"عبر الفزع: معركة مع الجوانب المظلمة للروح"
“عبر الفزع: معركة مع الجوانب المظلمة للروح”
الفصل الأول: “الأبواب المغلقة”
في مدينة نائية تقع بين الجبال المظلمة، حيث يغمر الضباب كل زاوية ويخيم الغموض على الأفق، بدأ سكان المدينة يشعرون بالقلق والذعر. لم يكن الأمر مجرد اختفاء أفراد، بل كان هناك شائعات عن ظواهر غريبة، ومظاهر لم تُفسر بعد، تعود إلى كائن يُعرف بـ SCP-106. كان يُشاع أنه يتجول في الظلام، يلتقط ضحاياه من الزوايا المظلمة، ويدخلهم إلى عالمه الخاص، حيث تُمسح الذكريات وتُمحى الهوية.
وسط هذه الأجواء المشحونة بالقلق، كان جايكوب، الشاب ذو الثمانية عشر عامًا، يعيش حياة عادية، أو هكذا اعتقد. كانت لديه أحلام كبيرة، كان يريد أن يصبح كاتبًا معروفًا، يروي قصص الرعب التي تمزج بين الواقع والخيال، ولكن تلك الأحلام تبددت عندما اختفى صديقه المقرب، إيثان، في ليلة عاصفة. كان إيثان الشخص الذي يشاركه الأفكار والأحلام، وبدونه، شعر جايكوب وكأنه فقد جزءًا من روحه.
أصبح الاختفاء لغزًا محيرًا. على مدى أيام، كان جايكوب يجوب الشوارع، يسأل الجميع عن إيثان، لكن بلا جدوى. كانت المدينة تتحدث عنه، لكن لم يكن لديه أي دليل أو خيط يشير إلى مكانه. كلما تفكر في اختفاء إيثان، تتسلل إلى عقله أفكار مظلمة عن SCP-106، الكائن الذي كان يُشاع أنه يقود ضحاياه إلى الظلام. قرر جايكوب أنه يجب عليه أن يفعل شيئًا، لا يمكنه الانتظار أكثر.
في أحد الأيام، قرر أن يستكشف منشأة سرية تم الإبلاغ عنها، والتي يُعتقد أنها تتعلق بالظواهر الغريبة التي تحدث في المدينة. كانت هذه المنشأة موضوع حديث كل شخص في المدينة، لكن القليل فقط كان يجرؤ على الاقتراب منها. مع كل خطوة نحو هذه المنشأة، كان قلبه ينبض بسرعة أكبر، وكأن الغموض نفسه كان يستعد لاستقباله.
وصل إلى المكان في منتصف الليل، حيث كانت الأشجار تتمايل بفعل الرياح العاتية، والأضواء الخافتة تنبعث من النوافذ المكسورة. كانت جدران المنشأة من الحديد المصدأ، تغطيها الأتربة وعلامات الزمن. بدت وكأنها تتنفس الغموض، وكأنها تحمل أسرارًا تُخبأ عن العالم.
حاول جايكوب فتح الباب الرئيسي، لكنه كان مغلقًا بإحكام. استدار باحثًا عن مخرج آخر، ووجد بابًا جانبيًا متصدعًا. دفعه بكتفه، وانفتح الباب ببطء، مُصدرًا صريرًا مخيفًا. شعور غريب اجتاحه، وكأن شيئًا غير مرئي كان يتربص خلفه.
دخل إلى المنشأة، وكأنما دخل عالمًا آخر. انبعثت رائحة العفن والصدأ في الهواء، مع صوت خافت ينبعث من الممرات المظلمة. استخدم ضوء هاتفه ليرى أمامه، وعندما أشعل الضوء، استقبله ممر ضيق يؤدي إلى عمق الظلام. على الجدران، كانت هناك كلمات مكتوبة بخط متقطع، مثل تحذيرات من شيء ما، تحذر من الاقتراب.
“لا تفتح الأبواب... لا تدخل!”
شعر بارتجاف في قلبه، لكن عزيمته كانت أكبر. استمر في السير، عازمًا على البحث عن إيثان. كلما اقترب، كانت الأصوات تتعالى، كأن الأرواح المعذبة تطلب المساعدة. اقترب من غرفة كبيرة، وبداخلها، رأى أدوات وآلات غريبة، وكأنها تعود لعصور قديمة.
على الجدران، عثر على صور لعائلات مبتسمة، لكن عيونهم كانت تفيض برعب لا يمكن إنكاره. هذه الصور كانت دليلاً على أن هناك شيئًا مظلمًا يحدث هنا، شيئًا يفوق الخيال.
بينما كان يستعرض الغرفة، سمع صوت خافت خلفه. كاد قلبه يتوقف، استدار بسرعة، لكنه لم يرَ شيئًا. ظلال تحركت في الزوايا، وكأن هناك عيونًا تراقبه في الظلام. تساءل في نفسه عما إذا كان قد ارتكب خطأً بقدومه إلى هنا.
استدعى شجاعته، وجمع أفكاره. عليه أن يستمر، وعليه أن يكتشف ما حدث لإيثان. بينما كان يواصل السير، كان شعور العزلة والرهبة يزداد. كان في صراع مع ذاته، لكن تركيزه كان مصممًا على إنقاذ صديقه.
شعر وكأن الأبواب التي كانت مغلقة أمامه تحمل مفاتيح أسرار مظلمة، وأحداثًا غير متوقعة ستغير مجرى حياته إلى الأبد. في ذلك اللحظة، أدرك أن المغامرة قد بدأت، وأن ما ينتظره قد يكون أبعد بكثير من مجرد إنقاذ إيثان.
الفصل الثاني: “الخطوات الأولى”
انطلق جايكوب في الممرات المظلمة، عازمًا على كشف الغموض الذي يحيط بالمكان. كل خطوة كانت كفيلة بأن تدفعه نحو المجهول، وكأن المكان نفسه يناديه للداخل. كلما تجرأ على الابتعاد عن الممرات الرئيسية، زادت المخاوف في قلبه. صدى خطواته كان يختلط بأصوات غير واضحة، كأن هناك من يراقبه.
توقف للحظة ليستمع. كان هناك همسات بعيدة، وكأنها تأتي من أعماق المنشأة. هل كانت أصوات أشخاص، أم كانت أصوات الكائنات التي يتحدث عنها الجميع؟ أحس بقشعريرة تجتاح جسده، لكنه تمالك نفسه. لم يكن هناك مجال للعودة الآن.
واصل السير حتى وصل إلى غرفة كبيرة أخرى، وكانت مليئة بالأدوات العلمية الغريبة. آلة ضخمة في منتصف الغرفة كانت تضيء بلون أزرق باهت، وتصدر أصواتًا غامضة. كتب على الجدران الرمادية علامات غريبة، لكن جايكوب لم يكن بحاجة إلى أن يفهم كل شيء؛ كان لديه إحساس بأن هناك شيئًا هنا يُخفي أسرارًا مظلمة.
دق قلبه بشدة، وبدأ يفحص المكان. كانت الأوراق متناثرة في كل زاوية، وعندما اقترب منها، شعر بشيء مألوف. كانت تواريخ وأسماء لأشخاص مفقودين، بينها اسم إيثان. انتابته مشاعر مختلطة من الأمل والذعر. هل كان إيثان هنا حقًا؟ كان عليه أن يعرف.
جاء صوت رعدي مفاجئ من الخارج، مما جعل جايكوب يقفز في مكانه. انطلقت كوابيس مخيفة في عقله، مشهد إيثان وهو يتوسل للمساعدة ظهر أمامه، مما زاد من عزيمته. قرر أنه لا يمكنه الوقوف هنا، يجب أن يتابع.
استمر في البحث عن معلومات، وفي أحد الزوايا، عثر على حاسوب قديم. حاول تشغيله، وعندما أضاءت الشاشة، كانت هناك قائمة بملفات مفقودة، وكان أحدها يحمل اسم "SCP-106". كان هذا هو الكائن الذي يتحدث عنه الجميع. بدأ يقرأ عن خصائصه: كائن قادر على التلاعب بالأبعاد، ومصادر الرعب التي تلتف حوله، حيث يُقال إنه يتغذى على الخوف والمعاناة.
بينما كان يتعمق في القراءة، شعر بأن الهواء أصبح أكثر كثافة. كانت الأضواء تومض بشكل غير متوقع، وكأنها تشير إلى شيء قادم. فجأة، انطفأت الأنوار تمامًا، وغمر المكان في ظلام دامس. في تلك اللحظة، أحس بشيء يتحرك بالقرب منه، كأنه يتسلل في الزوايا المظلمة.
توجه نحو الباب، ولكنه كان مغلقًا. شعر بقلبه يخفق بشدة، بينما تسارعت همسات غامضة في أذنه. حبس أنفاسه وحاول التفكير. إذا كان SCP-106 موجودًا، فهو قريب جدًا. ولكن أين؟ هل كان هناك مخرج، أم أن هذا كان مصيره؟
بينما كان يحاول استعادة هدوئه، شعر بلمسة خفيفة على كتفه. استدار فجأة، لكنه لم يجد أحدًا. كانت الغرفة فارغة، لكن الذعر ملأ قلبه. تراجع خطوة إلى الوراء، وفجأة، سمع صرخات تأتي من الممر الخارجي. كانت صرخات إنسانية، تنبعث من مكان بعيد، لكنها كانت مليئة بالألم والرعب.
