سامى والغابه المسحورة

سامى والغابه المسحورة

0 المراجعات

السر العجيب في الغابة المسحورة

في قرية صغيرة تقع عند أطراف غابة كثيفة، كان هناك فتى يُدعى "سامي". كان سامي صبيًا مغامرًا، يعشق استكشاف الأماكن الجديدة واكتشاف أسرار الطبيعة. في كل يوم بعد المدرسة، كان يذهب إلى حافة الغابة، يجلس تحت شجرة البلوط العجوز، ويقرأ القصص عن الممالك السحرية والمغامرات العجيبة.

ذات يوم، بينما كان سامي يتجول قرب الغابة، وجد مسارًا ضيقًا بين الأشجار لم يره من قبل. دفعه الفضول إلى استكشافه، فمشى بحذر حتى وجد بابًا خشبيًا صغيرًا مخفيًا بين الأغصان. كان الباب مزينًا بنقوش غريبة، وحين لمسه، انفتح تلقائيًا ليكشف عن ممر طويل مضاء بأضواء خافتة متوهجة.

دخل سامي مترددًا لكنه شعر بشعور غريب كأن الهواء نفسه كان يهمس له. تابع السير حتى وصل إلى ساحة واسعة مليئة بالأشجار العجيبة ذات الأوراق المضيئة، وكانت هناك بحيرة صغيرة تشع بضوء أزرق ناعم. فجأة، سمع صوتًا خافتًا يناديه: “أهلًا يا سامي، لقد كنا في انتظارك!”

نظر حوله بدهشة، فرأى أمامه مخلوقات صغيرة بأجنحة شفافة وألوان زاهية. كانت هذه مخلوقات الغابة المسحورة، وقالت له الجنية الزرقاء: “نحن حراس هذه الغابة، وقد جئت في الوقت المناسب، لأننا نحتاج إلى مساعدتك.”

تفاجأ سامي وسألها: “كيف يمكنني مساعدتكم؟”

أجابت الجنية بحزن: “هناك شجرة سحرية تُدعى 'شجرة الحياة'، وهي المسؤولة عن نشر الضوء والطاقة في الغابة، لكنها بدأت تذبل لأن الحجر السحري الذي يمنحها القوة قد اختفى. ولا يستطيع أحد استعادته إلا شخص نقي القلب وشجاع، وأنت هو المختار!”

أحس سامي بمزيج من الحماس والتردد، لكنه قرر أن يساعدهم. قادته الجنيات إلى خريطة قديمة توضح مكان الحجر السحري، وكان عليه أن يعبر الجسر العائم فوق نهر الغموض، ثم يمر عبر كهف الأسرار قبل أن يصل إلى جبل القمة المظلمة حيث يختبئ التنين الحارس.

بشجاعة، انطلق سامي في رحلته، أول تحدٍّ كان عبور الجسر العائم، وكان يتأرجح كلما تقدم خطوة. استخدم تركيزه وحافظ على توازنه حتى نجح في العبور. بعدها دخل إلى كهف الأسرار، وكان الظلام حالكًا، لكنه رأى حجارة متوهجة على الأرض، فجمعها واستخدم نورها ليرى طريقه. فجأة، ظهرت أمامه ألغاز غامضة على الجدران، وكان عليه حلها ليتابع طريقه. استخدم ذكاءه وأجاب على جميع الألغاز، فانفتح له باب سحري قاده إلى الخارج.

وأخيرًا، وصل إلى جبل القمة المظلمة، حيث واجه التنين الضخم ذو العيون المتوهجة. لكن بدلًا من أن يخاف، تحدث إليه بهدوء وقال: "أنا لم آتِ للقتال، بل لاستعادة الحجر السحري لإنقاذ الغابة." نظر التنين إليه لبرهة، ثم قال بصوت عميق: "لقد أتى الكثيرون قبلك بقوة السلاح، لكنك أتيت بقوة القلب، وهذا ما يجعل منك البطل الحقيقي. سأعيد لك الحجر." وأخرج التنين الحجر المتلألئ من كهفه وسلّمه لسامي.

عاد سامي بسرعة إلى الغابة ووضع الحجر في قلب شجرة الحياة. فورًا، عادت الشجرة للحياة، وبدأت الغابة تضيء من جديد، وعمت السعادة جميع المخلوقات السحرية.

شكرت الجنيات سامي وقالت له الجنية الزرقاء: “لقد أثبت أنك شجاع وذكي وصاحب قلب نقي. سنبقى مدينين لك للأبد.”

وفي لحظة، وجد سامي نفسه واقفًا عند باب الغابة، كأنه كان في حلم. لكنه عندما نظر إلى يده، وجد هناك ورقة ذهبية متوهجة من شجرة الحياة، دليلًا على مغامرته الرائعة.

عاد سامي إلى قريته وهو يحمل ذكريات لا تُنسى، وعرف أن الشجاعة لا تعني القوة فقط، بل تعني الذكاء والطيبة والصدق. ومنذ ذلك اليوم، أصبح يروي قصته لجميع الأطفال، ليخبرهم أن المغامرة والشجاعة قد تأخذك إلى أماكن لم تتخيلها يوماً .

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة