لا تفتح الباب للغرباء
### لا تفتح الباب للغرباء
في قرية نائية، كانت هناك أسطورة مخيفة تتردد على ألسنة الأهالي. كانت تقول إن هناك منزلًا قديمًا في نهاية الشارع الرئيسي، يُعرف بأنه مسكون. كان يُشاع أن أي شخص يفتح الباب للغرباء لا يعود أبدًا. ومع ذلك، لم يكن أحد يعرف التفاصيل الدقيقة عن هذه الأسطورة، لكنها كانت كافية لزرع الخوف في قلوب سكان القرية.
كانت ليلى فتاة صغيرة تعيش مع والدتها في ذلك المنزل، منذ أن رحل والدها في حادث غامض. كانت والدتها دائماً تحذرها: "لا تفتحي الباب لأي شخص لا تعرفينه، مهما كانت الأسباب." لكن ليلى كانت فضولية بطبيعتها، وكانت تحب استكشاف العالم الخارجي.
في إحدى الليالي الباردة، بينما كانت ليلى جالسة بمفردها في غرفة المعيشة، سمعت دقًا خفيفًا على الباب. دقّات خفيفة، كأنها نداء من الظلام. نظرت إلى النافذة ولم ترَ أحدًا، لكن الدق استمر. تذكرت تحذيرات والدتها، وقررت عدم فتح الباب. لكن الفضول بدأ يتسلل إلى قلبها.
استمر الدق لفترة طويلة، ثم فجأة توقف. شعرت ليلى بالراحة لفترة قصيرة، لكن عندما كانت تتوجه إلى غرفتها، سمعت صوت همسات قادمًا من الخارج. كان الصوت منخفضًا، لكنها استطاعت تمييز كلمة "مساعدة". تجمدت في مكانها، وذهب قلبها إلى حنجرتها.
أخذت نفسًا عميقًا وجمعت شجاعتها. اتجهت إلى الباب، ولكن بدلًا من فتحه، وضعت أذنها قربه. كان هناك صوت آخر، مرعب، مثل العواء. أيقنت أن هذا لم يكن مجرد شخص عابر.
عادت ليلى إلى غرفتها وقررت أن تتجاهل الأمر. لكن تلك الليلة كانت مرعبة. لن تنام، عيناها مفتوحتان على اتساعهما، سمعت أصوات تهمس باسمها، كأن شيئًا ما كان يراقبها. كانت تشعر بخوف كبير، وعندما اقتربت من النافذة لترى خارجًا، لم تجد سوى الظلام الدامس الذي يكتنف المكان.
في صباح اليوم التالي، وجدت والدتها تجلس في غرفة المعيشة، شاحبة الوجه. عندما سألتها ليلى عما جرى، أخبرتها والدتها بأنها حلمت بأشخاص غريبين يطرقون الباب. بدت قلقة أكثر من المعتاد.
مع مرور الأيام، بدأت الأمور تتصاعد. صفحات الجرائد المحلية كانت مليئة بأساطير عن الأشخاص الذين فقدوا في تلك القرية. تردد على أسماع ليلى مرارًا وتكرارًا إنه لم يكن هناك عودة لأولئك الذين ينفتحون للغرباء.
وذات ليلة، كان هناك دق قوي على الباب، وشعرت ليلى بأن قلبها سيتوقف. جلست ترجف في سريرها، ولكن هذه المرة، سمعت صوت والدتها تهمس من الغرفة المجاورة. "ليلى، افتحي الباب، أنا هنا!" كان الصوت يبدو مألوفًا ولكن بنبرة غريبة.
تملّكها الذعر وتحركت بسرعة إلى غرفتها، لكنها لم تجد والدتها. كل ما وجدته كان حجابها الذي تركته وراءها. قررت أن تخرج لتبحث عن والدتها، ولكن بوادر العاصفة بدأت تعصف بالخارج.
مرت الساعات وهي تبحث، ولكن بلا جدوى. كلما اقتربت إلى المنزل، كانت تسمع أصواتًا غريبة تناديها. وفي النهاية، قررت يومًا ما أنها ستدرك ما يجري. عادت إلى المنزل ووضعت خطة.
ذات ليلة بعد منتصف الليل، عندما سمعت دقًا على الباب مجددًا، أخذت نفسًا عميقًا وأخذت قرارًا: "سوف أفتح". فتحت الباب بحذر، وأمامها كان شخص غريب، يرتدي سترة سوداء ووجهه مغطى بقبعة.
وقف المنتظر أمام الباب وقال بهدوء: "أين والدتك، ليلى؟ لقد جئنا لنأخذها إلى المنزل."
فهمت ليلى أن هذا كان عدوًا يتربص بها وبعائلتها. في تلك اللحظة، شعرت بقوة لا تصدق، وصرخت: "لا! لن أدعك تأخذني أو تأخذ عائلتي!" وغلقت الباب بسرعة في وجه الغرباء، وركضت إلى غرفتها.
عندما كانت مختبئة، عادت أصوات الهمسات، لكن هذه المرة، كانت تأتي من داخل رأسها: "