تقدم جايكوب بخطوات حذرة نحو الصوت، محاولًا التوجه إلى مصدره. سمع قلبه ينبض بشدة، كأنه يتفاعل مع ذلك الصوت المأساوي. عندما اقترب أكثر، شعر بأن الأجواء كانت تتغير، وكأن الظلال تزداد كثافة.
رأى فجأة ظلًا يتحرك عبر الممرات. كان الشكل يتخذ هيئة إنسان، لكنه لم يكن إنسانًا. انطلقت قشعريرة في جسده. هل كان ذلك SCP-106؟ تذكر ما قرأه عن كيفية انقضاضه على ضحاياه. كان عليه أن يتصرف بسرعة.
في تلك اللحظة، قرر جايكوب أن يكسر حاجز الخوف. اندفع نحو المخرج الذي بدا له، لكن الظلال تلاحقه، وكأنها تخبره بأنه لا يمكنه الهروب. مع كل خطوة، كان يشعر بأن شيئًا مظلمًا يقترب، وأنه ليس وحده هنا.
كان عليه أن يستجمع شجاعته وأن يتقبل ما هو قادم. إنقاذ إيثان ليس مجرد مهمة، بل كان يتطلب مواجهة أعمق مخاوفه. كان يجب عليه أن يجد إيثان، وأن يفهم ما حدث له، مهما كانت التضحيات.
الفصل الثالث: “اللعنة المظلمة”
تسارعت خطوات جايكوب في الممر المظلم، وقد أدرك أن الوقت يمر سريعًا. كانت الأصوات تتلاشى، وبدت الغرفة كأنها تتقلص من حوله، تاركة له شعورًا خانقًا. قرر أن لا يتراجع، رغم أن الخوف كان يتسلل إلى قلبه. ما حدث لإيثان كان أمرًا لا يمكن تجاهله، وكان مصممًا على معرفة الحقيقة.
كلما تقدم، كلما ازدادت الظلال حوله. كانت تتراقص على الجدران كما لو كانت حية. لمح من بعيد بابًا مفتوحًا، وذهب نحوه بعزيمة أكبر، وكأن الأمل يلوح أمامه. وعندما اقترب، شعر بشيء غريب، شيء لا يمكن تفسيره، كأن المكان نفسه يتفاعل مع وجوده.
دخل الغرفة، ووجد نفسه في مساحة واسعة مليئة بالكتل الخرسانية. كان هناك جهاز ضخمة، مضاءة بأضواء خافتة، تصدر أصواتًا غريبة، وكأنها تتحدث بلغة غير مفهومة. على الجدران، كانت هناك لوحات جدارية تظهر مشاهد لأشخاص محبوسين في ظلال، وعلامات تحذيرية مكتوبة بخط رديء.
لكن أكثر ما لفت انتباهه هو صورة كبيرة لـ SCP-106، الكائن الذي يعيش في الأساطير. كان ينظر إليه بنظرة تخترق الروح. بدا وكأنه يتحدى جايكوب للابتعاد أو الاقتراب. شعر بجاذبية قوية نحو الصورة، لكنها كانت مخيفة في نفس الوقت.
تذكر جايكوب ما قرأه عن الكائن. كان قادرًا على إحداث أبعاد جديدة، وأي شخص يدخل إلى عالمه يصبح جزءًا من كابوسه. ولكن لماذا كان لديه هذا الشعور بأن إيثان كان هنا، في هذه الغرفة، في تلك اللحظة؟ كان هناك شيء غير عادي يجذبهم معًا، وكأن القدر قد جمعهم.
استمر في استكشاف الغرفة، بينما كان قلبه ينبض بشدة. وجد على أحد الطاولات مجموعة من الملاحظات والملفات، وعندما قرأها، شعر بصدمة. كانت تقارير عن اختفاء أشخاص، وذكر أحد التقارير اسم إيثان. "تم الإبلاغ عن اختفائه في الليلة الماضية، ولم يُعثر عليه". لم يتمكن من كبح مشاعره. هل كان إيثان هنا حقًا؟
بينما كان يمسك بالملف، انقطع كل شيء فجأة. انطفأت الأنوار، وأصبحت الغرفة مظلمة بالكامل. أدرك أنه في خطر، ورغم أنه كان يظن أنه يستطيع التعامل مع الموقف، إلا أن الرعب بدأ يتسلل إلى قلبه.
سمع خطوات قريبة، خطوات غير بشرية. كانت تقترب منه، وكأنها تعود إلى عالمه. ولم يكن بإمكانه فعل شيء سوى الوقوف في مكانه، مشدودًا بين الرغبة في الهروب وبين الفضول لمعرفة ما يحدث. ثم خرج من الظلام شكل بشري، لكن عيونه كانت تلمع باللون الأحمر، وشعره كان ينسدل بطريقة غريبة، كأنما كان جزءًا من الظلام نفسه.
"أنت تبحث عن إيثان، أليس كذلك؟" جاءت الكلمات وكأنها همسات، ودوّت في أذنه كصدى لعذابات مريرة. كان الصوت ينتمي إلى الكائن، لكن كيف يعرف؟ كيف استطاع التعرف عليه؟
"أين هو؟" سأل جايكوب بصوت مرتجف، محاولًا الحفاظ على هدوئه.
"في مكانٍ بعيد، حيث الظلال تخفي الأسرار. ولكنه ليس وحده." كانت الكلمات غامضة، لكن جايكوب شعر بشيء يتسلل إلى عقله، وكأن الكائن يحاول السيطرة على أفكاره.
لم يعد بإمكانه تحمل هذا. يجب أن يجد إيثان، وأي شيء كان عليه القيام به، سيفعله. تجمعت شجاعته وركض نحو الباب، محاولًا الهروب من هذه الكوابيس. لكن الكائن لم يكن ليتركه بهذه السهولة.
“لا تظن أنك تستطيع الهروب. يمكنك الهروب من المكان، ولكن لا يمكنك الهروب من مصيرك.”
أحس جايكوب برغبة غامضة في العودة، وكأن الكائن كان يسحب روح كل من يقترب منه. ولكن رغم ذلك، قرر أنه لن يستسلم. دفع الباب بأقصى قوته واندفع خارجه، مدفوعًا بشغف الهروب والبحث عن إيثان.
لكن كلما هرب، كانت الظلال تتبع خطاه، وتؤكد له أنه لا يمكنه الفرار من المجهول. أمامه، كانت الأبواب مغلقة، ولا سبيل للهروب. وكلما انطلق بعيدًا، كانت الأصوات تتزايد، وكانت الهمسات تحيط به، وتخبره أنه لا يمكن أن ينسى ما حدث.
كان عليه أن يتقبل أنه دخل عالمًا مظلمًا لا يمكن الفكاك منه، وأن هذا الكائن لن يتوانى عن ملاحقته حتى النهاية. بينما كانت الغرفة تضيق من حوله، استعد جايكوب لمواجهة أسوأ كوابيسه، عازمًا على إنقاذ إيثان، مهما كانت التكلفة.
الفصل الرابع: “العدو الغامض”
تجاوز جايكوب الأبواب المغلقة بسرعة، عازمًا على الخروج من هذا الكابوس. ولكن كلما ركض، كلما كانت الممرات أكثر تعقيدًا وكأنها مصممة لتخدعه. صدى خطواته كان يرن في أذنه، وكانت الهمسات تزداد قوة، تنذره بأنه ليس وحده.
مع كل خطوة، كانت تلك الأصوات تتزايد، كأنها تأتي من داخل عقله. كانت أفكار مرعبة تتدفق في ذهنه: ماذا حدث لإيثان؟ هل كان لا يزال على قيد الحياة؟ كان عليه أن يستمر، حتى لو كانت الأحوال تتعقد.
توقف فجأة عند مفترق طرق، حيث كانت هناك ثلاثة ممرات مظلمة. لم يكن يعرف أي ممر يجب أن يتبع، لكن في تلك اللحظة، شعور غريب بالحدس دفعه نحو الممر الأيمن. كان ضوء خافت يظهر من بعيد، وكأنه يدعوه للذهاب نحو الأمان.
عندما اقترب، اكتشف أنه غرفة أخرى، ولكنها كانت مختلفة عن السابق. كانت هناك صور ملصقة على الجدران، تمثل تفاصيل رعب الكائن SCP-106، كائن الأبعاد المتعددة، وكم من الأذى يمكن أن يسبب. لكن ما كان يثير قلقه هو أن إيثان كان قد تم رصده هنا، في هذا المكان بالذات.
أحس بجاذبية قوية نحو صورة قديمة لإيثان وهو مبتسم. كانت الصورة تمثل أيامًا سعيدة، أيام لم يكن فيها أي من هذه الكوابيس. لكنه أدرك أنه كان هنا، في هذا المكان المظلم، وأنه بحاجة إلى الخروج.
"ساعدني، من فضلك!" جاءت الصرخات من مكان بعيد، وركض جايكوب نحو الصوت، محاولًا تحديد موقعه. كلما اقترب، كلما كانت الصرخات أكثر وضوحًا، مما أعطاه شجاعة للذهاب بعيدًا.
