قصة الصحابي الجليل زيد الخيل 1

قصة الصحابي الجليل زيد الخيل 1

0 المراجعات

الصحابي الجليل زيد الخيل 1

image about قصة الصحابي الجليل زيد الخيل 1


الصحابي الجليل زيد الخيل أو زيد الخير كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم 
زيد الخيل توفي (9ه=630م)
هو زيد بن مهلهل، بن يزيد، بن منهب؛ بن عبد رضاء؛ بن المختلس؛ بن ثواب؛ بن كنانه؛ بن مالك؛ بن نائل؛ بن أسودان، كنيته ابو مكنف (بكسر الميم). من ابطال الجاهلية كان طويلا جميلا شاعرا خطيبا لسنا كريما. قيل أنه كان اذا ركب الفحل جر رجليه على الأرض. سمي زيد الخيل لكثرة ما يملكه من الخيل. لأن العرب كانت معروفة بالغنم والابل فقط.

image about قصة الصحابي الجليل زيد الخيل 1

روى الشيباني عن شيخ بني عامر قال : أصابتنا سنة مجدبة هلك فيها الزرع و الضرع ، فخرج رجل منها بعياله إلى مدينة الحيرة بالعراق ، و تركهم فيها ، و قال لهم : انتظروني حتى أعود إليكم .
ثم نذر ألا يرجع إليهم إلا إذا كسب لهم مالا أو يموت ، ثم تزود زادا ومشى اليوم كله حتى إذا أدلج الليل وجد أمامه خباء أي ( خيمة )، وبالقرب منها مهر مقيد فقال : هذه غنيمتي الأولى ، و توجه إليه وجعل يفك قيده ، فلما هم بركوبه سمع صوتا يناديه : خل عنه و اغنم نفسك ، فتركه و مضى في طريقه. 
ثم مضى في طريقه مشيا سبعة أيام حتى بلغ مكانا فيه مراحا للإبل ، وبجانبه خباء عظيم فيه قبة من جلد تشير إلى الثراء والنعمة ، فقال الرجل في نفسه : لابد لهذا المراح من إبل ولابد لهذا الخباء من أهل ، ثم نظر في الخباء و كانت الشمس تدنو من الغروب فوجد شيخا كبيرا فانيا فيه، فاختبأ خلفه وهو لا يشعر به .
و ما لبث إلا لحظات حتى غابت الشمس ، ثم أقبل فارس لم ير قط فارس أعظم منه جسما ولا طولا ، قد امتطى صهوة جواد عال وحوله عبدان يمشيان؛ واحد عن يمينه والآخر عن شماله ومعه قرابة مائة من الإبل أمامها فحل كبير ، فلما وصل برك الفحل ، فبركت حوله النوق .
وهنا قال الفارس لأحد عبديه : أحلب هذه وأشار إلى ناقة سمينة، واسق الشيخ فحلب منها حتى ملئ الإناء ، ووضعه بين يدي الشيخ ، فجرع منه الشيخ جرعة أو جرعتين وتركه ، قال الرجل : فانطلقت نحوه متخفيا ، و أخذت الإناء وشربت اللبن كله؛ فرجع العبد وأخذ الإناء وقال : يا مولاي لقد شربه كله .
فاستبشر الفارس وفرح وقال : احلب هذه و أشار إلي ناقة أخرى. فحلبت ووضع الإناء بين يدي الشيخ فجرع منه الشيخ جرعة واحدة و تركه ، فأخذته وشربت نصفه؛ و كرهت أن آتي عليه كله حتى لا أخلق الشك في نفس الفارس ، ثم أمر الفارس عبده الثاني أن يذبح شاة ، فذبحها ، فقام إليها الفارس وشوى للشيخ منها وأطعمه بيديه حتى إذا شبع أخذ يأكل هو وعبداه وما هو إلا قليل حتي أخذ الجميع مضاجعهم و ناموا نوما عميقا له غطيط؛ وهو الصوت الذي يصدر من النائم كالشخير.
عند ذلك توجهت إلى الفحل وحللت عقاله وركبته ، فاندفع و تبعته الإبل ومشيت ليلتي ، فلما أسفر النهار نظرت في كل جهة فلم أر أحدا يتبعني فأكملت السير حتى تعالى النهار ، ثم التفت التفاتة؛ فإذا أنا بشيء كأنه نسر أو طائر كبير ، فما زال يدنو مني حتى تبينته فإذا هو فارس على فرس ، ثم مازال يقبل علي حتى عرفت أنه صاحبي؛ أي الذي سرق له الفحل والابل. جاء ينشد إبله.
عند ذلك عقلت الفحل وأخرجت سهما من كنانتي ووضعته في قوسي وجعلت الإبل خلفي فوقف الفارس بعيدا ، وقال لي : احلل عقال الفحل ، فقلت : كلا لقد تركت ورائي نسوة جائعات بالحيرة  وأقسمت ألا أرجع إليهن إلا معي مال أو أموت .
قال : إنك ميت ، احلل عقال الفحل لا أبا لك، فقلت : لن أحله ، فقال : ويحك إنك لمغرور ، ثم قال : دل زمام الفحل وكانت فيه ثلاث عقد ثم سألني في أي عقدة منها أريد أن يضع لي السهم؛ فأشرت في الوسطى فرمى السهم فأدخله فيها حتى لكأنما وضعه بيديه ، ثم أصاب الثانية والثالثة .
عند ذلك أعدت سهمي إلى كنانتي ووقفت مستسلما فدنا مني وأخذ سيفي وقوسي ، وقال : اركب خلفي فركبت خلفه فقال :ما تظن أني فاعل بك ؟ فقلت : أسوأ الظن ، قال : و لم ؟ قلت : لما فعلته بك وما أنزلته بك من عناء وقد أظفرك الله بي .
فقال : أوتظن أني فاعل بك سوءا وقد شاركت (مهلهلا ) يعني أباه في شرابه وطعامه ونادمته تلك الليلة ،وهنا نعلم أن الفارس قد فطن للرجل منذ البداية. ثم قال :فلما سمعت اسم مهلهل ، قلت : أزيد الخيل أنت ؟ قال : نعم ، فقلت : كن خير آسر ، فقال : لا بأس عليك ومضى إلى موضعه وقال : و الله لو كانت هذه الإبل لي لسلمتها إياك ولكنها لأخت من أخواتي .
فأقم عندنا أياما فإني على وشك غارة قد أغنم منها وما هي إلا ثلاثة أيام حتى أغار على بني  نمير فغنم نحو مائة ناقة فأعطاني إياها كلها ، وبعث معي رجالا من عنده يحمونني حتي وصلت الحيرة. 
في الجزء الثاني سنذكر لقاءه برسول الله صلى الله عليه وسلم و إسلامه رضي الله عنه.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

1

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة