قصه حقيقيه*** حادثه السحر في الصعيد
في قرية معزولة اسمها "الكبري" وسط جبال الصعيد، كانت فيه ست اسمها "أم حسن". أم حسن دي كانت غريبة الأطوار، ومش بتخرج كتير من بيتها، وكان الناس بيشوفوها قليل. لكنها كانت معروفة بين أهالي القرية إنها "شيخة" أو "عرافة"، وكانت الناس تروح لها بس في الحالات الصعبة لما كل الأبواب تتقفل في وشهم.
في يوم من الأيام، الست "فاطمة"، بنت من البلد، راحت لأم حسن بعد ما حاولت سنين تخلف من غير فايدة. أم حسن دخلتها غرفة ضلمة مفيهاش غير شمعة صغيرة في النص، وطلبت منها تقعد وتحط إيدها على حاجة ملفوفة بخرقة سودة. فاطمة كانت خايفة، لكنها كانت عايزة طفل، فعملت زي ما أم حسن قالت بالضبط.
أم حسن بدأت تتمتم بكلام غريب، وتقول لفاطمة إنها لازم تبات في الغرفة دي الليلة دي، ولو سمعت أي صوت، ما تردش عليه وتفضل ساكتة مهما كان. وبالفعل، فاطمة وافقت، بس قبل ما تسيبها أم حسن قالتلها كلمة غريبة: "اللي هيحصل النهارده هو عهدك مع اللي مش ظاهرين، ومينفعش تتراجعي بعد الليلة دي".
بليل، فاطمة وهي نايمة سمعت صوت همسات حوالين الغرفة، وكان كأنه حد بيمشي برا البيت ويرمي حاجات على الشباك. حاولت تطنش وتكمل نومها، لكن فجأة سمعت صوت راجل بينادي باسمها من بره الباب. الصوت كان غريب ومخيف، بس هو كان بينادي: "فاطمة... افتحي يا فاطمة".
رغم إنها كانت مرعوبة، فضلت قافلة الباب وساكتة، لكن الصوت مكنش بيبعد، بالعكس كان بيقرب ويعلا. ولما بقت مش قادرة تستحمل، بصت من فتحة الباب الصغيرة، وشافت حد لابس أسود، ووشه كان مغطى بالكامل، لكن عينه كانت حمراء زي النار. أول ما بصت له، الصوت بطل، والشخص الغريب اختفى في لحظة.
فاطمة سابت البيت تاني يوم الصبح بعد ما أم حسن قالتلها إنها هتخلف ولد في وقت قريب، وفعلاً بعد تسع شهور بالتمام ولدت. بس اللي كان غريب إن الولد لما كبر شوية، كان بيظهر عنده حاجات غريبة، زي إنه كان بيتكلم مع نفسه ساعات كتير، ويقول إنه شايف "ناس سود" حواليه. كل ما يكبر، الولد حالته كانت بتسوء، لحد ما في يوم اختفى بشكل غامض وماحدش شافه تاني.
من يومها، بقيت قصة أم حسن وأم فاطمة حديث القرية، وكانوا بيحذروا بعض إنهم ما يقربوش من بيت أم حسن أبداً.