عندما دخل غرفة أخرى، كانت فارغة تمامًا، لكن الأرض كانت مغطاة بالرماد. ثم اكتشف كائنًا غريبًا يجلس في الزاوية. كان بشريًا إلى حد ما، لكن وجهه مشوه بشكل غير طبيعي، عيونه كانت عميقة، وكأن هناك ظلامًا داخليًا يلتهم روحه.
"هل تبحث عن إيثان؟" سأل الكائن بصوت مبحوح، وكأنه كان يراقب كل تحركاته.
"نعم، أين هو؟" أجاب جايكوب بسرعة، يحاول عدم إظهار مشاعر الخوف.
"إنه في مكان مظلم، في قفص الأوهام." كانت الكلمات تتدفق من الكائن، لكنها كانت تحمل شيئًا غامضًا.
"قفص الأوهام؟" تساءل جايكوب، محاولاً فهم المعنى. “كيف يمكنني الوصول إليه؟”
ابتسم الكائن ابتسامة شبحية، “فقط اتبع الظلال، ولكن احذر. الأعداء ليسوا دائمًا كما يبدو.”
بمجرد أن أنهى الكائن حديثه، اختفى فجأة في الظلام. ترك جايكوب في حالة من الذهول، وهو يتساءل عن هويته. هل كان صديقًا أم عدوًا؟ كان لديه انطباع غريب بأن هذا الكائن كان يحمل أسرارًا عميقة، لكن كان عليه أن يتحرك.
خرج من الغرفة، وعاد إلى الممرات. كان قلبه ينبض بقوة، لكن عزيمته كانت أكبر من مخاوفه. مشى نحو الممر الأيسر، حيث بدا له أن الظلال تنبض بالحياة، كأنها تخفي شيئًا ما.
مع كل خطوة، شعر بتوتر في الأجواء، وكأن شيئًا سيئًا يقترب. الأضواء تومض من جديد، وكأنها تتحداه. وفي لحظة، رأى شيئًا يتحرك في الزاوية. كان الكائن، SCP-106، يتجسد أمامه.
"لقد جئت بعيدًا، يا جايكوب." قال بصوت خافت، وكأن كل كلمة كانت تؤذي الأذن. “أنت جزء من لعبة أكبر، ولست وحدك هنا.”
هنا، أمامه، كان الكائن بكل ما فيه من رعب. جسده كان يتدفق كالسائل، ويتحول بين الظلال، وكان هناك إحساس باليأس يتسلل إلى قلب جايكوب.
"لماذا تفعل هذا؟" سأل، محاولًا عدم إظهار ضعفه.
"لأنني أستمد قوتي من الخوف، وأنت، يا جايكوب، تجلب لي الكثير." جاء الصوت وكأنه همس في الظلام.
جايكوب تراجع خطوة للوراء، وعيناه متسعتان من الذعر. لم يكن هناك مفر. كانت اللعبة قد بدأت، وكان عليه أن يكون شجاعًا.
دفعه الشغف إلى الأمام، لكن الخوف من الكائن أضعف إرادته. في تلك اللحظة، أدرك أن الأمور لن تكون كما ظن. كان عليه أن يتبع قلبه، وأن يبحث عن إيثان مهما كانت العواقب.
ومع كل خطوة، تذكر الوجوه التي أحبها، تذكر إيثان، وتذكر السبب وراء مجيئه إلى هذا المكان. يجب أن يكون قويًا. لم يكن وحيدًا في هذه المعركة.
مع تجدد عزيمته، قرر جايكوب أن يواجه الكائن، وأن يستمر في سعيه نحو إنقاذ صديقه. كانت هذه المعركة من أجل البقاء، ومن أجل الحرية. لكنه كان يعلم في أعماق قلبه أن هذه كانت مجرد بداية لتحديات أكبر تنتظره.
الفصل الخامس: “مواجهة المجهول”
كان الهواء في الغرفة مشحونًا بالتوتر. جايكوب شعر كأنه محاصر بين عالمين، عالم الظلام الذي يسيطر عليه SCP-106 وعالمه الخاص الذي يحاول الحفاظ عليه. لم يكن لديه أي خيار سوى المضي قدمًا، مهما كانت العواقب.
"أنت تبحث عن إيثان، لكن هل تعرف حقًا ما الذي تبحث عنه؟" جاء صوت الكائن، وكأنه يتلاعب بأفكار جايكوب، يحاول زعزعة ثقته.
"أعرف ما أريده! أريد أن أراه!" رد جايكوب، متجاهلاً الإحساس باليأس الذي بدأ يتسلل إلى قلبه.
لكن الكائن لم يكن مهتمًا بما يقوله. كان يتقدم بخطوات بطيئة، يتلاعب في الظلال حوله وكأنما يرقص. “إذا كنت تبحث عنه، فعليك أن تتجاوز مخاوفك. عليك أن تتعلم كيف تتقبل الظلام الذي في داخلك.”
بدأت جدران الغرفة تتقلص، وكأنها كانت تتفاعل مع كلمات SCP-106. نظر جايكوب حوله، وعينه تتبع كل حركة. كان المكان يتغير باستمرار، كما لو أن الكائن كان يلعب لعبة جديدة معه.
"أنت خائف، أليس كذلك؟" سأل الكائن، وهو يقترب أكثر فأكثر. “خوفك هو قوتي، وما دمت هنا، سأكون دائمًا قريبًا منك.”
في تلك اللحظة، تذكر جايكوب كل ما مر به، اللحظات التي شعر فيها بالوحدة والفشل. كل تلك اللحظات كانت تسحب منه الشجاعة. لكن ماذا لو استطاع استغلال هذه المشاعر؟ ماذا لو كان لديه القوة للوقوف في وجه خوفه؟
"لا!" صرخ فجأة، وكأنه استيقظ من حلم كابوسي. “لن أسمح لك بالتغلب علي. أريد إيثان، وسأفعل أي شيء لاستعادته!”
ابتسم SCP-106 ابتسامة شبحية، وكأنما أُعجب بتحدي جايكوب. “هذه هي الروح التي أبحث عنها. لكن عليك أن تعرف، إذا ذهبت إلى عمق الظلام، قد لا تعود كما كنت.”
ومع كل خطوة، بدأت الظلال تتقارب حوله، وكأنها تحاول منعه من التقدم. لكن جايكوب قرر أنه لن يتراجع. كان عليه أن يواجه كل تلك الأجزاء المظلمة من نفسه، وكل تلك الذكريات المؤلمة.
استمر في المضي قدمًا، متمسكًا بالذكريات الجيدة لإيثان، تلك اللحظات التي قضياها معًا، الضحكات والصداقات. في كل مرة كانت تتغلب عليه المشاعر، كان يسترجع صورة صديقه.
"إيثان، أحتاجك!" صرخ في المجهول، آملاً أن تصل صرخته إلى صديقه.
فجأة، بدأت الأضواء تتلاشى، وأحس جايكوب بحضور قوي. كان هناك شيء يتغير في الغرفة، وكأن SCP-106 كان متفاجئًا أيضًا. لم يعد جايكوب مجرد ضحية، بل أصبح شخصًا عازمًا على القتال من أجل ما يؤمن به.
بينما كان يحارب الظلال، لاحظ وجود نافذة صغيرة في أعلى الجدار. كانت ضوءًا خافتًا يبرز من خلال الزجاج المحطم. رآها كفرصة، كوسيلة للهروب من هذا الكابوس.
"هذا هو!" همس لنفسه. “يمكنني الخروج!”
ركض نحو النافذة، لكن الكائن كان أسرع. ظهر أمامه، مسببًا له شعورًا خانقًا بالخوف. “لن تخرج بهذه السهولة، يا جايكوب. لقد دخلت عالمي، وعليك أن تدفع الثمن.”
في تلك اللحظة، كان على جايكوب أن يختار. هل يستسلم للخوف الذي يسيطر عليه، أم يواجه الكائن ويستمر في البحث عن إيثان؟
في عمق قلبه، أدرك أنه لا يمكنه التراجع. كان عليه أن يكون قويًا، ليس لنفسه فقط، بل من أجل إيثان أيضًا. تجمع كل ما لديه من شجاعة، ودفع نفسه للقتال.
"لن أسمح لك بتحديد مصيري!" صرخ، وكان صوته يتردد في أرجاء الغرفة.
اندلعت قوى غير مرئية، وكأن القتال بين جايكوب وSCP-106 قد بدأ. تمزقت الظلال، وتصاعدت أصوات معركة كأنها تعزف لحنًا غامضًا. بينما كان يواجه الكائن، تذكر إيثان، وأعاد ذلك الشعور بالحب والصداقة الذي ربطهما معًا.
ومع كل ضربة، كل مقاومة، أدرك جايكوب أنه لم يكن وحده. كانت ذكرى إيثان تتدفق في شرايينه، تمنحه القوة. كان هناك شعور من الأمل، ورغبة في النجاة.
وفي تلك اللحظة، بينما كانت المعركة تشتعل، كان مصيرهم في أيديهم. كانت الظلال تتراجع، وبدأ الكائن يخسر قوته. جايكوب استطاع استعادة جزء من قوته، وكأن قوى الظلام كانت تتقلص.
"أنا هنا، إيثان! سأجدك!" صرخ، وكانت كلماته تطير عبر الأبعاد، كما لو كانت تخترق جدران المجهول.
