
قصة الأرنب والسلحفاة
قصة الأرنب والسلحفاة 🐇🐢
في غابة خضراء جميلة مليئة بالأشجار العالية والزهور الملونة، عاش أرنب سريع الحركة اعتاد أن يفتخر أمام الجميع بسرعته الكبيرة. كان يقفز هنا وهناك وهو يقول بصوت مرتفع:
– أنا أسرع حيوان في الغابة! لا أحد يستطيع أن يسبقني أو ينافسني.
كانت بعض الحيوانات تصفق له إعجابًا، بينما كان البعض الآخر ينزعج من غروره. ومن بين هؤلاء كانت هناك سلحفاة هادئة وبطيئة، لكنها صبورة ومثابرة. وكان الأرنب يسخر منها دائمًا ويقول:
– يا سلحفاة، لو بدأتِ السير من الفجر، فلن تصلي قبل غروب الشمس!
لكن السلحفاة لم تغضب، بل ابتسمت وقالت بهدوء:
– ربما أكون بطيئة، لكني مثابرة، وأصل دائمًا إلى هدفي. ما رأيك أن نتسابق أمام الجميع؟
اندهش الأرنب وضحك بصوت عالٍ:
– أنتِ تريدين التسابق معي؟! سيكون الأمر مضحكًا. لكنني سأقبل التحدي لأثبت للجميع أنني الأفضل.
في اليوم التالي اجتمعت الحيوانات كلها لمشاهدة السباق. وقف الأرنب والسلحفاة عند خط البداية، وكان خط النهاية عند تلة مرتفعة في آخر الغابة. وعندما أعطى الثعلب إشارة البداية، انطلق الأرنب بسرعة هائلة، أما السلحفاة فبدأت تسير ببطء شديد، لكنها لم تتوقف.
بعد أن قطع الأرنب نصف الطريق، التفت وراءه فرأى السلحفاة ما زالت في مكان بعيد جدًا، فضحك قائلًا:
– أمامي وقت طويل، سأستريح قليلًا تحت هذه الشجرة.
استلقى الأرنب على العشب وقال لنفسه:
– حتى لو نمت ساعة كاملة، سأظل أسرع منها بمراحل.
وبالفعل غط الأرنب في نوم عميق. أما السلحفاة، فواصلت سيرها خطوة بعد خطوة، لم تلتفت إلى سخرية أحد ولم تتوقف عند التعب. كانت تردد في نفسها:
– ببطء ولكن بثبات، سأصل في النهاية.
مرت ساعات، والسلحفاة اقتربت كثيرًا من خط النهاية، بينما الأرنب ما زال نائمًا. وعندما استيقظ أخيرًا، تفاجأ بأن السلحفاة أوشكت على الفوز. جرى بكل قوته محاولًا اللحاق بها، لكن الوقت كان قد فات. عبرت السلحفاة خط النهاية أولًا، وفازت بالسباق وسط تصفيق وتشجيع جميع الحيوانات.
شعر الأرنب بالخجل وقال أمام الجميع:
– لقد كنت مغرورًا ومتهاونًا، وظننت أن الفوز مضمون. تعلمت اليوم أن الصبر والمثابرة أهم من السرعة بلا جهد.
ابتسمت السلحفاة وقالت:
– كل واحد منا يملك قدراته الخاصة، ولكن النجاح الحقيقي لا يأتي بالغرور، بل بالعمل المستمر والإصرار على الوصول.
الدروس المستفادة للأطفال ✨
- الغرور والثقة الزائدة يؤديان إلى الفشل.
- الصبر والمثابرة هما مفتاح النجاح.
- لا تستهين بقدرات الآخرين، فلكل كائن نقطة قوة تميّزه.
- التواضع يجعلنا أفضل، أما السخرية من الآخرين فلا تعكس إلا ضعفًا.
وهكذا بقيت قصة الأرنب والسلحفاة درسًا خالدًا تتناقله الحيوانات في الغابة، وأصبح الأرنب أكثر تواضعًا بعد أن أدرك أن المثابرة تهزم الغرور .
إضافة بسيطة للقصة ✨
بعد السباق، اقتربت الحيوانات من السلحفاة وهنّأتها قائلين:
– لقد أثبتِّ لنا أن القوة ليست في السرعة فقط، بل في الصبر والعمل المستمر والإرادة .