الطفل و الحذاء والطفل المتشرد
في إحدى المحطات كان الطفل يجري مسرعاً نحو القطار حتي يلحق به، بدأ القطار بالتحرك رويداً رويداً، مما دفع الطفل للركض مسرعاً إلى أن قارب على اللحاق به، فقفز قفزة تمكّن فيها من الصعود إلى مقطورته الأخيرة، حينها ابتسم الطفل فرحأ لأن الرحلة لم تفته إلّا أنّه لم يدرك أنّ تلك القفزة كلفته سقوط فردة حذائه خلف القطار دون أن يدري، لم يفكّر الطفل كثيراً قبل أن يخلع فردة حذائه الثانية ويُلقيها بسرعة لتستقر بجوار الفردة الأولى، فتعجب أصدقاؤة من فعله هذا، وسألوه عن سبب تصرفه، فقال الطفل: لن أستطيع العودة لإحضارة الفردة التي سقطت مني، كما أنني لن أستفيد من فردة الحذاء الأخرى إذا ما بقيت معي، فرميتها علّ فقير يجدهما فينتفع بهما معاً.
فمرت أيام و ذهب الطفل إلى المحطة فوجد طفلٌ متشرد مرتديها ففرح الطفل . فعاد الطفل الى منزله و هو مبتهج فسألته أمه ماذا بك فقال لها ما حصل له مع الطفل المتشرد والحذاء ، فنام الطفل وهو مسرور وعندما إستيقض فوجد أمه جلبت له عدة أحذية و ملابس وذهبو إلى الطفل المتشرد لكي يعطياه الملابس ، فابكى الطفل المتشرد على معاملتهم معه . فسألته أم الطفل أين واليديك فأجابها و عيناه ممتلئة بالحزن لقد رموني في محطة القطار و ذهبوا و لحد الأن أنتضرهم لكي يأتوا لكن لم يأتي أحد فقامت الأم بتصبير الطفل المتشرد و ذهب معها الى منزلها مع طفلها لكي يتمم دراسته .
عند مرور عدة أعوام .
كبر الطفل المتشرد فأصبح من أهم شخصيات البلاد و أصبح مشهوراً، فإحدى الآيام جاءوا والديه الحقيقين فبكى وهو قائلا لماذا تخليتم عني او أنا مازلت طفل ، فاعتذر والديه منه لكنه لم يسامحهم لأنه عاش أقصى معنات الحيات عندما سمحوا فيه في سن مازال يريد حنان والديه ولقد مرت عليه الشتاء و العواصف و عملوا عليه المجرمين أشد انواع العذاب مثل (الإغتصاب و الضرب و الإبتزاز….).
لهذا لم تتخلوا على أبنائكم رجاءا لأن لا يمكن أن طفل سيقاوم وحوش الشارع و شكرا .