الفصل السادس: “أصداء الخوف”
بينما كان جايكوب يحارب الكائن SCP-106، بدأت الأضواء تتراقص حوله. كان هناك صراع بين النور والظلام، كأن العالم من حوله قد انقسم إلى قسمين، كل جانب يتجلى بقوته الخاصة. كان جايكوب يشعر أنه على حافة الانهيار، لكن عزيمته لم تكن لتضعف.
"لن أستسلم!" صرخ مرة أخرى، عازمًا على كسر حلقة الخوف التي كانت تحكم عليه. كانت عينه تبحث عن أي شيء يمكن أن يساعده في التغلب على هذا العدو الغامض.
ثم رأى شيئًا يتلألأ في الزاوية. كان عبارة عن كائن معدني، ربما كان جزءًا من معدات الأبحاث التي تركها العاملون في السابق. اندفع نحوه، ووقف أمامه، محاولًا استخلاص القوة من كل جزء في هذه الغرفة المظلمة.
"هذا هو!" همس لنفسه وهو يمسك بقطعة المعدن. في لحظة من الإلهام، خطرت له فكرة. يمكنه استخدام هذا الكائن كدرع، كحماية ضد الكائن الذي يهاجمه. كانت هذه القطعة تحمل في طياتها الأمل، أملًا للنجاة.
لكن SCP-106 لم يكن ليقف مكتوف الأيدي. مع تجسده في الظلال، اقترب بسرعة البرق، عازمًا على استعادة السيطرة. كانت الظلال تتشكل من حوله كأذرع مرعبة، وكأنها تحاول ابتلاع كل ما في طريقها.
"أنت لا تستطيع الهروب من ظلي، جايكوب." قال الكائن بصوت عميق، واهتزت الجدران مع كل كلمة. كان كأنه يحيط به من كل جانب، وكأن كل كلمة يخرجها تمثل تهديدًا مباشرًا.
بينما كان يتأمل في عيني الكائن، تذكر فجأة اللحظة التي اكتشف فيها قوة الصداقة. تلك اللحظة التي كان فيها إيثان بجانبه، يشجعه على مواجهة مخاوفه. "إذا كنت تبحث عن القوة، فستجدها في الصداقة." كانت تلك هي الكلمات التي لطالما آمن بها.
وبدأت قوة ذكريات إيثان تتجلى مرة أخرى في قلبه. "لا!" صرخ جايكوب، وهو يحول تركيزه إلى تلك اللحظات الجميلة. “أنت لا تعرفني! أنا لست كما تتصور!”
ركض جايكوب باتجاه SCP-106، ورفع قطعة المعدن في وجهه، كأنه يقاوم وحشًا مرعبًا. “أنت لا تستطيع التحكم بي، أو بخوفي! لدي أصدقاء يقفون معي!”
فجأة، تلاشى كل شيء من حوله. بدت الغرفة تتبدل، وكأنها تفتح بوابة إلى عالم آخر. سمع أصواتًا بعيدة، صرخات تأتينا من أعماق الظلام. كانت أصوات إيثان، تتردد عبر الزمان والمكان، تعطيه القوة التي يحتاجها.
"جايكوب!" جاءت الصرخة واضحة، وكأنها صدى آتٍ من أعماق كابوسه. “ساعدني!”
كانت هذه الكلمات كافية لدفعه إلى الأمام. تذكر كم كانوا قريبين، كيف كان إيثان دائمًا موجودًا لدعمه. "أنا قادم، إيثان! سأحارب من أجلك!" صرخ جايكوب وهو يشعر بأن الروح المعنوية ترتفع داخل قلبه.
بدأت الظلال تنحسر، وكأن الكائن يشعر بالخوف من تلك القوة المتجددة. "لا تفكر في أصدقائك!" همس SCP-106، وكأنما كان يحاول زعزعة ثقة جايكوب مرة أخرى. “لن ينقذك أحد!”
لكن جايكوب لم يستمع. استخدم كل ما لديه من قوة لتوجيه تلك القطعة المعدنية نحو الكائن. “أنا لست وحدي، ولن أكون أبداً!”
بينما كان يحارب الكائن، أحس بشيء عميق يتغير داخله. لم يكن مجرد شاب خائف، بل كان شخصًا يمتلك القوة والعزيمة. مع كل ضربة، كان يعيد تشكيل نفسه، ويدافع عن كل ما يؤمن به.
ومع مرور الوقت، أدرك أن الخوف ليس عدوًا بل تجربة يجب تجاوزها. كلما واجه تلك الظلال، كان يستعيد جزءًا من نفسه، جزءًا كان يعتقد أنه فقده.
في خضم المعركة، بدأت الغرفة تتحول مرة أخرى. انتزع جايكوب نفسه من القيود التي وضعها SCP-106 عليه. ورأى فجأة نافذة أخرى تتشكل أمامه، كانت تفتح على عالم آخر، عالم مليء بالنور.
"إيثان، أنا هنا!" صرخ، مستجمعًا قوته.
لكن الكائن كان لا يزال يتقدم، وكأنما كان يسحب الظلال نحو جايكوب. كانت تلك اللحظة حرجة. كان يجب أن يتخذ قرارًا سريعًا، إما أن يتراجع أو يقاتل بكل ما لديه.
"إيثان، لن أتركك!" جاء صوته مدويًا، فاندفع نحو نافذة النور، وعبرها مباشرة.
فجأة، وجد نفسه في غرفة جديدة. كانت الإضاءة أكثر إشراقًا، والجدران لم تعد مظلمة. وكان هناك شيء ما يدعوه، وكأن صدى إيثان كان ينجذب إليه.
"هل أنت هنا؟" سأل بصوت مرتجف، وهو ينظر حوله.
لكن لم يكن هناك أحد. كان المكان يبدو وكأنه مليء بالأمل، ولكن قلبه كان مثقلاً بالقلق. أين كان إيثان؟
عندما نظر حوله، لاحظ تفاصيل أخرى. كانت هناك صور على الجدران، تمثل تجارب سابقة، مغامرات صداقة، وكانت هناك أيضًا صور قديمة لجايكوب وإيثان معًا، يضحكون ويستمتعون بالوقت.
"يجب أن أجدك، يا صديقي." همس في نفسه، بينما بدأ يتحرك في المكان الجديد، باحثًا عن أي دليل يمكن أن يقوده إلى إيثان.
ومع كل خطوة، كانت تلك الذكريات تتجلى أمامه. كان يعرف أن إيثان في مكان ما، وأنه لا يمكنه الاستسلام الآن. كانت المعركة قد تغيرت، ولكن الهدف لم يتغير.
بينما كان يسير، كان يخبر نفسه بأنه لا يزال قويًا، وأن الصداقة هي القوة الحقيقية. كلما تقدّم، كان الإيمان بإيثان يكبر في قلبه.
الفصل السابع: “الذكريات المنسية”
بينما كان جايكوب يتجول في الغرفة الجديدة، بدأ يشعر بشيء غير عادي. كان المكان يشبه صالة عرض لأسرار الماضي، مليئة بالصور والذكريات. كان كل شيء حوله ينبض بالحياة، وكأن الأشباح التي مر بها قد عادت لتهمس في أذنه.
"يجب أن أجد إيثان." قال جايكوب بصوت منخفض، بينما بدأ يدرس كل صورة في الجدران. كانت بعضها تحمل تفاصيل دقيقة لمغامراتهم السابقة، بينما كان بعضها الآخر يبدو كفجوات في ذاكرتهم.
رأى صورة لهما معًا، يمسكان بأيدي بعضهما، في يوم مشمس. كانت الابتسامات تملأ وجوههما، والفرح يتجلى في عيونهما. تذكر تلك اللحظة جيدًا، كيف كانا يحلمان بالمستقبل وكيف كانا يتحدثان عن مغامراتهم القادمة. كان ذلك قبل أن تتبدد البراءة وتظهر المخاوف.
تقدم خطوة أخرى، وتبين له صورة أخرى، كان فيها إيثان يلعب مع كلبهما، "ماكس". كانت اللحظة جميلة، تبرز فرحة الطفولة وصدق الصداقة. "أين أنت يا إيثان؟" همس، متمنياً أن يعود كل شيء كما كان.
بينما كان يتجول، بدأ يشعر بشيء غريب. كان هناك ضوء خافت ينبعث من غرفة مظلمة في الزاوية. كان من الواضح أنه كان يناديه. "يجب أن أرى ما في الداخل." قرر في نفسه، متجاهلاً صوت الخوف الذي كان يحاول منعه.
فتح الباب ببطء، وكأنه يخشى ما قد يجد في الداخل. كانت الغرفة مظلمة، ولكن بفضل الضوء الخافت، استطاع أن يرى بعض الظلال تتراقص حوله. كانت الصور مقلوبة، والأشياء مكسورة، وكأنها كانت تعكس الفوضى التي حدثت في حياتهما.
"إيثان!" صرخ، يأمل أن يرد عليه صديقه. لكن لم يكن هناك إجابة. فقط صدى صوته يتردد في أرجاء الغرفة، كأن المكان نفسه كان يتجاهله.
تقدم أكثر، وفجأة، اصطدم بشيء صلب. نظر لأسفل، ورأى حقيبة قديمة، مغطاة بالغبار. كان من الواضح أنها كانت جزءًا من مغامراتهم، تلك الحقيبة التي استخدموها في رحلاتهم السابقة. فتح الحقيبة ببطء، وعثر بداخلها على عدة أشياء عزيزة، مثل الخريطة التي كانا يستخدمانها لاستكشاف الغابات القريبة، والكتب القديمة التي قرأوها معًا.
