سارة و المرآة المسحورة
المرآة المسحورة
في منزل قديم مهجور، تقع مرآة ضخمة في نهاية ممر مظلم. تلك المرآة ليست كأي مرآة، فهي تحمل سرًا مظلمًا وقوة خارقة. من ينظر إليها بعينين خائفتين، يجد نفسه يسقط في عالم آخر، عالم مليء بالأشباح والأحلام المزعجة.
كانت سارة فتاة شجاعة تحب استكشاف الأماكن المهجورة. سمعت الكثير من الحكايات عن هذا المنزل القديم وعن المرآة المسحورة، لكنها لم تخف أبدًا. قررت ذات يوم أن تدخل المنزل وتواجه مخاوفها.
دخلت سارة المنزل ببطء، وأخذت تنقل بين الغرف المظلمة. كانت الأثاث القديم مغطى بالغبار، وجدران المنزل كانت متصدعة وكأنها تئن من الألم. وصلت سارة أخيرًا إلى الممر المظلم، ورأت المرآة تلمع في نهاية الممر كعينين متوهجة في الظلام.
اقتربت سارة من المرآة بحذر، ونظرت إلى انعكاسها. في البداية، لم ترَ شيئًا غير العادي. لكن عندما نظرت بعمق، بدأت ترى أشكالًا غريبة تظهر خلفها. كانت وجوه شاحبة تتلألأ في الظلام، وأصوات همسات خافتة تدوي في أذنيها.
فجأة، شعرت سارة بدوار شديد، وبدأت ترى العالم من حولها يتشوه. اختفت الغرفة التي كانت فيها، ووجدت نفسها واقفة في مكان مظلم لا تعرف له حدودًا. كانت الأشباح تحيط بها من كل جانب، وتصرخ في وجهها.
حاولت سارة الهرب، لكنها لم تستطع. كانت الأشباح تسحبها بقوة إلى عالمها المظلم. في تلك اللحظة، تذكرت كل ما سمعته عن المرآة المسحورة. فهمت أنها وقعت في فخ، وأنها يجب أن تخرج من هذا المكان بأي طريقة.
جمعت سارة كل قوتها، وصرخت بصوت عالٍ. في تلك اللحظة، ظهرت شرارة أمل في الظلام. كانت شمعة صغيرة، وقد أشعلتها روح طيبة تحاول مساعدتها. اتجهت سارة نحو الشمعة، وبدأت تجري بأسرع ما يمكن.
عندما وصلت إلى الشمعة، أمسكت بها بإحكام. بدأت الأشباح تتلاشى، والعالم المظلم بدأ يختفي. عادت سارة إلى الغرفة التي كانت فيها، ووجدت نفسها واقفة أمام المرآة مرة أخرى.
نظرت سارة إلى المرآة بعينين حازمة، وقالت بصوت قوي: "لن أخشاك أبدًا!". في تلك اللحظة، تحطمت المرآة إلى آلاف الشظايا، واختفت الأشباح إلى الأبد.
خرجت سارة من المنزل وهي تشعر بالارتياح والتعب في نفس الوقت. كانت قد واجهت مخاوفها وانتصرت عليها. وعرفت جيدًا أن المرآة المسحورة لن تستطيع إيذائها مرة أخرى.