لعبة استدعاء الأرواح؟ يلا نشوف لو "ليلى" هتطلع لنا."
كريم ضحك وقال: "طبعاً، أكيد هي دلوقتي بتحضر الشاي."
لكن نادر، بعينه اللي بتحب المغامرة، قال: "ليه لأ؟ خلينا نجرب. دايماً يقولوا المرآة دي بوابة للأرواح."
وقفوا قدام المرآة، وطبعاً عمر كان أكتر واحد خايف، لكن وافق بعد ما ضحكوا عليه. طفوا الكشافات وسابوا الغرفة في ظلام دامس، بس كان في ضوء قمر ضعيف جاي من الشباك. نادر بدأ يقول بصوت هادي: "ليلى... ليلى... ليلى." الجو كان هادي جداً، لكن بعد ثواني، حسوا بصوت خطوات خفيفة جاية من وراهم.
التفت مازن بسرعة وقال: "إيه الصوت ده؟"
نادر ضحك وقال: "استنى شوية، دا ممكن يكون الريح."
لكن الصوت ما كانش مجرد رياح. الأرض تحتهم بدأت تهتز، والمرآة بدأت تهتز كمان. فجأة، انعكس في المرآة وجه ست شاحبة، وشها مليان غضب وملامحها كانت مروعة. عيونها كانت سوداء بالكامل، وبدأت تخرج من المرآة ببطء، كأنها بتتحرك من عالمها لعالمهم.
كريم اتجمد مكانه وقال بصوت مرتعش: "دي بجد، مش هزار!"
الست بدأت تقترب منهم، وكل خطوة منها كان البيت بيهتز أكتر. عمر حاول يجري على الباب لكنه كان مقفول بقوة كأن حد قفله من برة. مازن مسك نادر من كتفه وقال: "يا نادر، لازم نخرج من هنا دلوقتي!"
لكن نادر كان واقف مشلول من الرعب، مش مصدق اللي بيحصل قدامه. الست قربت أكتر لحد ما بقت وراهم بالظبط. فجأة، مدّت إيدها الباردة ومسكت نادر من رقبته. أول ما لمسته، حسّ إنه مش قادر يتنفس، كأن روحه بتنسحب منه.
كريم صرخ: "نادر! اهرب!"
لكن نادر كان متجمد في مكانه، وأصحابه حاولوا يسحبوه لكن كان كأنه مربوط بمكانه. في اللحظة دي، البيت كله اتشق، والأرض تحتهم بدأت تتفتح، كأنها بتبلعهم. صرخت "ليلى" بصوت عالي مرعب ملأ المكان، وكل اللي حواليهم بدأ ينهار.
وفي لحظة، نادر فقد الوعي.
لما صحى، لقى نفسه برا البيت في وسط الضباب، والشمس بدأت تطلع. حواليه ما كانش في أي أثر لأصحابه. حاول يقوم، لكن جسمه كان تعبان جداً. بص حواليه، وفضل ينادي على أصحابه: "عمر! كريم! مازن!" لكن محدش رد.
لما رجع القرية وحكى لناس اللي حصل، محدش صدق. والشرطة لما راحت تدور في البيت، ملاقوش أي أثر للأصدقاء التلاتة، وكأنهم اختفوا تماماً. نادر بقى يعيش كل ليلة بكوابيس، وكل مرة يقفل عينه، يحس بنفس اليد الباردة اللي مسكته، وكأن "ليلى" بتستناه يرجع تاني ….