بينما كان يستعرض محتويات الحقيبة، عادت ذكرياته مع إيثان فيضًا من المشاعر. تذكر كل تلك الليالي التي قضياها معًا، وهما يتحدثان عن أحلامهما وكيف كان إيثان دائمًا مصدر إلهامه. "كنت دائماً بجانبي، لماذا تركتني؟" سأل بصوت خافت، وكأن الحقيبة تحمل جوابًا.
بينما كان يبحث، اكتشف شيئًا آخر، كان دفتر ملاحظات صغير. فتحه ليجد ملاحظات مكتوبة بخط إيثان. كانت تلك الكلمات عبارة عن أفكار وأحلام، خطط لمغامرات لم تتحقق أبدًا. “إذا كان بإمكاني أن أكون بطلًا، سأكون معك، يا جايكوب.”
انفجر قلبه بالمشاعر. كيف يمكن أن يترك كل هذا خلفه؟ كيف يمكن أن يتجاهل صديقه كل تلك الذكريات؟ ألقى الدفتر على الأرض وكاد أن يبكي، لكن كان عليه أن يظل قويًا. "لا، إيثان لن أتركك!" هتف، واستجمع قوته مرة أخرى.
خطر بباله فجأة أن كل ما فعله SCP-106 كان لزيادة خوفه، لتشتيت انتباهه عن هدفه الحقيقي. "لن ألعب لعبتك بعد الآن!" قال بصوت حازم.
ترك الحقيبة خلفه وخرج من الغرفة، وعاد إلى الصالة الرئيسية. كانت الصور على الجدران لا تزال تراقبه، لكنه لم يعد يشعر بالخوف. أصبح المكان كأنه يحمل كل ما مر به، وكل ما كان يقاتل من أجله.
ولكن، بينما كان يستعد للمضي قدمًا، شعر بشيء يتحرك خلفه. كانت الظلال تتجمع مرة أخرى، وكأن SCP-106 يحاول استعادة السيطرة. “أنت لا تستطيع الهروب، جايكوب. لقد رأيت مخاوفك، ورأيت ضعيفك.”
نظر إلى الكائن، وشعر بخوفه يحاول العودة. لكن هذه المرة، كان مختلفًا. "أنا قوي، وسأقاتل من أجل صديقي!" صرخ، وهو يمد يده نحو الكائن.
ومع كل خطوة، كانت الظلال تتلاشى أمامه. "إيثان، سأجدك!" صرخ مرة أخرى، عازمًا على تحقيق ذلك. ومع توحد ذكرياته، بدأ جايكوب يشعر بقوة جديدة تتجلى في داخله. كان كل ما مر به مجرد جزء من رحلته، والآن حان الوقت لمواجهة العدو مرة أخرى.
كان يركض نحو الضوء، حيث كانت ظلال SCP-106 تنسحب. وعندما وصل إلى الحافة، نظر إلى الوراء، ورأى الكائن يتلاشى. كان هناك شعور من الانتصار يتدفق في عروقه.
"هذا ليس النهاية!" صرخ الكائن بصوت عميق، وكأن كلماتها كانت تتلاشى مع الظلال. “سأعود، وستكون خائفًا مرة أخرى.”
لكن جايكوب لم يعبأ بكلامه. كانت لديه المهمة، وكان لديه الأمل. “لن أسمح لك بالعودة. سأقاتل من أجل إيثان، وسأبقى قويًا.”
تجاوز الحدود، وأحس بشيء جديد ينبض في قلبه. كانت رحلته لم تنته بعد، وكان لديه أمل بأن يجتمع مع صديقه مرة أخرى.
الفصل الثامن: “النزاع الداخلي”
بينما كان جايكوب يركض بعيدًا عن الكائن المظلم، بدأ قلبه ينبض بسرعة أكبر. كانت الإثارة والخوف يختلطان في دمه، وكان عليه أن يركز على هدفه الوحيد: العثور على إيثان. ومع ذلك، كانت الظلال تتلاشى، لكنه كان يعلم أن هذا لا يعني نهاية المطاف. كان SCP-106 لا يزال في الأفق، يراقبه في صمت، كالنسر الجائع.
"يجب أن أكون قويًا." قال لنفسه وهو يستجمع أنفاسه. "لا يمكن أن أترك الخوف يسيطر علي." اتجه نحو المخرج، ولكن قلبه كان مثقلاً بالذكريات. كل ما مر به مع إيثان كان ينغص عليه اللحظة، وكان عليه أن يتجاوز ذلك.
في تلك اللحظة، شعر بشيء مختلف. كان هناك شعور من الفوضى يتجلى في داخله، وكأن ذكرياته الخاصة كانت تتصارع مع نفسه. "أنت لن تجد إيثان، أنت وحدك هنا." همست صوته الداخلية، وأثارت فيه مخاوفه. “لا يوجد أحد لمساعدتك، ولا أحد سيتذكر ماضيك.”
لكنه أغلق عينيه، محاولًا طرد تلك الأفكار المظلمة. تذكر تلك اللحظات التي ضحك فيها مع إيثان، كيف كانا يستكشفان الغابات معًا، وكم كان كل واحد منهما يعتمد على الآخر. "لا، هذا ليس صحيحًا!" هتف جايكوب. “إيثان هو جزء مني، ولن أتركه يغادر.”
بينما كان يجلس على الأرض في زاوية مظلمة، بدأ يتذكر ما حدث في الماضي. كيف فقدوا أصدقائهم وكيف أن كل تلك الأحداث السلبية قد غيرت حياتهم. “أحيانًا كنت أشعر أنني أريد الهرب، لكن إيثان كان دائمًا هنا ليقول لي: لننتصر على كل شيء.”
ثم جاءه شعور غريب. "ما الذي سيحدث لو لم يكن إيثان هنا؟" سألت نفسه. "ما الذي سيحدث لو تخليت عنه في تلك اللحظة؟" بدأت تلك الأفكار تغرقه، وكأن الخوف يعود ليتسرب إلى قلبه.
"أنت خائف من الوحدة." قال صوته الداخلية، وكأنها ضحكت على ضعفه. “لن تستطيع الاستمرار. أنت محاصر في هذا المكان المظلم، ولن ينجو أحد.”
بغض النظر عن المشاعر التي كانت تتصارع في داخله، قرر جايكوب أن يتحدث إلى نفسه بطريقة إيجابية. “لقد مررت بكل هذا، وعلي أن أكون قويًا من أجل إيثان. يجب أن أكون قوة له، حتى لو كان بعيدًا.”
قام من الأرض، وشعر بشيء جديد ينمو في قلبه. كانت الذكريات التي زارته قد أعطته قوة جديدة. “يجب أن أواجه مخاوفي، وألا أسمح لـ SCP-106 بالتلاعب بي.”
عندما اقترب من المخرج، أحس بشيء مختلف. كان الهواء منعشًا، وكأن هناك شيئًا جديدًا ينتظره في الخارج. "أحتاج إلى خطة." قال، وعقله بدأ يستجمع الأفكار. “سأبحث عن مكان آخر، وسأحاول العثور على أي دليل يقودني إلى إيثان.”
استمر في المشي بخطوات ثابتة نحو الباب. كلما اقترب، كانت الأفكار تنمو في ذهنه. كان عليه أن يستعيد السيطرة على نفسه، ويجعل نفسه غير قابل للتأثر بـ SCP-106. “أحتاج إلى خطة. ربما يمكنني استخدام ذكرياتي كأداة.”
عندما خرج من الغرفة، وجد نفسه في ممر مظلم آخر. كانت الجدران متصدعة، وكأن المكان كان يئن تحت وطأة الزمن. كان عليه أن يكون حذرًا، إذ كان يعلم أن SCP-106 قد يترصد له في أي لحظة.
بينما كان يتجول، اكتشف شيئًا غريبًا. كان هناك نافذة صغيرة، ورغم أنها كانت مغطاة بالغبار، إلا أنه رأى شيئًا يتلألأ في الداخل. اقترب بحذر، وعندما لمس الزجاج، انكسرت الطبقة السطحية من الغبار وكشفت عن صورة قديمة.
كانت الصورة تعود إلى سنوات مضت، وظهر فيها إيثان وهو يقف أمام مبنى قديم، يتأمل في الأفق. كان هناك ضوء غريب ينعكس على وجهه، وكأنه يشعر بشيء قوي. "إيثان، كنت هنا؟" همس جايكوب، بينما كانت الذكريات تتدفق إلى ذهنه.
تذكر كيف أن إيثان كان دائمًا شجاعًا، وكيف أنه كان يحاول اكتشاف كل ما هو غامض. "إذا كان هناك أي دليل، يجب أن أجد هذا المبنى." قرر جايكوب، وعاد للتركيز على هدفه.
مع كل خطوة، شعر بالروح تتجدد فيه. كان عليه أن يكتشف ما حدث لإيثان، ويخرج من دائرة الخوف. “لا يمكن أن يكون كل هذا حقيقيًا. علي أن أكون أقوى من SCP-106. أنا لست ضحية، بل محارب.”
أخذ نفسًا عميقًا وتوجه نحو المخرج، عازمًا على مواجهة كل المخاطر من أجل إنقاذ صديقه. “لن أتركك، إيثان. سأفعل أي شيء لأجلك.”
بينما كان يسير نحو المجهول، أحس بشيء يدعمه، شعور بالوحدة بدأ يتلاشى. كان لديه هدف، ومع كل خطوة، كانت قوة ذكرياته تدعمه.
الفصل التاسع: “الصرخة في الظلام”
لم يكن الطريق سهلاً. بينما تقدم جايكوب في الممرات المظلمة، كان الهواء خانقًا، وكأن كل نفس يلتقطه كان يحمل معه وطأة الخوف. لم يكن المجهول هو ما كان يثير القلق، بل كان ما قد يجد في هذا المكان الملعون. عادت إليه الذكريات كما لو كانت تتجدد، تجعله يشعر وكأن كل ركن يحيط به يحمل قصة مأساوية.
"أحتاج إلى أن أكون سريعًا، لكن بحذر." همس لنفسه، محاولاً التركيز على هدفه. كانت الصور تتدفق في عقله، تجلب معها إحساساً بالفقد. تذكر كيف كان إيثان يضحك في الأيام الجيدة، وكيف كانت الأحلام تبدو بلا حدود. "يجب أن أستعيد تلك الأيام." قال بصوت مسموع، كأنه يتحدث إلى شبح صديقه.
بينما كان يخطو خطواته، سمع صوت صرير يأتي من أحد الأبواب القديمة. كان الصوت متقطعًا، وكأنه يصرخ في داخله. "إيثان؟" سأل بقلق، لكنه تلقى فقط صدى صوته، مما زاد من توتره.
عندما اقترب من الباب، لاحظ شيئًا غريبًا. كان هناك خطوط على الأرض، وكأن شيئًا قد سُحب عبرها. لم يكن هناك شك في أنه كان أثرًا آخر من آثار SCP-106. "يجب أن أكون حذرًا." أدرك أنه كان في قلب المجهول، وأن عليه البقاء في حالة تأهب.
فتح الباب ببطء، وعندما دخل، وجد نفسه في غرفة مظلمة أخرى. لم يكن هناك أي ضوء سوى ما ينبعث من شرارة في الزاوية. أضاءت الشرارة المكان، وكشفت عن العديد من الأشياء المتناثرة، بما في ذلك أوراق متهالكة وكراسات قديمة.
بينما كان يتفحص الغرفة، أدرك أن هناك شيئًا مألوفًا في أحد الكراسات. كانت ملاحظات مكتوبة بخط إيثان. "إذا كنت تبحث عني، ابحث عن الضوء." كانت الكلمات بمثابة صدمة له. كانت إيثان دائمًا ما يستخدم الكلمات كوسيلة للهروب من المخاوف، وكأنها كانت تمثل بصيص الأمل وسط الظلام.
"هل كان هنا؟" تساءل، بينما كان قلبه ينبض بقوة. "هل كان يخطط للعودة؟" ولكن ثم تذكر أن كل تلك الكلمات كانت جزءًا من القصة التي حكتها له، قصص الأمل والشجاعة. “يجب أن أجد الضوء.”
بينما كان يتجول في الغرفة، سمع صوتًا آخر، لكنه كان أكثر حدة. كان صوت صراخ. "إيثان!" صرخ، وفي قلبه شعور متزايد بالقلق. كان يعرف أنه لم يعد وحيدًا. كان هناك شيء آخر هنا، شيء يختبئ في الظلام.
اندفع نحو مصدر الصوت، متجاهلاً الخوف الذي كان يجتاحه. "إيثان، هل أنت هنا؟" لكن الصرخات كانت تتلاشى، كأنها تُخنق بقبضة من الخوف. "لا!" هتف، وهو يشعر بعواصف من القلق تضربه. “لا يمكن أن يكون قد حدث له شيء!”
دفع الباب الآخر بحدة، وكان المشهد الذي واجهه صادمًا. كانت الغرفة مليئة بالظلال المتحركة، وكأن الكائنات كانت تتراقص في خفة، تبحث عن ضحية جديدة. لكن ما رآه كان أكثر إزعاجًا. كان هناك آثار دماء على الأرض، وكأنها خطت خطوات مأساوية.
"إيثان!" صرخ مرة أخرى، قلبه يتفطر. كان بإمكانه الشعور بوجود SCP-106، كان شعوره بالقرب منه، وكأنه يتربص في زوايا الغرفة. كان ذلك الكائن يمثل كل ما يثير رعبه، كل ما يخشاه.
لكن كان لديه أمر واحد يدفعه إلى الأمام. لم يكن بإمكانه العودة. لم يكن بإمكانه ترك إيثان. "إذا كنت هنا، فأنا سأجدك!" صرخ بصوت عالٍ، متجاهلاً الظلال التي تتراقص من حوله. “لن أتركك، سأقاتل!”
بدأت الظلال تقترب، وكأنها استشعرت شجاعته. "لا تظن أنك تستطيع الهروب." كان صوت SCP-106 ينطلق من كل اتجاه، وكأنه يهمس في أذنه. “كل ما تفعله هنا، سأستغله لأخضعك.”
شعر بخوفه يتصاعد، لكنه عارضه بعناد. "لن أدعك تتحكم فيَّ!" صرخ، وهو يركز على صوت إيثان. “إذا كان هناك أي شيء لديك، سأواجهه!”
عندما اقتربت الظلال، أخرج جايكوب ما تبقى من شجاعته. "إيثان، أنا هنا!" صرخ بصوت عالٍ، وكأنه يستدعي روح صديقه. لكن الظلال بدأت تتحرك بسرعة أكبر، وكأنها تجتمع حوله.
في تلك اللحظة، تذكر تلك اللحظات الجميلة التي قضياها معًا. "يجب أن أسترجع قوتي!" قرر في نفسه، بينما بدأت ذكرياته تتألق أمام عينيه. “عندما كنا معًا، لم يكن هناك خوف.”
استخدم تلك الذكريات كدرع، وحاول دفع الظلال بعيدًا. كان يقاتل في صمت، يجمع قوته من كل لحظة عايشها مع إيثان. "أنا لست وحدي!" هتف، بينما كان يتحدى الظلام الذي كان يحيط به.
فجأة، ظهرت صورة إيثان في ذهنه، واضحة مثل ضوء الشمس. "سنكون معًا، مهما حدث!" قال بصوت عالٍ، واختار أن يتحداها. “لن أسمح لك بالسيطرة على حياتي!”
في لحظة من الشجاعة، ألقى بنفسه إلى الأمام، محطمًا جدار الخوف. كانت الظلال تتجمع حوله، ولكن لم يكن بإمكانها إيقافه. "لا يمكنكم احتجازي!" صرخ، وبدأ يتقدم نحو النور الذي كان يبدو بعيدًا لكنه يتسارع نحو هدفه.
ومع كل خطوة، كانت الظلال تتلاشى، وكأن جايكوب قد اكتسب قوة جديدة. "إيثان، أنا قادم!" هتف، محاطًا بشجاعة غير مألوفة. كل ما مر به جعله أكثر قوة، وكانت روحه تدعمه في تلك اللحظة.
كان يقترب من الضوء، وكلما اقترب، كان بإمكانه سماع صوت إيثان يهمس في أذنه. "أنا هنا، ابحث عني." كأن تلك الكلمات كانت تضيء الطريق أمامه.
بينما كان يتقدم، شعر بجاذبية الضوء تسحبه، وكأن الأمل يملأ قلبه. "هذا هو الطريق." قرر في نفسه، وأغلق عينيه، مستعدًا لمواجهة ما ينتظره في النهاية.
الفصل العاشر: “في قلب العاصفة”
عندما اجتاز جايكوب حدود الضوء، استشعر كأن قلبه قد عُدّل. كانت الغرفة الجديدة مضاءة بشعاع متلألئ، وكأنها عالم مختلف تمامًا. كل شيء كان هادئًا، على الرغم من أنه كان لا يزال يحمل آثار الرعب الذي اختبره. "هل أنا في الأمان؟" تساءل وهو يستعيد أنفاسه، لكنه كان يعلم أن الأمور لم تكن كما تبدو.
كان هناك شيء غريب في الجو، كأن المكان يزخر بالحياة. أزهار غريبة نمت على الجدران، ولكنها لم تكن مثل أي أزهار رآها من قبل. كانت الألوان تتلألأ بشكل سحري، وكأنها تحمل معها وعدًا بالتغيير. "ما هذا المكان؟" سأل نفسه، بينما كان يخطو نحو مركز الغرفة.
وفي وسط الغرفة، كان هناك طاولة كبيرة، محاطة بعدد من الكراسي المصفوفة حولها. كانت الطاولة مغطاة بورق قديم ومكتوب عليه نصوص غامضة. اقترب جايكوب، وعندما نظر إلى الأوراق، استشعر كأن الكلمات تتحدث إليه. "هل يمكن أن تكون هذه ملاحظات إيثان؟" تساءل، وهو يشعر بالفضول يزداد.
أخذ أحد الأوراق وبدأ يقرأ بصوت عالٍ. "في هذا المكان، الظلام يختبئ تحت سطح الضوء." كانت الكلمات تجذب انتباهه، وكأنها تدعوه لاكتشاف المزيد. “إذا كنت تبحث عن الخلاص، عليك مواجهة ما تخشاه.”
بينما كان يقرأ، شعرت طاقة غريبة تتزايد في الغرفة. "هذه الكلمات تحمل قوة ما." فكر جايكوب، بينما كانت الجدران تتموج وكأنها تنبض بالحياة. "يجب أن أستمر في القراءة." لكن بينما كان يحاول التركيز، سمع صدى خافت من خلفه.
التفت ببطء، ورأى شيئًا يتحرك في الزاوية. كان شكلًا مظلمًا، غير واضح المعالم، لكنه كان يرتدي قناعًا يُخفي ملامحه. "من هناك؟" سأل، وعليه أن يكون حذرًا. بينما اقترب من الشكل، ظهرت سحابة من الضباب حوله، وكأنها تعكس مشاعره الداخلية.
"أنا هنا لأساعدك." قال الشكل بصوت هادئ، ولكن كان هناك شيء غير مريح في نبرته. “لقد كنت تنتظر اللحظة المناسبة. لقد جئت لتكتشف الحقيقة.”
"الحقيقة؟" رد جايكوب، وهو يشعر بشكوكه تتزايد. "أي حقيقة تتحدث عنها؟" كان يعلم أنه بحاجة إلى أن يكون حذرًا، فكل شيء هنا قد يكون خدعة.
"الحقيقة عن SCP-106." قال الشكل، وكأنه يعرف ما يدور في ذهنه. "لقد عرفت كل شيء عنه، وكيف يمكن أن يكون مفتاحًا لعودتك." بينما كان يتحدث، ظهر مزيد من الضباب حوله، وكأن الشكل كان يغمره بأسرار قديمة.
"كيف؟ كيف يمكن أن يساعدني؟" سأل جايكوب، بينما كان قلبه يدق بشكل أسرع. كان لديه شعور قوي بأن هذا الكائن يعرف شيئًا مهمًا، شيء يتعلق بمصيره.
"الجواب في الظلال." قال الكائن، ثم أشار نحو الزاوية البعيدة من الغرفة. “اذهب إلى هناك، وستكتشف ما تحتاجه. ولكن احذر، الظلال تحمل أسرارًا مظلمة.”
شعر جايكوب بتردد، لكن الفضول دفعه للذهاب نحو الزاوية. "ما الذي سأجده؟" كان يسأل نفسه. ومع ذلك، كان يعلم أن لا مفر من مواجهة مخاوفه. “إذا كان هناك أمل في العثور على إيثان، يجب أن أكتشف ما وراء هذه الظلال.”
بينما اقترب من الزاوية، بدأت الصور تظهر أمام عينيه. كان هناك مشهد يتكرر أمامه: كان إيثان يقف هناك، وهو يتعرض للهجوم من قبل SCP-106. كان المشهد مؤلمًا، وكانت صرخاته تتردد في أذنه. "لا!" صرخ جايكوب، مدفوعًا بالغضب والخوف.
في تلك اللحظة، شعر بأنه محاصر بين عالمين: عالم الظلام الذي يتغذى على مخاوفه، وعالم الضوء الذي يحمل الأمل. "لا أستطيع أن أتركه!" قرر، بينما اندفع نحو الظلال.
ومع كل خطوة يخطوها، كانت ذكرياته تتجدد. كان يرى كل تلك اللحظات التي شاركها مع إيثان، كل الابتسامات، وكل اللحظات السعيدة. "يجب أن أستعيده." قال، مصممًا على مواجهة كابوسه. “لن أسمح للظلام بأن ينتصر.”
دخل في الزاوية، وكانت الظلال تحاصره، تحاول إبطاء خطواته، لكن جايكوب كان مصممًا. استخدم ذكرياته كدرع. "إذا كان هناك شيء يمكنني فعله، سأفعله!" هتف، متمسكًا بالأمل الذي يحيط به.
عندما اختلط الظلام بالنور، شعر بوجود قوة جديدة تتنامى في داخله. "هذا هو الوقت." قال لنفسه، وهو يتخذ قرارًا حاسمًا. “سأواجه SCP-106، ولن أسمح له بأن يسيطر على حياتي.”
فجأة، سمع صرخات تملأ المكان. كان صوت إيثان يناديه. "جايكوب، أنا هنا!" كان الصوت يتردد في كل مكان، وكأنه يستحثه للقدوم. “تقدم!”
اجتاز جايكوب الظلال، وكأنه يسير عبر جدار من الصقيع. ومع كل خطوة، كان يشعر بقوة إيثان تدعمه، كأنهما أصبحا واحدًا. "أنا قادم!" صرخ، بينما كان يحاول الخروج من هذا الكابوس.
وفجأة، وجد نفسه أمام باب آخر. كانت الأبواب هنا، كما لو كانت جزءًا من لعبة، لكن كان عليها أن تُفتح. "يجب أن أكون شجاعًا." قال لنفسه، مستعدًا لمواجهة ما ينتظره في الجهة الأخرى.
الفصل الحادي عشر: “مواجهة الغموض”
فتح جايكوب الباب ببطء، بينما كان قلبه ينبض بسرعة. كانت هناك رائحة غريبة تطفو في الهواء، كأنها مزيج من العفن والصدأ. انطلق شعور بالقلق في أعماقه، لكنه دفع نفسه للاندفاع إلى الداخل. كانت الغرفة مظلمة، ولكنها كانت تحتوي على ضوء خافت ينبعث من الزوايا.
بينما دخل، شعر بأن الجدران تنفصل عنه وتقترب منه. كانت الكراسي مهملة في الزوايا، وبعضها كانت قد تعرضت للتلف، وكأن أحدهم قد غادرها في عجلة من أمره. "هل أنا بمفردي هنا؟" تساءل بصوت خافت، وكأنه يخشى أن يستمع إليه أحد.
"لا، لست بمفردك." جاء الصوت من مكان بعيد. كان نبرته مريبة، لكنه كان مألوفًا. عرف جايكوب هذه الصوت، كان إيثان. “هنا، في هذا المكان، نحن محاصرون بين الذكريات والمخاوف.”
"إيثان!" صرخ جايكوب، وهو يحاول رؤية أي علامة على صديقه. “أين أنت؟ أنا قادم! سأجدك!”
في تلك اللحظة، بدأ الظلام يتجمع من حوله، وكأن شيئًا ما يستشعر خوفه. كانت الأصوات تتزايد، وبدا وكأنها تتردد في أذنه. "اهرب! جايكوب، اخرج من هنا!" صرخ إيثان، لكن الصوت كان يختفي بين الأصداء.
فجأة، انفتحت الأرض من تحت قدميه، وكاد يسقط في هاوية سحيقة. "لا!" صرخ، وهو يمسك بجدار الغرفة بإحكام. “يجب أن أجد إيثان!”
استجمع قواه، وسار نحو الضوء الباهت. كل خطوة كانت تتطلب جهدًا، كأن الجاذبية كانت تمنعه من التحرك. "أين أنت؟" تردد صدى صوته في الفضاء الفارغ.
بينما تقدم، بدأ يظهر شيء ما في الأفق. كان شكلًا ضبابيًا، لا يمكن تحديده، لكنه كان يتحرك نحوه. "من أنت؟" سأل، مترددًا في الاقتراب.
"أنا هنا لأساعدك." جاء الصوت مرة أخرى، ولكن هذه المرة كان أكثر وضوحًا. كان الكائن يبدو وكأنه يجسد كل مخاوفه، ومع ذلك كان هناك شعور غريب بالألفة. “جايكوب، يجب أن تواجه الظلام.”
"كيف؟" قال جايكوب، بينما كان يشعر بالتوتر يتصاعد. “كيف يمكنني مواجهة شيء لا يمكنني حتى رؤيته؟”
"عليك أن تتذكر." قال الكائن، بينما كانت الظلال تتجمع حوله. “عليك أن تتذكر كل لحظة، كل خوف، وكل ضعف. فقط عندما تعترف بما تخشاه، يمكنك التغلب عليه.”
بدأت الصور تتراقص أمام عينيه. كانت ذكرياته تعود إليه واحدة تلو الأخرى. تذكر عندما كان طفلًا صغيرًا، وكيف كان يخاف من الظلام. كان يختبئ تحت غطاءه، يتخيل أن الوحوش كانت تختبئ في زوايا غرفته. "لقد كان ذلك منذ زمن طويل." فكر، لكنه كان يدرك أن تلك المخاوف لم تختفِ تمامًا.
"لا يمكنك الهروب من الماضي، جايكوب." جاء الصوت مرة أخرى، وكأن الكائن كان يستمع إلى أفكاره. “يجب أن تواجهه، وإذا لم تفعل، فلن تتمكن من إنقاذ إيثان.”
"إيثان!" صرخ مرة أخرى، وهو يشعر باليأس يسيطر عليه. “سأفعل أي شيء لإنقاذه!”
"إذن، عليك أن تدخل في قلب الظلام." قال الكائن، بينما كانت الأضواء تتلاشى حولهم. “ستجد إيثان هناك، لكنه محاصر بذكرياتك. عليك أن تكون قويًا.”
تردد جايكوب، ولكن في أعماقه، كان يعرف أنه لا خيار لديه. "إذا كان هذا هو الطريق، فسأخوضه." قال، مستعدًا لما ينتظره.
انطلق نحو الظلام، وشعر بتسارع نبضه. كان المكان يتغير حوله، وكأن كل خطوة كانت تقوده نحو عالم مختلف. بينما دخل، شعر بسخونة الهواء وضغط ثقيل يثقل كاهله.
في اللحظة التالية، وجد نفسه في مشهد مألوف. كان يرى إيثان، لكن كان هناك شيء غير صحيح. كان صديقه محاصرًا في قفص ضبابي، وكأنه محاصر بأوهامه. "إيثان!" صرخ، بينما ركض نحوه.
"جايكوب!" رد إيثان، عينيه مليئتين بالخوف. “لا تقترب! إنه هنا!”
في تلك اللحظة، شعر جايكوب بوجود شيء ما خلفه. التفت ببطء ورأى SCP-106، ملامحه مشوهة، وكان ينظر إليه بابتسامة عريضة. "لقد جئت لتلعب!" قال بصوت خبيث.
تجمدت الدماء في عروق جايكوب، لكنه تذكر كلمات الكائن الذي ساعده. "لا أستطيع أن أسمح له بالسيطرة." فكر، بينما كانت قوة الإيمان تحثه على التقدم. “إيثان يحتاجني.”
"ابتعد عنه!" صرخ جايكوب، بينما اندفع نحو القفص. لكنه شعر بالذعر يتصاعد عندما اقترب منه SCP-106، وكأن الظلام يتسرب منه.
"أنت لا تعرف ما الذي تحاربه." قال الكائن، عاقدًا ذراعيه. “هل تعتقد أنك تستطيع إنقاذه؟”
في تلك اللحظة، استجمع جايكوب شجاعته. "نعم، سأفعل." قال بصوت حازم. “لن أسمح لك بأن تأخذه مني!”
مع كل كلمة، بدأ الضوء يتزايد من حوله، وكأن إرادته بدأت تؤثر على الظلام. "إيثان، استعد!" صرخ، بينما كانت الطاقة تتدفق من قلبه.
فجأة، انتشرت الشرارة في المكان، واهتزت الجدران، وكأن القوى تتصارع. كان جايكوب يشعر بأن قوته تتزايد، بينما كانت الظلال تنسحب. “هذا ليس مجرد كابوس، بل هو تحدي!”
عندما اقترب من القفص، تمزق حاجز الظلام من حوله، وكأن خيوطًا غير مرئية قد تكسرت. "أريدك أن تكون حراً!" قال، وهو يمسك بيد إيثان.
ومع ذلك، بينما كانا يقتربان، شعر فجأة بشيء يمسكه من الخلف. كانت يدي SCP-106 تمتد نحوه، وهو يبتسم ابتسامة مظلمة. “لن تخرج من هنا أبدًا!”
"أنت مخطئ!" صرخ جايكوب، بينما انطلقت قوى داخلية لم يعرف أنها موجودة. “سأواجهك!”
بينما كانت المعركة تحتدم، ارتفع صراخ إيثان في الهواء. “لا تستسلم، جايكوب!”
وجايكوب، متمسكًا بأمله، استعد لمواجهة الظلام، مصممًا على إنقاذ صديقه مهما كلفه الثمن.
الفصل الثاني عشر: “النور في نهاية النفق”
استفاق جايكوب من دوامة الظلام، وهو يشعر بأن أنفاسه تشتعل في صدره. لم يكن متأكدًا مما يحدث، لكن قسوة SCP-106 كانت تتغلغل في كيانه. "لا أستطيع الاستسلام الآن!" همس لنفسه، وهو يشعر بحضور إيثان بجانبه.
"لديك القوة، جايكوب." جاء صوت إيثان من بعيد، كأنه يبعث الأمل في قلبه. “تذكر كل ما مررت به، كل لحظة من الألم والضعف، واستخدمها كسلاح ضد الظلام.”
بينما كانت الجدران تتلألأ بضوء خافت، شعرت جروح جايكوب تشتعل في جسده، وكأنها تتجدد مع كل خطوة. لكنه استمر في المضي قدمًا، متجاوزًا كل العوائق. كانت الغرفة تتغير حوله، وكأنها تعكس حالته الداخلية. بدأت تتلاشى الظلال، لكنها عادت بشكل متكرر، وكأن SCP-106 كان يحاول استدراجه إلى النفق المظلم مرة أخرى.
مع كل محاولة للتراجع، اكتسب جايكوب قوة جديدة. "لن أسمح لك بالتحكم فيي!" صرخ، وهو يوجه طاقته نحو SCP-106. فجأة، تذكرت الكلمات التي قالتها له الكائن الذي قابله في الظلام: “عليك أن تتذكر.”
"أنا لست خائفًا منك!" قال، مشددًا قبضته على الطاقة المتجمعة في داخله. “أنا أملك الذكريات، وأنا أملك القوة!”
بينما كان يركز، بدأت الذكريات تتجلى أمام عينيه كصور متحركة. تذكر لحظات الفرح والألم، الضحك والبكاء. تذكر كيف كان يقفز في عوالم خيالية مع إيثان، وكيف واجه الوحوش التي تحكم خياله. "هذا هو سلاحي، ذكرياتي!" قال.
وعندما كان SCP-106 يقترب منه، انطلقت طاقة متلألئة من قلب جايكوب، مشعة بضوء قوي. "اذهب بعيدًا!" صرخ، بينما كانت موجة من الضوء تدفقت نحو الكائن.
في تلك اللحظة، تجمد SCP-106، وكأن الضوء يسيطر عليه. كانت ظلاله تتلاشى، والضوضاء تتوقف. "لا!" صرخ، وهو يشعر بالهزيمة تقترب منه. “لا يمكنك القيام بذلك!”
"أستطيع، لأنني أملك إيثان!" قال جايكوب، وهو يقترب من قفص صديقه. “لن أتركك مرة أخرى!”
بسرعة، أدرك أن القوة التي كان يمتلكها كانت نابعة من صداقته. "إيثان، هل أنت مستعد؟" سأل، بينما كانت الأضواء تتجمع حولهما.
"نعم، دائمًا." أجاب إيثان، وعيناه تتألقان بالأمل. “دعنا نخرج من هنا.”
وبدأ جايكوب ينقل الضوء إلى القفص، مستخدمًا كل ذكرياته وأحاسيسه. كان هناك تردد في البداية، لكن سرعان ما بدأت القفص يتفكك، وكأن الحواجز لم تكن موجودة.
فجأة، اقترب جايكوب وإيثان من بعضهما، وتجمع الضوء حولهما. "سنجتاز هذا معًا!" قال جايكوب، وأخذ نفسًا عميقًا.
بينما اجتازا حدود القفص، شعروا وكأنهم قد اجتازوا بوابة إلى عالم آخر. فجأة، ظهرت أضواء زاهية، وكأنهم خرجوا من عتمة دامسة إلى عالم مليء بالألوان.
وقفت أمامهم بوابة، تبدو كأنها تجمع بين السماء والأرض. في تلك اللحظة، بدأ SCP-106 يفقد سلطته. صرخ بأعلى صوته، بينما كان الضوء يتلاشى حوله. "لن أترككم تذهبون!" لكن كان الوقت قد فات.
عبر جايكوب وإيثان البوابة، واكتشفا نفسيهما في مكان آخر. كانت الأرض تحت أقدامهم غير مألوفة، وكانت السماء تتلألأ بالألوان. "هل فعلناها؟" سأل إيثان، بينما كان ينظر حوله.
"نعم، لكن يجب أن نكون حذرين." أجاب جايكوب، بينما كانت الذكريات لا تزال تدور في ذهنه. “الظلام قد يعود.”
بينما استعادا أنفاسهما، بدأ جايكوب يشعر بشيء غريب. "ما هذا المكان؟" تساءل، وهو يلاحظ أن كل شيء هنا يبدو هادئًا للغاية، وكأن شيئًا ما ينتظرهم.
"لا أدري." أجاب إيثان، بينما كانا يستكشفان المكان. كانت هناك علامات تشير إلى أن هذا المكان قد يكون ماضيهما، أو ربما هو بداية جديدة. لكنهما كانا مدركين أن التحديات لم تنته بعد.
وبينما كانا يتجهان نحو الأفق، شعرا بأن الذكريات ستظل دائمًا جزءًا منهما. "هل تعتقد أننا سنعود إلى حياتنا الطبيعية؟" سأل إيثان.
"لا أعلم." أجاب جايكوب. “لكننا سنتجاوز كل شيء معًا.”
في تلك اللحظة، توقفا ونظرا إلى بعضهما. كانت أعينهما مليئة بالأمل، وكأنهما قد واجها أكبر مخاوفهما وأصبحا أقوى بفضل بعضهما.
"سنجعل من هذه اللحظة بداية جديدة." قال جايكوب، بينما بدأت الشمس تغرب في الأفق، وألوانها تزين السماء.
مع كل خطوة، كانا يدركان أن الظلام قد يتربص دائمًا، لكن معًا، كانا يمتلكان القوة لمواجهته. وبهذا، انطلقا نحو المجهول، مدركين أن الذكريات ليست فقط عن الماضي، بل هي أيضًا مفتاح المستقبل.
النهاية
المؤلف: محمود رضا
المنسق:محمود رضا بمساعدة الذكاء الاصطناعي
"اذا كنت تريد دعمي تابعني من أجل كل جديد 🫡 🫡 🫡 🫡 "